موائد رمضانية ومبادرات خيرية تنعش الفقراء في الشهر الفضيل
امتدت الأيادي البيضاء وأرخت بظلالها الخيرة لتثبت بأن “لو جار الزمن” لازالت الدنيا بخير، متخذة من أيام شهر رمضان المبارك وسيلةً لبث الأمل ونشر السعادة في أرجاء البلدان والمناطق التي تقصدها.
وبالتزامن مع رمزية “إفطار الصائمين في رمضان” وبالتعاون بين المجتمع الأهلي وروح العمل الجماعي انطلقت مبادرة “خسى الجوع” في عامها العاشر، بالتعاون مع جمعية “ساعد” ممثلة برئيس مجلس الادارة “عصام حبال” بالقرب من الجامع الأموي وسط العاصمة دمشق، لتوزيع وجبات رمضانية عرفت باسم “سكبة رمضان الخيرية”.
على مدار الساعة
ضمت المبادرة فريق عمل تطوعي من مختلف الفئات العمرية والمستويات الاجتماعية، ضمن فترتين من العمل تشمل ثلاث أصناف من الأطعمة يتم توزيعها للوافدين إلى المنطقة بالتعاون مع المخاتير لضمان وصول الوجبات للعائلات المحتاجة ضمن المناطق، بينما يرافق العمل فريق دراجات لإيصال الطعام للمشافي ودور الأيتام والمناطق النائية كالأرياف.
ولأن” الجار قبل الدار” اعتمد العاملون ضمن هذه المبادرة تقديم كل ما لديهم من إمكانيات لشعورهم بالفخر والاعتزاز أثناء رؤية البسمة على شفاه المحتاجين، مؤكدين أن قيمة المرء تأتي من إحساسه بالآخرين.
أنشطة منوعة
ولأن الخير يثمر في كل مكان يقصده، لوحظ ازدياد في أعداد الجمعيات المشاركة في موسم رمضان لهذا العام في اللاذقية نظراً لازدياد المبالغ المقدمة من قبل المتبرعين، كما تنوعت لتشمل توزيع السلات الغذائية أو مبالغ نقدية بما يعادل قيمة السلة، في حين لجأ البعض لإعداد وجبات فطور وسحور، بينما لجأ آخرون لتوزيع ألبسة ومواد غذائية والخبز.
والملفت أيضاً لهذا العام ظهور مبادرات عفوية مثل توزيع الساندويش مع علبة مياه وتمر ضمن شوارع المدينة تحت مسمى “فطورك عالماشي”.
مائدة الرحمن
وبالرغم من الغلاء، يقف صاحب مقهى الجمال في ساحة الشيخ ضاهر بمدينة اللاذقية “محمود جمال” مرحباً بمن يقصد مائدته التي اعتاد على إقامتها للسنة السابعة على التوالي، لكل من يقصدها من الأهالي طوال الشهر الكريم، كما أن ارتفاع الاسعار لم يثنِ “محمود” وعدد من أصدقائه من زيادة عدد الوجبات المقدمة من 250 وجبة إلى حوالي 350-400 وجبة حسب الحاجة، عدا عن احتواء الوجبات قطعة حلو وعصير لهذا العام.
وتمثل هذه المبادرات “قشة النجاة” من الغرق في كابوس الغلاء الذي لم يرحم أحد هذه الأيام، واستمرارية لنشر مبادئ الرحمة والتسامح والمحبة التي يحملها هذا الشهر.
بارعة جمعة