اقتصاد

“موائدنا خاوية” وبطون أطفالنا “تستغيث”.. حماية المستهلك تستعرض ضبوطاتها ونشراتها اليوميّة

“موائدنا خاوية” وبطون أطفالنا “تستغيث”.. حماية المستهلك تستعرض ضبوطاتها ونشراتها اليوميّة

 

في كل صباح وبينما تأكل الهموم رؤوسنا من كلّ حدب، إلا أن “الحياة المستمرة” تفرض علينا أن نسأل أنفسنا بداية كلّ نهار “ماذا سنطعم أطفالنا اليوم؟!”، هذا السؤال الذي بات كالكابوس ولم يعد أمامنا حيلة لتحمّله!

المتجول في الأسواق يرى الكابوس بأمّ عينه، فالسلع الغذائية وحتى الأساسية على اختلافها، سجلت منذ بداية العام أرقاماً خيالية، لتأتي كارثة الزلزال وتزيد الطين بلّة، والوجع وجعاً.

فمثلاً كيلو السكر بـ 8000 ليرة، والبرغل “تخيلوا” قارب 10 آلاف ليرة، والبيض بـ 25 ألف ليرة، وكيلو اللبن 3700 ليرة، والقائمة تطول “فماذا نأكل”؟!.

أما اللحوم فهي في واد آخر، فكيلو الفروج اليوم وصل حتى 25 ألف ليرة، وهبرة الخاروف تجاوزت 80 ألف ليرة، فيما راتبنا بقروشه المعدودة هو حقيقة لم يعد كافي لنطعم أطفالنا “الخبز” فقط؟!

حتى “الزيت” الذي كنا نستغيث به بلقمة خبزنا بات من المنسيات “فالبيدون بـ 350 ألف ليرة”، أما ليتر الزيت النباتي فتجاوز 20 ألف ليرة، وعن أسعار الخضروات والفواكه “فحدّث ولا حرج”، فيما “الحلويات” نخاف حتى نذكر اسمها أمام أطفالنا.

وأمام هذا الواقع المرير، نجد حماية المستهلك تواصل يومياً ضبوطاتها وتعلن عن الغرامات التي تجاوزت مئات الملايين بحقّ “المتاجرين بقوتنا”، وجميعنا يسأل عن جدوى تلك الضبوط الإعلامية والتي لم تستطع حتى الآن كبح جشع التجار الذين يواصلون كلّ لحظة استغلالهم لحاجتنا، وحتى كارثة الزلزال لم تستطع أن ترأف بحالنا أمام هول أطماعهم.

ليس ذلك فحسب، وبينما تشهد الأسواق فوضى عارمة، حيث ترى الأسعار تختلف من ساعة لأخرى، ومن محل إلى آخر، ومن منطقة لأخرى، ومن محافظة لأخرى، نجد حماية المستهلك تواصل إصدار نشراتها التي “لم تكن تعي” طيلة صدورها أنها “حبر على ورق”، علّها تبحث عن وسيلة جديدة “لتقول لنا” أنها تعمل ونجد فيها نتائج على الأرض.. لكن دون جدوى.

وآخر تلك النشرات، وبينما باتت “المأكولات الشعبية” والتي لطالما لازمت كغيرها من الكثير من المواد، موائد الفقراء”، فهي أيضا ليست فقط منسية بل باتت حلماً، وبعد ارتفاع طالها عشرات الأضعاف خلال الأزمة السورية.

أعلنت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في آخر بياناتها بأنه “ولأن المأكولات الشعبية هي الأكثر رواجاً بين فئات الشعب والأكثر طلباً بالنظر إلى موجات الغلاء المتلاحقة التي تضرب المستهلك قبل السوق”.

فقد أصدرت أسعاراً جديدة “للفلافل والفول والمسبحة”، مخفّضة أسعارها بعض الشيء، ومؤكّدة أن الأسعار جاءت بناءً على التكاليف الحقيقة، “ومتوّعدة في ذات الوقت المخالفين بأشد العقوبات”!.

مثل هذه الأنباء باتت “مستفزة للسوريين”، الذين أصبحوا يطالبون بالحماية من “حماية المستهلك ذاتها”، والتي تجاوزت في كثير من الأحيان “أسعار السوق”.

ما نودّ قوله، أن المواطن أُنهك بالفعل من الأسعار وبات الجوع “يلفّه” بشكل كامل، ولم تعد الخطابات والاجتماعات الإعلامية التي تخرج “بألبومات الصور للمجتمعين” تثير انتباهه، على العكس يتمنى أن تختفي تلك الأنباء من “قواميس إعلامنا” بعد أن أثبتت “فشلها” بالوصول لأي نتيجة.

ورغم ذلك ما زلنا ننتظر.. فهل يحدث زلزالاً بالأسعار يعيدها لما كانت عليه قبل أعوام؟ ويعيد لموائدنا الخير الذي عهدناه؟.

عفراء كوسا – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: أكثر من 20% نسبة الارتفاع في الأسعار منذ كارثة الزلزال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى