منكوبو الشمال يصرخون: أكثر من 80 % من المساعدات تباع في الأسواق ولم نر منها شيئا!
كغيرهم من منكوبي زلزال سورية، تتواصل معاناة المكلومين في الشمال السوري، والتي بحسب وسائل الإعلام، خصصت لهم مليارات الليرات لإغاثتهم من عدة دول لا سيما العربية، لكن وبالتزامن مع وصول قوافل المساعدات الغذائية والطبية والصحية، فإنه وعلى ما يبدو فإن تلك المساعدات أضلت طريقها ولم تصل لمستحقيها، والتي ظهرت باعترافاتهم.
يقول “يوسف حمشو” والبالغ من العمر 70 عاماً، وهو من سكان بلدة جنديرس بريف عفرين شمالي حلب، إن كمية المساعدات التي دخلت إلى المنطقة كثيرة، لكن دون أن تصله حصته، متسائلاً: رغم وجود عدد كبير من المنظمات في المنطقة، لماذا يغيب نظام توزيع المساعدات الإنسانية والإغاثية للمتضررين؟!.
وأضاف “حمشو” لمواقع معارضة “البعض يحصل على أكثر مما يحتاج، في المقابل تجد آخرين لم يحصلوا عليها أبداً”، مشيراً إلى وجود حالة فوضى كبيرة، قائلاً: “لا يوجد أحد تشكو إليه وتتحدث معه، المئات يتراكضون وراء السيارات المحملة بالمساعدات، لكن ليس بمقدوري فعل ذلك كالآخرين”.
بدوره “أسعد العلي”، البالغ من العمر 44 عاما، وهو من سكان بلدة جنديرس أيضاً قال: إن المساعدات لا تصل لمستحقيها، مشيراً إلى أنه يتم بيع المعونات لمحلات “السمانة”، وطلب الرجل من المنظمات والقائمين على توزيع المساعدات أن يقوموا بتوزيعها وفقاً لدفتر العائلة أو الهوية الشخصية، مؤكداً أن ذلك سيضمن حصول الجميع على حصتهم بشكل عادل.
فيما يروي “صهيب النايف” وهو من سكان جنديرس، أنه وعلى الرغم من مرور 17 يوماً على الزلزال المدمر، إنه لم يتلق خلالها إلا سلة إغاثية واحدة لا تزيد قيمتها عن 10 دولارات.
وأضاف “النايف” البالغ من العمر 43 عاماً: إن المساعدات التي وصلت إلى جنديرس تكفي عشرات آلاف، وربما لمئات الآلاف من السكان، لكن الذي وصل للمستحقين ليس إلا القليل، مشيراً إلى أن عائلته تقيم في منزل أحد أقاربه في بلدة كفرصفرة المجاورة كون منزله لم يعد صالحاً للسكن.
ووصف “سردار حمشو” البالغ من العمر 52 عاماً، من سكان جنديرس، الوضع “بالكارثي” بالنسبة للمساعدات الإنسانية التي دخلت بكميات كبيرة، قائلاً: “نشاهد يومياً كيف توزع المساعدات على الأشخاص غير المتضررين، دون أن نستطيع أن نتكلم بكلمة واحدة”.
وأكد “فادي عنجاري” البالغ من العمر 38 عاماً، وهو من مهجري ريف حلب في بلدة جنديرس، أنه وخلال فترة تواجده أمام ما يسمى “المجلس المحلي” التابع لتركيا أثناء تقديمه طلب الحصول على خيمة كون منزله لم يعد صالحاً للسكن، شاهد شخصاً يعرفه جيداً يعيش في بلدة أطمة بريف إدلب المجاور، يستلم المساعدات المتنوعة ويذهب إلى أطمة “من أجل بيعها هناك ومن ثم العودة إلى جنديرس ليستلم من جديد”.
وأضاف “عنجاري”، أن عدد المنظمات التي دخلت جنديرس زاد عن 50 منظمة وجمعية وفريقاً تطوعياً، قدمت عشرات الأطنان من المساعدات، قائلاً: للأسف أكثر من 80 بالمئة مما وزع لم يصل للمستحقين بل وزع لغيرهم.
يذكر أن زلزالاً وقع في السادس من شباط الجاري، بقوة 7.7 على مقياس ريختر، ضرب شمالي سورية، خلف آلاف الضحايا وانهيار مئات المباني السكنية، وتسبب بتشريد آلاف العائلات، وكانت “جنديرس” من أكثر المناطق المنكوبة في الشمال السوري.
اقرأ أيضاً: بعد رفضه دخولها من دمشق.. “الجولاني” يستجدي الغرب لتقديم المساعدات لمتضرري الزلزال