ملف توزيع المحروقات بيد الرقابة والتفتيش.. بوادر فساد بكمية المحروقات الموزعة للتدفئة في المحافظات
يواصل المواطنون في سورية انتظار رسالة الـ “50 ليتر” من مازوت التدفئة، وعلى الرغم من أن الشتاء بدأ يلّوح ببرودة أيامه، غير أنه “وعلى ما يبدو” ليس هناك من أمل بوصولها، كغيرها من الشتاءات السابقة.
ووسط الشكاوي الكثيرة من قبل المواطنين، بعدم استلامهم “الدفعة الأولى من مخصصات التدفئة”، والتي وعدت الحكومة بمحاولة توزيع “دفعة 50 ثانية”، إلا أن بوادر فساد تلوح في الأفق، وباتت تحت أعين الحكومة والرقابة والتفتيش.
وفي هذا السياق، اتهم كتاب حكومي لجان المحروقات في المحافظات بعدم التزامها بنسب التوزيع المقررة لمادة المازوت، رغم التأكيد المستمر على ضرورة الالتزام بها.
وبحسب الكتاب الذي كشفته صحيفة “الوطن” المحلية، وافق رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس على توصية اللجنة الاقتصادية المتضمنة إحالة الموضوع إلى الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش للتدقيق والتحقق من مدى التزام اللجان في المحافظات بتوزيع المحروقات وفق القوانين والأنظمة النافذة والنسب المقررة من مجلس الوزراء والقرارات ذات الصلة وتحديد المقصرين والمخالفين في حال وجود ذلك، مع رفع تقرير بالنتائج إلى رئيس الحكومة وتضمينه مقترحات المحاسبة.
ووفق الصحيفة، تمت الموافقة على تكليف وزارة النفط الاستمرار بموافاة أمانة سر اللجنة الاقتصادية بتقارير شهرية حول البيانات المتعلقة بكميات المازوت المنفذة في المحافظات تمهيداً للعرض وإقرار اللازم بهذا الشأن.
اقرأ أيضاً: بذريعة “تأمينها أفضل من الانقطاع”.. رفع جديد لأسعار الأدوية يلوح بالأفق
وذكرت الصحيفة، أنه وبموجب جدول توزيع مادة المازوت للمحافظات، على القطاعات سواء العامة أم الخاصة، تم تحديد نسبة مازوت التدفئة الموزعة شهرياً بـ 25 بالمئة من إجمالي الكميات المخصصة.
وأشارت إلى أنه بلغ إجمالي الكميات الموزعة من المازوت أكثر من 4 ملايين ليتر يومياً، في حين بلغت حصة محافظة دمشق 12.4 مليوناً على مدار الشهر، ما يعني أن حصة مازوت التدفئة بناء على التوجيهات والكميات المحددة من الحكومة هي 3.113 ملايين ليتر شهرياً، أي بحوالي 62 ألف عائلة تحصل على المادة شهرياً، وبالتالي فإن الالتزام بالنسب المحددة يحتاج إلى نحو 9 أشهر لتنفيذ توزيع الدفعة الأولى من المادة؟!!، لنصل إلى أن نحو نصف العائلات لن تحصل على مخصصاتها من الدفعة الأولى قبل انقضاء فصل الشتاء.
وردّا على ذلك، أكد مصدر مسؤول للصحيفة، أن كتاب رئاسة الحكومة طلب التقيد بنسب التوزيع في مختلف القطاعات من مازوت تدفئة والنقل والمخصص للأفران، وذلك حسب الكميات المسلمة من لجنة محروقات.
وقال مسؤول في دمشق، مضطرون للعمل بموجب الخطة المفروضة حسب الكميات المتوافرة، وبموجب الجداول المحددة للنسب، علماً أن نسبة مازوت التدفئة من إجمالي عدد الطلبات تقدر بـ 25 بالمئة، بما يعادل 4 طلبات يومياً، مع أن الاحتياج الكامل محدد ضمن البيانات الواردة.
وأكد المصدر، أن نسبة توزيع مازوت التدفئة حتى الآن وصلت إلى 14 بالمئة من إجمالي الأعداد، ذاكراً أن عدد البطاقات الذكية في العاصمة يقدر بـ 550 ألف بطاقة، مشيراً إلى ضرورة وجود عدد من الطلبات الواردة من “محروقات” خارج إطار الخطة وذلك لازدياد نسب التوزيع خلال أيام العطل.
وحول شكاوى المواطنين بشأن وجود مماطلة من بعض الموزعين على صعيد التأخر بتنفيذ الطلب بعد ورود الرسالة، وإغلاق آخرين هواتفهم النقالة وتعذر التواصل معهم، قال المصدر، نتخذ الإجراء اللازم بحق أي إشكال حاصل، مع تحجج الموزع بتأخر المواطن عن الرسالة، الأمر الذي تتم فيه إعادة الطلب إلى فرع محروقات ويتم اعتماده بموجب الكميات المسلمة في الأسبوع الذي يليه.
وتوقع المصدر، أن هناك خطة حكومية على صعيد مازوت التدفئة، تم العام الماضي تنفيذ جزء منها، مشيراً إلى أن الأمر يتطلب التعامل مع الموضوع على أنه “ظرف استثنائي”.
وكانت وزارة النفط أعلنت عن بدء التسجيل للحصول على مازوت التدفئة في شهر أيلول الفائت، مشيرة إلى أن الأولوية في التنفيذ للعائلات التي لم تحصل على مخصصاتها خلال الموسم الماضي، كما أكدت الوزارة، أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان وصول المادة بيسر وسهولة وبشكل عادل لجميع العائلات المستحقة.
يذكر أن واقع التوزيع، لهذا العام، لا يختلف عمّا سبقه، خلال سنوات الأزمة، حيث انتهت أغلب الشتاءات، بدون حصول 70% وسطياً من مخصصاتهم “الشحيحة أساساً”، من مازوت التدفئة.
لقراءة الخبر كاملاً يرجى زيارة الرابط في التلعيقات..