مع بدء فصل الصيف.. السياحة الداخلية في سورية “بدها قرض”
ينتظر السوريون كل عام ارتفاع درجات الحرارة بفارغ الصبر، منهم كي يسافر إلى المناطق السياحية، بينما تفرح الغالبية العظمى لانتهاء الشتاء بسبب عبء تكاليفه وخصوصاً التدفئة.
ومع تدهور الوضع الاقتصادي الراهن في البلاد، اقتصرت السياحة على فئة قليلة ميسورة مادياً ممن لا تأخذ بالاً بغلاء وارتفاع تكاليف المعيشة، عكس فئة كبيرة أخرى تكاد لا تعلم كيفية تأمين قوت يومها.
وتسبب تراجع سعر صرف الليرة السورية مع عدة عوامل أخرى مرتبطة بالوضع الاقتصادي، من أجور النقل وغلاء الشاليهات، بجعل إجازة مدتها أسبوع واحد إلى هم كبير يتطلب التحضير له عدة أشهر سابقة.
عبد اللطيف (عامل جبصين بورد) قال لـ كليك نيوز إن “السفر إلى اللاذقية أو طرطوس بقصد السباحة والسياحة يجعلني أدخل بجمعيات مع أصدقائي، وذلك لأن عبء الرحلة ثقيل جداً على شخص واحد”.
اقرأ أيضاً: وزارة الأوقاف تتحدث عن موعد عودة السوريين للحج واستئناف رحلات الطيران مع السعودية
من جهته قال (أبو علي)، وهو أب لأربعة أطفال في حي المهاجرين بمدينة حمص إن “أطفالي نسوا شكل البحر تماماً، حيث كانت آخر زيارة لطرطوس منذ عدة سنوات، أما الآن لا يكفي راتبي لقضاء 3 أيام فقط في أرخص الشاليهات الموجودة هناك”.
وفي واقع مستغرب، أكد أحد أصحاب مكاتب السفر إلى أن “السياحة الداخلية تراجعت بشكل كبير مقارنة بالسفر الخارجي، حيث أن أي شخص يمكنه السفر إلى الإمارات لمدة شهرين بتكلفة مليون ونصف ليرة للفيزا وهو مبلغ يعتبر مماثلاً لتكلفة السياحة في سوريا لمدة شهر فقط”.
وأضاف “كما أن تكلفة السفر إلى إحدى الدول المجاورة تعتبر غير مرتفعة مقارنة بالتكاليف ضمن سورية، وعلى سبيل المثال فيمكن الوصول إلى الأردن عن طريق البر بمبلغ 250 ألف مثلاً”.
من جهتها، قالت (رجاء) وهي ربة منزل إنه “تمت الاستعاضة عن الرحلات البعيدة إلى المناطق السياحية في الساحل بالسفر إلى أرياف المحافظة القريبة، أو إلى الأراضي الزراعية التي تحتوي أنهار وسهول، مع أخذ لوازم الرحلة من المنزل كالمأكولات والمشروبات”.
يشار إلى أن أكثر الوجهات السياحية في سورية هي مناطق رأس البسيط ووادي قنديل ومشقيتا في اللاذقية، وشاليهات طرطوس، بالإضافة إلى المناطق الداخلية في مشتى الحلو والكفرون وغيرها.
لتبقى السياحة في سورية كما الكثير من الرفاهيات رغبة صعبة المنال للسواد الأعظم من سكان المحافظات، وحتى ممن يقطنون الساحلية منها، مع مطالب متكررة برفع الأجور والرواتب بما يكفي للمواطن أن يرفه عن نفسه لمدة أيام لا أكثر في سنوات صعبة مرت ولا تزال تمر عليه.
عمار إبراهيم – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع