خدميمجتمعمحلي

معايدات من خلف الشاشات.. “وسائل التواصل” تجعل أعيادنا بلا روح

معايدات من خلف الشاشات.. “وسائل التواصل” تجعل أعيادنا بلا روح

 

لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي، استطاعت أن تفرض نفسها في كافة تفاصيل حياتنا اليومية، حيث أثرت بشكل كبير في شكل العلاقات الاجتماعية، حتى داخل الأسرة الواحدة.

ومع دخول التكنولوجيا الحديثة، فإن العديد من الطقوس والمظاهر الاجتماعية التي كانت سائدة تغيرت، ومنها الاحتفال بالأعياد، فمع قدوم عيد الفطر المبارك، الكثير منا لاحظ كيف أن شكل المعايدات في سورية تغير خلال السنوات الأخيرة.

حيث اقتصرت على “معايدات الكترونية”، وبات يكتفي الكثيرون ببضع كلمات يرسلونها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كبديل عن الزيارات أو الاتصالات الهاتفية.

تقول فتاة عشرينية، بأن وسائل التواصل الاجتماعي، من أسهل طرق التهاني في العيد، حيث يمكن من خلالها تبادل الصور والأحاديث من خلال الكاميرا، مشيرة إلى أن لهذه الوسائل أهمية كبيرة عندما يكون “من نتحدث معه” في مكان بعيد أو في بلد آخر.

اقرأ أيضاً: عيد الفطر يحرّك أسواق حلب الراكدة.. الحلبيون يصرون على إحياء طقوسه رغم الغلاء

ويقول أحد المواطنين، أن الظروف الاقتصادية فرضت نفسها حتى على أعيادنا، ولعبت دوراً كبيراً في اقتصار المعايدات على الرسائل القصيرة، لعدم القدرة على تحمل أعباء الضيوف والزيارات، وهو الأمر ذاته الذي أبعده عن التفكير بزيارة المقربين منه حتى في الأعياد.

ويقول شاب آخر، بأنه بات العالم الافتراضي هو المسيطر على حياتنا، مشيراً إلى أن عالم اليوم هو عالم الانترنت والهاتف المحمول بدون أدنى شك، وأنه يعتمد في تواصله مع أصدقائه في معظم الأحيان عبر الهاتف والانترنت.

رجل ستيني، يتحدث وقد “ملأ الدمع عيناه”، قائلاً: جمال العيد في زيارة الأهل والأقارب والأصدقاء، لكننا اليوم فقدنا كل فرحة العيد.

مشيراً إلى أن جميع مظاهر الفرح بالعيد، والتي لازمتنا طيلة حياتنا تلاشت، حتى بات أفراد الأسرة الواحدة من الصعب جمعهم في المناسبات، لافتاً إلى أنه يكتفي بمعايدة أبنائه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نظراً لتواجدهم خارج البلاد، حيث هاجروا لتأمين حياتهم، بعد أن بات الأمر مستحيلاً في البلاد.

فيما تقول إحدى السيدات، بأنها لا تحب تلك المعايدات، مشيرة إلى أن رسائل الواتساب والفيسبوك و الانستغرام، لا تحمل أية مشاعر، ومؤكدة أنها تحرص قدر الإمكان على زيارة. أهلها واقاربها في المناسبات.

فيما يقول آخر، بأن العيد تحول من بهجة الى عبء، بسبب الفقر الذي اجتاح الكثير من الأسر، وغلاء الأسعار الذي تضاعف عشرات المرات، حتى غابت كل مقومات العيد من ملابس وحلويات وألعاب، وبات رب الأسرة همه الأساسي تأمين قوت أطفاله اليومي.

ونحن بدورنا نقول، رغم أن “المعايدات الالكترونية”، تتميز بسرعة وسهولة الوصول إلى أكبر عدد من الناس، غير أنها جعلت العيد صامتاً جافاً، وسرقت مشاعر الدفء الحقيقية التي تحملها كلمات “كل عام وأنت بخير”، حتى تحولت لحروف بلا أصوات وعبارات جوفاء بلا مشاعر أو روح.

“فطر مبارك وعساكم جميعاً من عواده”، وعسى أن تعود لأعيادنا مودتها وتآلفها التي تربينا عليها، والتي لن تستطيع حروف “الواتساب أو الفيسبوك” أن تترجمها، حتى أن “وسائل التواصل الاجتماعي”، لم تحمل من مضمونها سوى الاسم، حيث سرقت من حياتنا كل سبيل “للتواصل الاجتماعي”.

وأنتم ما رأيكم في المعايدات الالكترونية وهل يمكن أن تكون بديلاً عن الزيارات؟!.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى