مزارعو التبغ في حماة يشكون انخفاض سعر محصولهم ويطالبون بالدعم.. المؤسسة توضح
مزارعو التبغ في حماة يشكون انخفاض سعر محصولهم ويطالبون بالدعم.. المؤسسة توضح
اشتكى مزارعو التبغ في محافظة حماة عبر كليك نيوز، تدني أسعار المحصول لموسم عام 2023-2024 مقارنة بالجهد والكلفة، وقالوا، إنّ نشرة الأسعار الأخيرة التي وصّت بها اللجنة الاقتصادية والمُتضمنة زيادة أسعار شراء المحصول لصالح المؤسسة العامة للتبغ لم تكن مُجزية وغير مُنصفة.
ويرى المزارعون أن التسعيرة فيها “غبن وظلم لهم” فضلاً عن انخفاض إنتاجية الدونم الواحد خلال الموسم الحالي جراء الأحوال بسبب تراجع أعمال الخدمات الزراعية وخاصة السقاية في ظل عدم توفر الكهرباء والمحروقات.
وبيّن عدد من المزارعين أن زراعة محصول التبغ تراجعت ومنذ 3 أعوام ماضية بعد تخلي المؤسسة عن المزارعين وعدم دعمهم بالسماد والمازوت، الأمر الذي جعلهم عرضه للاستغلال من قبل تجار السوق السوداء.
وكذلك وعرضهم للخسائر في ظل تدني سعره الذي تم تحديد سعر الكيلو منه بـ 8300 ل.س للأكسترا، و6500 ل.س للدرجة الأولى لصنف البرلي، أمّا صنف الفرجينيا فحُدد بـ 9300 ل.س للأكسترا و7200 ل.س للدرجة الأولى، وكلا الصنفان يُزرعان في محافظة حماة.
وأشار المزارع “محسن إبراهيم” خلال حديثه لـ كليك نيوز، إلى أن محصول التبغ هو استراتيجي وذو مردود جيد، وكان هذا بالأعوام الماضية، لكن خلال العامين الماضيين والعام الحالي تحديداً بدأ المزارع يعاني جراء تكلفة هذا المحصول، الذي ومهما بلغت كمية انتاجه فهي لا تعادل الكلفة.
وأن عدم توفر المحروقات والأسمدة بالسعر المدعوم، هي من أبرز المعوقات التي تواجهه، مؤكداً أنهم يحصلون على هذه المواد من السوق السوداء بالسعر الحر، حيث وصل سعر ليتر المازوت إلى 15 ألف وسعر كيس السماد بـ 600 ألف واليوم وصل سعره إلى أكثر من ذلك.
وأوضح “إبراهيم” أن التبغ يحتاج للسقاية كل 8 أيام بالظروف الطبيعية، ولكن اليوم يتم ريّه كل 5 أيام بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مًشيراً إلى أن الدونم الواحد يحتاج بالريّة الواحدة إلى 3 ليترات ومن يملك 10 دونمات يحتاج إلى 30 ليتر كل 5 أيام، وهذه تكاليف ربما اللجنة الاقتصادية لم تطرق لها أثناء التسعير ناهيك عن ارتفاع أجور اليد العاملة وسعر نقل المحصول من الأرض إلى المنزل ليتم شكه وتعليقه.
اقرأ أيضاً: قسط بعضها تجاوز الـ 10 مليون.. “المدارس الخاصة باتت حكراً على الأغنياء”
ولفت “إبراهيم” إلى أن الفرن الذي بناه من أجل طبخ التبغ انهار إثر كارثة الزلزال، وحتى اللحظة لم يتم تعويضه رغم أن اللجان المختصة كشفت على الفرن وقدرت حجم الأضرار.
وذكر المزارع “عدنان” أن هناك قلة في مياه السقاية وتكاد تنعدم في بعض الفترات، وأن محصول التبغ بحاجة إلى عناية واهتمام ومتابعة بشكل يومي، مشيراً إلى أن الفترة الزمنية من لحظة زراعته حتى جنيه طويلة جداً تصل إلى 8 أشهر يرهن المزارع نفسه خلالها في الأرض.
وطالب “عدنان” بضرورة إعادة النظر في تسعيرة المحصول، مُتمنياً أن تكون الدراسة على أرض الواقع والنظر بعين الاعتبار للجهد المبذول من لحظة تجهيز الأرض حتى جني المحصول.
حيث تمر زراعته بالعديد من المراحل فهناك (الفلاحة – التسكيب – الزراعة – التسميد – السقاية لأكثر من مرة في الأسبوع) وأن استمرارية زراعة محصول التبغ ترتبط بالحفاظ على المزارعين من خلال تأمين المستلزمات والتصنيف بشكل جيد والتسعير، وشدد على موضوع الأسمدة والمحروقات كونهم يحصلون على كلا المادتين بالسعر الحر.
وتابع، أدت التكاليف الكبيرة إلى خسارة المزارعين، وفي حال بقيت أسعار التبغ على ماهي عليه، سيكون هناك إقلاع عن زراعة المحصول، حيث أكد أن تكلفة الكيلو على المزارع أكثر من 10 آلاف ليرة سورية للفرجينيا الذي تم تحديد سعره بـ 9300 ل.س.
من جانبه مدير الزراعة والبحث العلمي في المؤسسة العامة للتبغ المهندس “أيمن قرة فلاح” أكد في تصريح لـ كليك نيوز، أنه ستتم المباشرة بتوزيع مادة المازوت على فلاحي التبغ خلال اليومين القادمين، بعد موافقة السيد المحافظ على دفعة من المادة للسقاية بمعدل 3 ليترات لكل دونم بسعر المدعوم و3 ليترات بسعر التكلفة.
وحول مشكلة الأسمدة، بين “قره فلاح” أن المؤسسة قامت بوضع الاحتياج اللازم من السماد وتم مراسلة المصرف الزراعي، لكن الأسمدة المصرفية غير متوفرة وما تم توزيعه منها هي كميات قليلة ولمزارعي القمح فقط.
وأضاف مدير الزراعة، أن المؤسسة قامت بتأمين أسمدة حبيبية ومتوازنة عبر مناقصات تم الإعلان عنها، وجرى إقراضها للمزارعين بسعر التكلفة حتى نهاية الموسم، ونوه إلى توفر هذه الأسمدة في جميع مكاتب المؤسسة بحماة، ولكن المزارع دائماً يطلب سماد اليوريا وهو غير متوفر بالشكل المطلوب لدى المصارف.
وإلى جانب إقراض الأسمدة تقوم المؤسسة أيضاً بإقراض الأدوية ويتم قطع سعرها بنهاية الموسم، ويتم تسليم المزارعين عبوة الخيش بشكل مجاني، لافتاً إلى أن المؤسسة تقوم بنقل المحصول على نفقتها من مناطق الإنتاج إلى المراكز الموزعة في عدة قرى بريف حماة الغربي وهي تل سكين – التريمسة – ديمو – جب رملة – سلحب، بحيث لا يتكلف المزارع بأجور نقل أكثر من 2 – 3 كم.
وحول تسعيرة المحصول أوضح “قره فلاح” أنه عند نهاية كل موسم يتم تشكيل لجنة من المؤسسة واتحاد الفلاحين ومديرية الزراعة لدراسة بنود التكلفة لإقرار التسعيرة، وأثناء دراسة التكلفة هذا الموسم كانت الأمور جيدة وتم وضع هامش ربح 20% ولكن أسعار مستلزمات الانتاج ارتفعت بعض الشيء.
وتم مؤخراً إعطاء مكافئة 1000 ل.س على النوع الممتاز و500 ل.س على النوع الجيد بالنسبة لصنفي البرلي والفرجينيا، مبيناً أن المؤسسة كل عام تقوم بزيادة سعر المحصول وعلى مدار 4 سنوات ماضية فقط تم الزيادة بمعدل 30 – 60 % حسب كل صنف.
وبين مدير الثروة النباتية في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب المهندس “وفيق زروف” أن إجمالي المساحة المزروعة بالتبغ للموسم الحالي بلغت نحو 666 هكتار بين الصنف البرلي والفرجينيا، منها 254 هكتار موسم رئيس، بينما كانت الخطة المقررة للزراعة 553 هكتار، و412 هكتار تبغ تكثيفي بعد القمح، بينما كانت الخطة المقررة صفر، في حين كانت المساحة التكثيفية المزروعة العام الماضي 819 هكتار.
أوس سليمان – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع