محطة أبقار “جب رملة” في حماة.. ملفات عديدة برائحة فساد
سجلت محطة أبقار “جب رملة” بريف محافظة حماة، حالات نفوق بين قطيع الأبقار، خصيصاً خلال شهري تشرين الثاني وكانون الأول من العام الماضي.
وللوقوف على حالات النفوق وأسبابها وأين يتم تصريف ما ينفق من هذه الأبقار، تحدث مدير عام محطة أبقار “جب رملة” الدكتور “محمد إبراهيم” لموقع “كليك نيوز”، حول الإجراءات التي يتم العمل بها في مثل هذه الحالات.
ازدياد في حالات النفوق
وقال “إبراهيم” يبلغ عدد القطيع في المحطة حوالي 463 رأس، بينها 232 رأس حلوب والباقي قطيع نامي، مضيفاً “ظهر لدينا في الشهر الماضي تحديداً في 17 من تشرين الثاني بعض الحالات المرضية الجديدة، حيث كنا نلاحظ وجود عقد كثيفة بعد الذبح الاضطراري”
وأضاف، تم “أخذ العينات اللازمة من العقد النسيجية والدم وإرسالها إلى المخابر المتخصصة خاصة مخابر وزارة الزراعة ومخابر مديرية الزراعة وكلية الطب البيطري، للكشف والتحري عن سبب الذبح الاضطراري وكان لدينا حوالي 26 حالة، وتم اتخاذ بعض الإجراءات السريعة والحاسمة من تعقيم وعلاجات داعمة وحقن فيتامينات، واستطعنا أن نسيطر نوعاً ما ونبطء سير المرض، ونحن بانتظار نتائج التحليل الحاسمة التي ستحدد العامل المُسبب بشكل فوري”.
وعن سبب حالات النفوق، أجاب “اجتمعت لجنة مديرية الصحة الحيوانية المُرسلة من قبل وزارة الزراعة ولجنة مُشكلة من الكادر المحلي في المبقرة إضافة إلى كادر المؤسسة العامة للمباقر من أطباء بيطريين متخصصين ومهندسين زراعيين واختصاص انتاج حيواني، وتوصلنا إلى حصر المشكلة في 3 أمراض رئيسة وبانتظار التشخيص التفريقي للوصول إلى التشخيص الدقيق، وهذا يعتمد على نتائج الاختبارات المصلية والمتابعة والتشريح المرضي، وستظهر النتائج خلال أيام قليلة، وسنتخذ الإجراء المناسب لإيقاف تدهور الوضع الصحي”.
وأشار إلى أن ” معظم حالات النفوق في الأبقار الحلوب، بالإضافة إلى بعض العجول ولوحظ أن المرض ينتقل من الأم إلى الجنين عبر المشيمة، كما لاحظنا نفوق في العجول بعمر 5 أيام فقط، وأثناء التشريح المرضي تبين وجود هذه العقد في العجول وهذا دلالة على أن المرض ينتقل ولا يوجد أية خطورة على استهلاك هذه اللحوم وهي صحية 100%، كما أرسلنا عينات من الماء لتحليلها وفحص العناصر الثقيلة التي قد تكون هي أحد مسببات هذه الحالات”
وجهة الأبقار النافقة؟
وعن كيفية تصريف ما ينفق من الأبقار، أوضح “إبراهيم”، “يوجد عقد مبرم بين محطة الأبقار والسورية للتجارة التي تقوم بإرسال سيارة برفقة طبيب بيطري مختص لاستلام الحيوان المذبوح اضطرارياً، يقوم بفحص اللحوم وقبولها أو رفضها، كما أنه لدينا كادر صحي مؤهل لفحص اللحوم محلياً في المحطة”.
وعن ازداد عدد الأبقار النافقة في بداية شهر تشرين الثاني من العام الماضي والتي وصل عددها إلى 14 بقرة، أشار “إبراهيم” إلى أن “هذا الأمر وقد يكون غالباً مرتبط بحالة الطقس، حيث أن الرطوبة هي عامل أساسي لأن الحالات فعلاً ازدادت خلال شهر تشرين الثاني من العام المنصرم بعد هطول الأمطار وازدياد الرطوبة وبالتالي قد يكون مُسبب ينتقل عن طريق الرطوبة، حيث تم اتخاذ إجراءات تعقيم كاملة وبخ ورش الحظائر وحتى في الهواء الطلق، وحصلنا على نتيجة مُرضية بشكل تقريبي بعد أن خفت حالات النفوق في الأيام المُنصرمة”
أين نتائج التحليل؟
وحول عدم حصول فرع السورية على نتائج عينات لأبقار أخذت منذ حوالي شهر ونصف قال “إبراهيم”: “تم أخذ عينات من الأبقار المذبوحة بواسطة القسم الصحي ولم تظهر سوى نتائج الفحص الجرثومي وهذا الفحص غير كافي، وهناك فحوص إضافية يلزمها وقت، خاصة فحص التشريح المرضي والاختبارات المناعية والحساسية وهذا معروف أنه يلزمها وقت، بينما في الفحص الجرثومي لم يكن هناك أية مشكلة”.
ولدى سؤال مدير محطة الأبقار حول نفوق عدد كبير من القطيع وأثره الاقتصادي وهل يكون سبباً لإغلاق المحطة؟ أجاب: “هذا كلام مُبالغ به، وأساساً القطيع يتجدد كل 5 أعوام وهذا بعرف تربية الأبقار وفي العرف الاقتصادي، صحيح أن هناك مرض ولكن وضعنا حلول وبدأنا نتلمس نتائجها، حيث خفت حالات النفوق بطريقة ملحوظة وكان لدينا بشهر تشرين الثاني 14 بقرة، الشهر الذي تلاه أصبح النفوق بحده الطبيعي، آملين توقف النفوق بعد أن نتوصل إلى التشخيص الدقيق للمرض ونحن بانتظار الفحوصات النسيجية والتشريح المرضي والمصلية والمناعية. ”
“هدر في المازوت”
وبالنسبة لملف المازوت واللجان التفتيشية التي تم تشكيلها للتحقيق بموضوع هدر المادة، أشار مدير المحطة إلى أن “المعني الأول بهذا الموضوع هي لجنة التحقيق نفسها، وقد يكون الهدر حصل في مرحلة سابقة وأنا تسلمت مهامي منذ 3 أشهر فقط، ولا أستطيع أن أجزم بهذا الموضوع”.
اتخذنا بعض “الإجراءات حسب توصيات لجنة التفتيش لضبط عملية صرف المازوت كونه مادة حساسة وهو عصب المحطة ولا يمكن الاستغناء أو صرف أي ليتر إلّا في مكانه، لهذا قمنا بحصر صرف المازوت بطلب خطي يقدم لإدارة المحطة بعد شرح أسباب سحب هذه الكميات من المازوت”.
التجارة توضّح
من جانبه أوضح مدير فرع السورية للتجارة “حيدر اليوسف” خلال حديثه لموقع “كليك نيوز”، “أنه عندما تم ملاحظة ازدياد بالاستجرار على المعتاد، تم عزل الكمية المستجرة منذ بداية شهر تشرين الثاني، أي وقت ازدياد العدد المستجر، والاتصال بمدير المباقر للاستفسار عن الموضوع، فأجاب أن الأمر طبيعي واعتيادي، كما تم التواصل مع مديرية الصحة الحيوانية بالمباقر والتي بدورها أخبرتهم أن هناك لجنة أخذت عينات من الأبقار في أرض المبقرة وحتى الآن لم يتم إخبارهم بالنتيجة.”
وأكد اليوسف أن “الكمية بالكامل موجودة ومعزولة ومحفوظة ضمن شروط الحفظ السليمة ولم يتم توزيعها أو بيعها، حتى تظهر نتائج التحليل، وفي حال لم يتم إبلاغهم بنتيجة تحاليل مؤسسة المباقر سيتم التحليل في مخابر مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك خلال مدة لن تتجاوز الأسبوع”.
نتائج التحقيق حول المازوت
بالنسبة لهدر مادة المازوت حصلت “كليك نيوز” على نسخة من تقرير الرقابة الداخلية التي حققت بهذا الملف، وأكدت “نتائج التحقيق وجود هدر في المادة تمثل بإعطاء توجيهات من قبل مدير عام المؤسسة العامة للمباقر ومدير الهندسة الريفية ورئيس قسم الميكانيك ومدير التصنيع في المؤسسة للإدارة السابقة في محطة الأبقار في جب رملة لتسليم مادة المازوت لآليات المؤسسة، ولمشروع الغاب واستعارة وإعادة إعارة من جهات خاصة دون وجود توثيق وبشكل مخالف للأنظمة والقوانين”.
حيث تم “وضع التقرير بتصرف وزير الزراعة لجهة اتخاذ ما يراه مناسباً بشأنهم، لإهمالهم وتقصيرهم في متابعة أعمال محطة أبقار جب رملة بالرغم من معرفتهم بوجود تقصير وتجاوزات في عملها لاسيما عدم قراءة التقارير الشهرية، وتدقيقها وعدم قراءة محاضر معايرة الآليات التي توضح وجود استهلاك لمادة المازوت أكثر من الحاجة الفعلية، وعدم استثمار آليات المحطة ومعاملها بالشكل الأمثل”.
أوس سليمان – كليك نيوز
اقرأ أيضاً: فقدان حليب الأطفال والأدوية من الصيدليات في محافظة حماة.. نقابة الصيادلة توضح!!