اقتصاد

محصول القمح ما بين أجور الحصاد والنقل والتجريم.. مزارعون: لم نجني حتى ثمن ما وضعناه في زراعة المحصول

محصول القمح ما بين أجور الحصاد والنقل والتجريم.. مزارعون: لم نجني حتى ثمن ما وضعناه في زراعة المحصول

 

تحديات كثيرة واجهت مزارعي محصول القمح منذ بداية زراعته حتى مرحلة حصاده، بدأت بالمناخ وارتفاع أسعار تكاليف الانتاج الزراعي وانتهت بأسعار تكاليف الحصاد ونقل المحصول إلى الصوامع، مقارنة بسعر القمح الذي حُدد بـ 1800ل.س ومكافأة 200 ل.س، سياسة التسعير التي رأى فيها الخبير في مجال التنمية أكرم عفيف أنها سياسة تسعير خاطئة وغير منصفة للمزارعين.

انتاجية الدونم لم تكن بالمستوى المطلوب

 

أكد عدد من المزارعين في محافظة حماة لـ “كليك نيوز” أن انتاجية الدونم الواحد من القمح تراوحت من مزارع إلى آخر، فمن توفرت بين يديه السيولة حصل على انتاج فاق الـ 350 كيلو، وهناك مزارعين أنتج الدونم معهم 200 كيلو، مُرجعين ذلك إلى عدة عوامل منها المناخ الذي لعب دوره ففي شهر نيسان لم تحصل أمطار بالإضافة إلى البرد طويل الأمد الذي لم يسمح للقمح أن يجدر والجذور أصابها ضعف ومرض.

المزارع “أيمن زيود” تحدث لـ “كليك نيوز” أن الأرض بحاجة للمتابعة والاهتمام بشكل كبير، وعدم توافر رأس المال لدى المزارع أدى إلى تدهور المحصول الذي هو بحاجة لعملية بخ الجذور بعالي الفوسفور وعالي البوتاس كي يتم تنشيطها لأن الرطوبة الزائدة تؤدي إلى تعفنها.

وأضاف أن البذار لم تنجح زراعة كل أنواعها هذا العام في منطقة سهل الغاب، بالإضافة إلى عوامل سقاية المحصول حيث حصل تأخر بتوزيع مازوت السقاية والفلاح الذي لا يملك ثمن شراء المادة بالسوق السوداء لم يتمكن من سقاية محصوله، وقس على ذلك الأسمدة والمبيدات وغيرها.

تكاليف الحصاد والنقل تضاعفت وهذا السبب

 

إن التأخر بتوزيع المزارعين وأصحاب الحصادات والجرارات مخصصاتهم من مادة المازوت بالموعد المحدد، أدى إلى ارتفاع التكاليف ضعف ما تم تحديده بعدة مرات، وكانت محافظة حماة حددت أجور حصاد الدونم الواحد من القمح المروي:
1: 20000 ل.س للقش
2: 30000 ل.س كوم تبن
3: 35000 ل س تبن مشول
وحصاد ️الدونم الواحد من القمح البعل
1: 20000 ل.س قمح بعل كوم تبن
2: 15000 ل.س للشعير بعل قش

إلّا أن هذه الأرقام باتت حبر على ورق فلم يتقيد بها أصحاب الحصادات، وتراوحت أجور الحصاد بحسب المزارعين بين 60 – 80 ألف للدونم الواحد.

علماً أن محافظة حماة أوضحت أنه “سيتم منح الفلاح قسيمة من قبل رئيس مركز الحبوب أو مندوب الفلاحين لاستلام مخصصاته من المحروقات بالسعر المدعوم لحصاد محصول القمح، حيث يتم توزيع 1 ليتر لكل طن قمح لكل جرار زراعي ناقل للمحصول”.

“كليك نيوز” التقت صاحب حصادة فضل عدم ذكر اسمه وأكد أن التأخر في استلام مخصصات المازوت بالسعر المدعوم أدى إلى ارتفاع أجور حصاد الدونم، كون المادة لم تكن متوفرة إلّا في السوق السوداء وبسعر 7500 لليتر الواحد، الأمر الذي دفعنا لتقاضي مبلغ مضاعف مرتين عن الذي تم تحديده، ومحافظة حماة أوضحت أنه سيتم منح الحصادة 2 ليتر مازوت بالسعر المدعوم و2 ليتر بسعر التكلفة.

كما حُددت من قبل محافظة حماة أجور النقلة الواحدة للقمح من الحقل إلى المركز عبر الجرارات بـ 75000ل.س، مبلغ لم يتم التقيد به أيضاً، حيث أكد المزارعون أن أجور النقلة الواحدة وصلت منذ بدايتها إلى نهايتها إلى حد النصف مليون ليرة سورية، بمسافة من 7 – 10 كم، ويعود ذلك بحسب أصحاب الجرارات إلى بقاء الجرار لمدة يومين أو أكثر في الصوامع كون الاستلام يتوقف عند الساعة السابعة مساء، ولشرائهم ليتر المازوت بـ7500 ل.س وسعر البيدون 20 ليتر تراوح بين 140-150 ألف ل.س.

وما حصل هو سوء إدارة توصيل المازوت للمزارعين في موعده المحدد بحسب تعبيرهم.

بطء في آلية استلام القمح من المزارعين

 

بين الزراعة والحصاد، مشهد يمكن وصفه بالمعركة بين المزارع من جهة والظروف المحيطة به من جهة أخرى، فلم يخلو موضوع تسويق الأقماح من بعض المعوقات، حيث أبلغنا عدد من المزارعين بأن جميع الأقماح المستلمة تُعطى درجة ثالثة ورابعة بنسبة تجريم كبيرة الأمر الذي يوصل سعر الكيلو إلى 1800 ليرة سورية، بما فيهم المكافأة.

مراسل “كليك نيوز” نقل شكوى المزارعين إلى مدير فرع السورية للحبوب بحماة “وليد جاكيش” والذي نفى بدوره صحة ما تم الحديث عنه حول الدرجات التي تُعطى للأقماح، وقال يجب أن نكون منصفين حيث كل مزارع يُسلم أقماحه تأخذ درجتها بتحليل مخبري وهذا ما يسمى بالعينة السرية.

وأثناء اتصالنا بمدير فرع الحبوب كان جولة في جولة على مراكز الحبوب ومن بينها مركز شطحة وتحدثنا حينها مع رئيس مركز شطحة الذي بيّن أن الدرجات المستلمة لديهم أولى وثانية، حيث بلغت نسبة الدرجات الأولى 50% وبلغت الثانية 35% في مجال ناحية شطحة.

وأكد “جاكيش” أن هذا الأمر ينطبق أيضاً على مراكز حبوب سلحب والسقيلبية وجب رملة، ونوه إلى أنه تم استلام درجات رابعة في مجال محردة وكفربو فقط كونها بعلية أما المروية كانت عموما تتراوح بين الدرجتين الأولى والثانية والدرجة الثالثة بشكل قليل، موضحاً أن هناك فرق بين الأقماح البعلية والمروية وبالعموم أقماح سهل الغاب ممتازة.

وعن سبب بقاء الجرار في الصوامع لمدة يومين الأمر الذي أدى إلى رفع أجور النقلة الواحدة أكد “جاكيش” أنه لا يوجد بطء في عملية استلام الأقماح والمركز الذي يستلم يومياً 1200 طن هذا ليس بطيء إنما فوق المتوقع، على سبيل المثال مركز حبوب شطحة وصل استلامه إلى 1400طن يومياً عبر الجرارات من 2 الطن إلى 6 الطن وهنا يمكننا أن نُقدر عدد الآليات الواردة إلى المركز الذي يملك طاقة يمكن حسابها بين فترة تقبين الفارغ والخارج وهناك سيارات شحن، وأضاف أنه يوجد على مركز محردة ضغط ورغم ذلك لا تبقى الجرارات أكثر من 4 ساعات.

أما عن إجمالي الانتاج المتوقع من القمح بيّن “جاكيش” أنه لا يوجد معلومة دقيقة ليتم التصريح بها ولا يمكن للسورية للحبوب أن تُعطي أرقام كونها غير مخولة بذلك، ففي نهاية الموسم الوزارة هي من تُعطي الأرقام، موضحاً أن نسبة المساحات التي حُصدت من مجموع المساحة الإجمالي بلغت 50% ونحن لا زلنا في مرحلة الصعود بالموسم ولم نصل القمة للتراجع.

وختم “جاكيش” حديثه أن أمور التسليم في جميع المراكز تجري بشكل طبيعي وفوق المتوقع واصفاً موسم القمح في سهل الغاب بأنه موسم خير ووفير، هذا ما تم ملاحظته خلال الجولات على مراكز حبوب محردة والسقيلبية وشطحة وسلحب وجب رملة.

يذكر أن المساحة المزروعة بالقمح في سهل الغاب لهذا العام بلغت 52189 هكتار منها 49195 هكتار مروي و2994 هكتار بعل.

أوس سليمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى