محاولات لتسوية الاحتجاجات ضدّ “قسد” في ريف دير الزور.. أمريكا ترفع يدها!!
محاولات لتسوية الاحتجاجات ضدّ “قسد” في ريف دير الزور.. أمريكا ترفع يدها!!
قالت مصادر عشائرية، إن الأمريكيين رفعوا يدهم عن ملف التسوية العشائرية لاحتجاجات شرق الفرات، مشيرة إلى أن اجتماعاً ذي صبغة عشائرية عقد الأحد، لتسوية ملف الاحتجاجات التي تشهدها مناطق شرق الفرات بريف دير الزور.
وبحسب المصادر، فإن الملف بحث إنهاء المظاهرات دون تحقيق المطالب التي طرحتها العشائر خلال الاجتماعات التي عقدتها القوات الأمريكية مع وفود العشائر، أو حتى المطالب التي تلقاها زعيم “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، خلال لقائه “حاجم البشير”، الذي مثل عشيرة “البكارة”.
وأكدت المصادر، أن حاجم البشير، الذي يعد الرجل الثاني في قبيلة “البكارة” بعد أميرها “نواف راغب البشير”، جمع في مضافته بريف دير الزور الغربي مشايخ العشيرة، ومشايخ من عشيرة العكيدات، بحضور قائد فصيل “مجلس دير الزور العسكري”، المدعو “أحمد الخبيل”، الملقب بـ “أبو خولة”، لمناقشة كيفية تسوية الخلافات التي بدأت بعد أن قام شقيق “الخبيل”، بالاعتداء على سيدتين وقتلهم، نتيجة لخلاف مع زوج إحداهما.
وبحسب المصادر فقد طلب من الحاضرين للاجتماع، ألا يرفعوا رايات أي من القبائل خلال توجههم إلى مضافة “البشير”، التي ستجمع ممثلي عشيرة “البكارة”، بينما عقد الاجتماع الرئيسي في منزل “تركي الرياش”، الذي يعد مختاراً لـ “عشيرة العبد الكريم”، التي تعد واحدة من عشائر عشيرة “العيكدات”.
وذكرت المصادر أن هذا الاجتماع بمثابة “جلسة قضاء عشائري”، لتسوية الخلاف الذي أبلغت القوات الأمريكية ممثلي العشائر بأنها لن تتدخل فيه، لكونها تلقت تقارير أمنية موثقة بأنه ناتج لخلافات عشائرية، وأن ما حدث هو جريمة شرف، تحل وفقاً للقواعد العشائرية وليس بالمطالب السياسية.
وبحسب المعلومات، فإن زوج إحدى الضحيتين كان يعمل بصفة سائق لدى “الخبيل”، وكان على علاقة غرامية بشقيقة “أحمد الخبيل” الأمر الذي دفع شقيقه “جلال”، لمداهمة منزل السائق بعد تواريه عن الأنظار نتيجة لانكشاف الأمر، وحين لم يجده قام باعتقال زوجته وزوجة شقيقه بهدف الضغط عليه ليقوم بتسليم نفسه، إلا أن الفتاتين قتلتا تحت التعذيب.
ونفت المصادر التقرير الذي قدم للأمريكيين من قبل “استخبارات قسد”، تعرض الضحيتين للاعتداء.
وقالت المصادر، إن مطالبة عشيرة “البكارة” بتشكيل “مجلس عسكري” خاص بها، إلى جانب منع دخول عناصر “مجلس دير الزور العسكري” إلى مناطقها، رفضت من قبل قيادة “قسد”، التي ضغطت لصالح بقاء “أحمد الخبيل”، في منصبه لعدم وجود أدلة على اتهامه بالفساد والسرقة وتجارة المخدرات.
ووصفت المصادر هذا الأمر، بأنه ناتج للعلاقة القوية بين “أحمد الخبيل”، وكوادر “حزب العمال الكردستاني” المعروفة باسم “كوادر قنديل”، والتي تقود منطقة شرق الفرات، لصالح “قسد”، وتمتلك تواصلاً مباشراً مع قيادة القوات الأمريكية في قاعدة حقل العمر النفطي.
يذكر أن تسوية ملف شرق الفرات من خلال الحلول العشائرية، تأتي برغبة من “قسد”، لاحتواء الموقف، ومن المتوقع أن يتم التواصل إلى دفع دية من قتلوا خلال الفترة الأخيرة وخاصة الفتاتين الذين أشعل مقتلهما المنطقة.
وأشارت المصادر، إلى أن ما سيتمخض عنه الاجتماع مرهون بما سيقدمه كل من الطرفين من شهود وأدلة على صوابية موقفه، لكن وجهاء العشائر في المنطقة قرروا حل الملف من خلال التسوية والقضاء العشائري بهدف إعادة الاستقرار إلى المنطقة، ومنح “قسد”، الفرصة لإعادة التفكير في طبيعة تعاملها مع المنطقة بعد تأكيد قيادتها ممثلة بـ “مظلوم عبدي”، على أنها سوف تعيد تقييم الأوضاع المعيشية والاقتصادية والأمنية في المنطقة بعد إنهاء التوتر فيها، وهي وعود كانت “قسد”، أطلقتها عدة مرات في السابق دون أن تنفذ منها شيئاً على الأرض.
وكان اجتماعا عقد بين ممثلين عن القوات الأمريكية وممثلين عن عشيرة “البكارة” برئاسة المدعو “حاجم البشير”، في بلدة الكسرة بريف دير الزور الغربي، حيث تم التوافق على محاكمة شقيق متزعم فصيل “مجلس دير الزور العسكري، لارتكابه تلك الجريمة، إضافة إلى محاسبة قاتلي الشاب “صالح اللايذ”، كما تم الاتفاق على تشكيل “مجلس عسكري” خاص بمناطق انتشار عشيرة “البكارة” بريف دير الزور على أن يمنع دخول أي عنصر من فصيل “مجلس دير الزور العسكري”.
كما أصدرت قيادة “قسد” بياناً أكدت فيه، أنّها أطلقت تحقيقاً شاملاً لمعرفة ملابسات وجوانب الجريمة والمتورطين فيها، مع التعهد بملاحقتهم والقبض عليهم وتقديمهم إلى القضاء لمحاكمتهم.
ويعيش ريف دير الزور الخاضع لسيطرة “قسد” تدهوراً متواصلاً في الأوضاع المعيشية، مع خروج مظاهرات بشكل متكرر تندد بتهميش العشائر العربية في المنطقة، واتّهام “قسد” بسرقة النفط، وحرمان الأهالي من حقهم بالحصول على المحروقات.
اقرأ أيضاً: الحراك مستمر.. ضحايا وجرحى برصاص “قسد” بريف دير الزور