خدميمجتمعمحلي

ماذا بقي من مجانية التعليم في سورية؟

ماذا بقي من مجانية التعليم في سورية؟

 

يردد المعنيون في القطاع الحكومي يومياً، التصريحات التي تتحدث عن دعم قطاع التعليم، تحت شعار “التعليم المجاني”، ويطرحون الأرقام حول حجم الدعم والذي لا تتحمله أي دولة أخرى.

وعند سؤال هؤلاء المعنيون من قبل الصحفيين (أو ما يصفونهم بالحشريين)، حول ما بقي من مجانية التعليم؟ تشعر وكأن بودهم لطمنا على رؤوسنا! وكيف نسأل هكذا سؤال؟ وتبدأ تكال لنا السردات عن الكتب والمدارس المجانية وغيرها الكثير!!

وعندما نسأل عن أسعار الكتب المدرسية، التي يقارب سعر نسختها 100 ألف ليرة، يكون الرد بأنها “لا تزال مدعومة”؟.

وعلى فرض أننا صدقنا كل ما يقال، فإنه في المقابل، أمامنا عشرات الأسئلة التي نضعها أمام هذه الجهات اليوم والمتزامنة مع اقتراب العام الدراسي؟!

ماذا عن سعر المريول والحقيبة المدرسية والبدلة والقمصان لطلاب الثانوي؟! أم نسأل عن القرطاسية من دفاتر وأقلام؟! والتي باتت تكلف جميعها للطالب الواحد ما يقارب المليون ليرة اليوم؟!

وهنا لم نتحدث عن أجور النقل التي يضطر إليها الكثير من الأهالي نتيجة بعد المدارس عن منازلهم، بسبب تذمر بعض الإدارات المدرسية من رغبة جميع الأهالي بتسجيل أبنائهم بالقرب من سكنهم!! وكأن هذه الرغبة للترفيه!!

اقرأ أيضاً: وسط انعدام الرقابة وغياب المساءلة.. منصات التواصل الاجتماعي تغزو عقول الشباب وتحد من دورهم المعرفي

ولن نكلمهم عن التعليم الخاص، والذي بات يكلف عشرات الملايين، على اعتبار أنهم لا يجبرون أحداً عليه!! لكننا سنسألهم ماذا بقي من مجانية التعليم العام بعد كل ما ذكرناه!؟

كما أننا لن نسألهم عن الدروس الخصوصية، والتي باتت واقعاً مفروضاً، ولوحدها ترهق الأهالي وبكافة الصفوف، حتى أنها درجت أيضاً بالجامعات، ومعها تحول الكثير من الأساتذة “لبراويظ”، يوفرون جهدهم الصباحي بالمدارس، لدروسهم الخاصة مساء، والتي حجتها أنها وحدها الكفيلة بتأمين حياة كريمة لهم!!

وبينما تواصل هذه الجهات تنكرها لرفضنا نحن “الصحفيين الحشريين”، بأن التعليم في سورية بات لمن استطاع إليه سبيلا كغيره من سائر كل شيء، نجد أنها في ذات الوقت تناقض نفسها بنفسها!!

ومع اقتراب العام الدراسي، وفي كل عام، نجد هذه الجهات بالمحافظات، تتسابق بالحديث عن عروض القرطاسية والمستلزمات المدرسية بأسعار تقل عن السوق!!

وطبعاً هنا لم ندخل في طور ما يسمى “التعليم المجاني بالجامعات”، والذي هو الآخر، تفوق أهواله عشرات المرات عن الطالب المدرسي، لما يكلفه من أجور نقل ومصروف طعام وكتب ومحاضرات وموبايلات وغيرها الكثير!!

والجديد هذا العام، العناوين العريضة للقرض الأخير الذي أطلقه مصرف الإبداع للتمويل الأصغر، والذي تقارب فوائده قيمة الراتب، ويستنزف راتب الأسرة، بسقف 12 مليون ليرة، لمساعدة الأهالي في تأمين مستلزمات أولادهم ومستلزمات طلاب الجامعات “في بلد التعليم المجاني”!!

وأمام كل هذا.. وبحق السماء.. أجيبونا.. ماذا بقي من مجانية التعليم في سورية؟!

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى