خدميمجتمعمحلي

كلفة ترميمها أكثر من عشر مليارات.. 44 موقعاً أثرياً تضرر بفعل الزلزال في حماة

كلفة ترميمها أكثر من عشر مليارات.. 44 موقعاً أثرياً تضرر بفعل الزلزال في حماة

 

لم تسلم المواقع الأثرية في محافظة حماة من كارثة الزلزال الذي ضرب البلاد في السادس من شباط ومن الهزات الارتدادية التي تبعته، حيث تعرّض 44 موقعاً أثرياً في المحافظة إلى ضرر كبير من أصل 300 موقع متوزعة في المحافظة، حسب ما أوضح رئيس دائرة أثار حماة “حازم جركس” لـ “كليك نيوز”.

وقال “جركس” إنه تم تشكيل لجان من دائرة أثار حماة وشعب أثار مصياف والسلمية وأفاميا للكشف على الأضرار التي لحقت في هذه المواقع، حيث يوجد في كل شعبة لجنة تقوم بزيارة الموقع الأثري المتضرر وتقييمه وتوصيف الضرر وتحديده وأرشفته إضافة لتصويره، وتم تصنيف الأضرار إلى 3 أنوع.

نوع مِلك المديرية العامة للأثار والمتحف ووقفية، ونوع أملاك خاصة، إضافة لتوصيفه من حيث اسم الأثر ونوعه وقرار التسجيل والمكان التابع له مع أرقام العقارات والملكية وشدة الضرر.

مواقع أثرية شديدة الخطورة

وذكر “جركس”، أن حجم الضرر الأشد خطورة كان بموقع قصر العظم في مدينة حماة، حيث لوحظ تشققات بالإيوان وهبوطات وتسرب للمياه من خزان مائي وتضرر المشربيات، وانزلاق بلاط الأرضية أمام الإيوان وانسلاخها وخروجها من مكانها وتشققات خارجية بالواجهات.

بينما يلي متحف طيبة الإمام بريف المحافظة الشمالي موقع قصر العظيم من حيث حجم الضرر. حيث كان للأعمال القتالية التي شهدتها البلدة خلال سنوات الحرب تأثيراً على بناء المتحف بشكل كامل فيما عزز الزلزال من حجم الضرر، ولوحظ بأن بعض الجدران تحركت من مكانها والأعمدة تعرضت للقص من أسفلها وهي مهددة بالانهيار في أي لحظة.

وذكر “جركس” وجود لوحة فسيفساء ضخمة جداً بطول 30 وعرض 20 متر بمساحة 600 متر مساحتها مشيد عليها المتحف.

أما بالنسبة لقلعة شيزر فتعرضت بعض الأسقف فيها لانسلاخات وتشققت بعض جدرانها، إضافة لانهيار حجارة منها ولوحظ سقوط كتلة حجرية من الطرف الغربي على الشارع الرئيس والحمدالله لم يكن أحد قريب من مكان سقوطها، لأنه كانت قد تحصل كارثة حينها لا سمح الله.

اقرأ أيضاً: 285 منزلاً غير آمن في جورين بحماة.. مواطنون: هناك تقصير تجاه أزمتنا

وأشار “جركس” إلى أنه لوحظ تضرر بالبرجين الأخير والبرج رقم 8 في قلعة شيزر بشكل كبير جداً نتيجة التشققات التي يبلغ طول الواحد منها 10 سم بالأرضية والجدران والأسقف، منها تشققات طولانية في الجهة الغربية من البرج رقم 8 وهي مهددة بالانهيار أيضاً في أي لحظة، ولفت “جركس” أن المبنيان يعودان للفترة الأيوبية وهما مهمان جداً.

كما يوجد مسجد ضمن قلعة شيزر سقط منه جدارين في الجهتين الجنوبية والشمالية وبعض تسلخات من بناء عثماني للسقف والجدران، وانكسار بعض السواكف من البرج الرئيس أو الدخول بسبب الزلزال وهي من الحجر البازلتي.

وتابع “جركس” حديثه عن حجم الأضرار في موقع قلعة المضيق الذي تعرضت الأقواس في جهته الجنوبية لتشققات، كما أنه تحت الأقواس يوجد جدران لوحظ هبوط في حجارتها على الشارع الرئيس المؤدي إلى القلعة.

إضافة لهبوط حجارة من بعض الجدران في الجهة الغربية ومن بعض الأبراج المحيطة بالقلعة وسقوطها على السفح، وانهيار العديد من جدران القلعة من الداخل هي تأثرت سابقاً من جراء الأعمال القتالية ولكن تأثرها بالزلزال كان أكبر والضرر واضح بسبب الزلازل.

وبالنسبة لمدينة أفاميا، هناك 3 أعمدة انهارت نتيجة الزلزال مع السواكف والتيجان من الجهة الشمالية للمدينة، بالإضافة لسقوط حجارة من قوس الواجهة الرئيس للمسرح بمدينة أفاميا.

وأثناء العاصفة والرياح الشديدة التي ضربت المحافظة في 29 آذار لوحظ تضرر 8 أعمدة مع التيجان والسواكف.

اقرأ أيضاً: ما بين تداعيات الحرب والزلزال.. واقع مأساوي تعيشه قرى في ريف حماة

كذلك كان قصر وكنيسة ابن وردان في منطقة الحمراء بريف حماة من المواقع الأثرية التي تضررت بالمحافظة، ولوحظ تضرر معظم البناء بالقصر والكنيسة وبشكل كبير. لاسيما وأن الجزء السفلي منه هو عبارة من الحجر البازلتي الأسود شبيه بالزجاج نتيجة الزلزال معظم السواكف للأبواب والنوافذ تكسرت وتشققت.

بينما البناء الذي يعلوه هو من الفخار والطينة التقليدية تعرض لتشققات في الجدران وهناك بعض الفخارات سقطت من بعض الجدران والأسقف إضافة لانهيارات واضحة وتخلخل في بعض الجدران وضعها خطر بحاجة إلى ترميم كما أنه  في الجهة الشمالية الغربية منهما انهار جدارين بشكل كامل.

وأصبحت كتلة الحمامات خارجة عن السيطرة وهي كانت تخدم الزوار والسائحين إضافة لانهيار بيت الضيافة نتيجة الحرب والزلزال زاد من هذا الانهيار، أيضاً قلعة شميميس في سلمية سقط منها جزء من الواجهة الجنوبية وانهارت على السفح.

أما قلعة مصياف، فيوجد بها تشققات وانهيار بعض الحجارة منها.

أضرار في حجريات النواعير

وصرح رئيس دائرة أثار حماة بتضرر بعض حجريات النواعير مثل ناعورة البشريات التي تعرضت لتشققات واضحة في الحجارة والأقواس وأحد جدرانها تعرض لميول ويخشى من هبوطه.

أما حجرية المأمورية أيضاً فيها تشققات بالأقواس الحاملة لمجرى المياه، وحجرية الجومقلية جنوب حماة. أحد أبراجها قابل للانهيار نتيجة التشققات وبرج آخر بنيته الانشائية توضح عدم سلامته، إضافة لتضرر حجرية العثمانية الجعبرية وحجرية المؤيدية وحجرية الجاجية وزور العاصي وجرنية العاصي والعديد أيضاً.

منازل مصنفة أثرياً لم تسلم من الزلزال

وأشار “جركس” إلى وجود منازل خاصة مصنفة أماكن أثرية بمدينة حماة، كمنزل آل البرازي بشارع الجلاء وهو بناء تاريخي انهارت زاوية البناء الجنوبية الغربية، وطلبنا من المالك إجراء أعمال الترميم وإزالة الخطر على المارة خلال فترة لا تتجاوز 6 أشهر.

وهناك منزل آخر لآل نجيم بحي البارودية سقط منه الجزء الجنوبي، وقصر البارودي بحي البارودية سقوط بعض الحجارة منه، ومنزل آل قياسة في شارع أبي الفداء انهار الطابق الثاني منه على الشارع. وبيت آل أخرس بحي الدباغة هناك تشققات أجزاء خطرة نعمل على إزالتها، وبيت لآل مرهج في حي المدينة أيضاً تعرض لتشققات.

تشققات وانهيارات في مدرستين أثريتين

ولفت “جركس” لتعرض مدرسة حليمة السعدية وهي عقار أثري في حي الشجرة لتشققات وانهيارات لبعض الجدران، وبعض الحجارة يتم العمل على ترميمها.

كما تعرضت مدرسة الزراعة في سلمية إلى تشققات وأضرار وهي مسجلة كموقع أثري.

تضرر في بعض الجوامع الأثرية

أما بما يتعلق بالجوامع الأثرية في المحافظة، فهي أيضاً لم تسلم من كارثة الزلزال مثل جامع الحسنين انهار الجزء العلوي من المئذنة، وجامع النوري لحقت به بعض الأضرار. وجامع الإمام اسماعيل في مدينة سلمية انهار الجزء العلوي منه ووقع على سطح المبنى، أدى إلى خرق في السطح وانهدام بالواجهة.

حيث تقوم الدائرة بالإشراف على أعمال ترميمه التي بدأت بتبرع من طائفة البهرة الهندية، وحول هذه الأبنية الوقفية (الجوامع) سيتم مراسلة مديرية الأوقاف لإعداد الكشوف.

أضرار قابلة للترميم.. ونحتاج إلى تمويل

وأوضح “جركس” أن جميع الأضرار التي لحقت بالمواقع الأثرية قابلة للترميم، مبيناً أن الأمانة السورية للتنمية والمكتب الفني بمحافظة حماة رافقوا دائرة الآثار خلال زيارتها للمواقع الأكثر تضرراً. وتم وضعهم بصورة الوضع على أمل أن يكون هناك تعاون عن طريق المنظمات والتبرعات في إعادة الترميم كونه ما ينقص الدائرة هو موضوع التمويل فقط.

وتابع “جركس” أما من الناحية الفنية فإنه بإمكان الدائرة وضع الشروط والمواصفات الفنية لأعمال الترميم، وأن لديها جهاز إشراف يقوم بعمله على أكمل وجه لكن ما ينقصهم هو فقط التمويل الذي بلغت كلفته عشرات المليارات، حيث لا يوجد رقم محدد كون كل مبنى له قيمة، وهناك مستجدات نتيجة الهزات الارتدادية التي تحصل مما يزيد حجم الضرر.

وختم “جركس” حديثة، أن دائرة أثار حماة جاهزة للتعاون مع أي منظمة تتبرع بأعمال ترميم هذه المواقع، والتعاون مع من لديهم دافع، أو محبة للآثار والمباني الأثرية للمحافظة عليها والمساهمة في إعادة إعمارها وترميمها.

حيث تتم متابعة وضع دراسة للأماكن الأكثر تضرراً وفق توجيه المديرية العامة للأثار والمتاحف ووزارة الثقافة، وعند توفر التمويل تتم المباشرة بأعمال الترميم، وسيكون هناك أولوية للحالات الإسعافية لبعض المواقع.

أوس سليمان – كليك نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى