كحال معظم المحافظات.. عيد الحلبيين بلا حلويات وفواكه وسفرجلية وكباب
نبقى في أجواء العيد وأخباره، والذي حلّ هذا العام استثنائياً بكل ما فيه، “فلا زيادة رواتب ولا منحة ولا كهرباء ولا حلويات ولا ثياب ولا ملاهي”، حتى “خجل العيد منّا” “لدرجة يمكن معها وصف مروره بالفقير” على الأهالي، ورغم الحوالات التي أرسلها بعض المغتربين لذويهم، غير أنها هي الأخرى، لم تستطع إحياء “الأسواق الراكدة”.
ففي حلب، خصصت معظم الحوالات التي وردت لشراء أضاحي عيد الأضحى، ما تسبب بحال من الركود في باقي أسواق العيد التي تعوّل على التحويلات الخارجية لإنعاشها في مواسم الأعياد.
وبدت حركة التسوق في المدينة قبيل عيد الأضحى، ضعيفة جداً مقارنة بالأعياد السابقة لضعف القوة الشرائية لمعظم سكان المدينة الذين عزفوا عن شراء الألبسة والحلويات وضيافة العيد.
اقرأ أيضاً: “حسرة على منحة لم تصدر بعد”.. حركة شرائية خجولة قُبيل العيد في أسواق حمص
وأكد صاحب محل لبيع الألبسة في شارع الإكسبرس بحي الفرقان، أن البضاعة التي اشتراها للعيد سيكسد جزء كبير منها لامتناع المتسوقين عن الشراء، مقدراً مبيعاته بنصف ما يماثلها في عيد الفطر الماضي، والذي شهد هو الآخر تراجعاً في المبيعات مقارنة بالأعوام السابقة.
وأشار متسوقون، إلى أن أسعار الألبسة ارتفعت بمقدار 100 بالمئة عن أسعارها قبل سنة، و50 بالمئة عن عيد الفطر الماضي، الأمر الذي اضطرهم إلى التخلي عن الثياب الجديدة لأبنائهم والتضحية بحلويات وفواكه العيد، وحتى الطبخات الدسمة صباح العيد كالسفرجلية والسماقية والكبب الحلبية.
وذكر العديد من أبناء المدينة، ممن استلموا حوالات من أبنائهم أو اقاربهم قبيل العيد، أن الكثير من المبالغ المحولة اقتصرت على شراء الأضاحي بطلب من مرسليها، الذين لم تسعفهم أحوالهم المادية في ظل التضخم وغلاء الأسعار الحاصل في البلدان المستقطبة للسوريين ولاسيما ألمانيا، في التبرع بمزيد من الأموال المخصصة لتسويق مستلزمات العيد.
وقال أحد المواطنين لصحيفة “الوطن” المحلية، أن ابنته اللاجئة مع زوجها وأولادها الثلاثة في ألمانيا، حولت له مبلغ 3 ملايين ليرة سورية لشراء أضحية لوالدتها التي توفيت، وهو مبلغ بالكاد يكفي لشراء خروف للعيد، بعدما وصلت أسعار الأضاحي إلى أكثر من 3 ملايين ليرة للخروف الواحد.
يذكر أن سوق الأضاحي في حلب، شهد انتعاشاً واضحاً في الأيام الأخيرة، ووصل سعر كيلو لحم الخروف الأضحية لوزن 50 كيلو غراماً إلى 45 ألف ليرة، مقابل 50 ألف ليرة للحم الخروف الذي يبلغ وزنه 60 كيلو غراماً، على حين بيع كيلو لحم الكبش ذي وزن100 كيلو غرام بـ 42 ألف ليرة.
حال حلب، هو حال معظم المحافظات السورية، التي يشارف عيد الأضحى على حلوله، وسط استياء عام أصاب المواطنين إزاء ما آلت إليه أحوالهم، وعجزهم عن تأمين أدنى مستلزماته.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع