“غليان الأسعار” يطغى على كارثة الزلزال ويفاقم معاناة السوريين المعيشية
“غليان الأسعار” يطغى على كارثة الزلزال ويفاقم معاناة السوريين المعيشية
تواصل الأسعار في العاصمة دمشق كغيرها من المحافظات السورية غليانها غير مسبوق، والذي جعل منها حديثاُ مشتركاً للجميع، حتى إنه طغى على هول روايات كارثة زلزال 6 شباط.
ولم يقتصر الغلاء في حصاده شيئاً، فكيلو الفروج أصبح 25 ألف ليرة بحجة تأثر الدواجن بالهزات، وكيلو هبرة الخاروف تجاوز 80 ألف ليرة، وكيلو الحليب 4000 ليرة، وقرص الفلافل 225 ليرة، وصحن البيض 24ألف ليرة، و.و. والحديث يطول من القائمة التي باتت عبئاً ثقيلاً على كاهل الأسر التي لا حول لها ولا قوة.
وبينما الأسواق تحرق الجيوب وتكبس على النفوس، تحاول حماية المستهلك التدخل بنشراتها “المستفزة”، التي لم تستطع إلزام أحد بها، وبعد أن حددت أسعاراً جديدة للمأكولات الشعبية، أصدرت نشرة تموينية للفروج والبيض والشاورما في أسواق دمشق، وحددت سعر الفروج الحي بـ16500 ليرة، وكيلو الشرحات بـ33500 ليرة، وسعر صحن البيض 21 ألف ليرة، أما الفروج المشوي فحدد سعره بـ 48 ألف ليرة، والبروستد بـ48500 ليرة، والمسحب وصل سعره إلى 49 ألف ليرة، وبالنسبة للشاورما، حدد سعر الكيلو بـ58 ألف ليرة، لتباع السندويشة بـ7 آلاف ليرة من وزن 100 غرام.
في السياق، أكد رئيس جمعية حماية المستهلك بدمشق وريفها ونائب رئيس الاتحاد العربي للمستهلك “عبد العزيز معقالي”، في حديثه لصحيفة “الوطن” المحلية، أن أسعار العديد من المواد الغذائية واللحوم والدواجن، ارتفعت بعد حدوث الزلزال بنسبة وصلت إلى 30 بالمئة، مبيناً أن الكارثة أعطت مبرراً لبعض التجار وضعاف النفوس بزيادة الأسعار.
وحذر “معقالي”، من الارتفاعات المتزايدة التي من المتوقع أن تتجاوز الـ 40 بالمئة خلال شهر رمضان المبارك، إن لم يكن هناك تدخل واضح من الحكومة في الأسواق لجهة ضبط احتكار السلع والمواد واتخاذ القرارات التي تسهم في خفض الأسعار.
ووصف رئيس الجمعية السوق “بالمنفلت”، مشيراً إلى وجود احتكار للمواد من بعض التجار، ومؤكداً أن الرقابة لا يمكن لها أن تحدث الفارق الكبير وخاصة أن الحاجة حالياً لـ 5 آلاف مراقب، ويوجد نحو 40 لـ 50 مراقباً لتغطية الأسواق حالياً.
ولفت “المعقالي”، إلى أن عدداً من التجار يتذرعون في رفع الأٍسعار بالضرائب الكبيرة المفروضة على المستوردات والمحال، حيث يفرض على أصغر محل مليون إلى مليون ونصف المليون.
وطالب رئيس الجمعية، بتأجيل الربط الإلكتروني للفوترة، مشيراً إلى أن الظروف الحالية غير مواتية، وهناك ظروفاً قاسية وسط ارتفاع بالأسعار وانخفاض القدرة الشرائية، ما يتطلب تخفيضه الرسوم والضرائب.
كما طالب بتحصيل الضرائب من غير “جيبة المواطن”، قائلا إن جيوبهم فارغة أساساً، والمطلوب إجراءات حكومية أشد فاعلية وتواكب الظروف الراهنة، لافتاً إلى أن النشرات التموينية أصبحت تواكب الارتفاعات الكبيرة لمستلزمات المواد وخاصة قطاع الدواجن.
وأكد “معقالي”، على ضرورة إعفاء مستوردي الأعلاف من الرسوم لتخفيف حدة الارتفاعات الكبيرة، وتوفير كميات من العلف، لأن الإجراءات المتخذة ساهمت بالقضاء على الثروة الحيوانية.
وبينما تتوالى “التصريحات الإعلامية الاستعراضية” حول واقع الأسواق، نجد أن الأسعار تسابق دوران الكرة الأرضية دون حسيب أو رقيب، بينما بقي راتب الموظف صامداً على قروشه دون زيادة، وكان نقصان قيمته حتى العدم هو السيد.
اقرأ أيضاً: “موائدنا خاوية” وبطون أطفالنا “تستغيث”.. حماية المستهلك تستعرض ضبوطاتها ونشراتها اليوميّة