مع ارتفاع أسعار الأحذية.. عودة مهنة “السكافي” للنشاط في اللاذقية
تشهد أسواق اللاذقية في العامين الأخيرين ارتفاعاً في أسعار الأحذية إذ قارب سعر الحذاء في أسواق البالة نحو 80 ألف ليرة، ما دفع المواطنين إلى الذهاب إلى ترقيع أحذيتهم المستعملة والتي مضى عليها الدهر، في محاولة لتجديدها.
هذا الارتفاع لم ينطبق فقط على أحذية البالة، فقد وصل سعر الأحذية الطبية صناعة سورية إلى فوق 100 ألف ليرة كحد أدنى، بينما سجل الحد الادنى لسعر الأحذية ذات النوع الرديء إلى 40 ألف إن وجد.
وفي ظل الأسعار المرتفعة مؤخراً للأحذية أجبر العديد من المواطنين من الطبقات الفقيرة والمتوسطة الى التخلي عن بريستيجهم وأناقتهم وإعادة فتح خزائنهم القديمة لإخراج أحذيتهم البالية في محاولة لإحيائها هرباً من الغلاء الفاحش الذي يضرب الأسواق، والذهاب إلى “السكافي” الذي ارتفعت وتيرة عمله خلال الفترة الماضية جراء هذا الارتفاع، الأمر الذي أجاز لنفسه لرفع أسعار وأجور الصيانة.
وقال “أبو ديب” وهو موظف حكومي لـ “كليك نيوز” راتبي حوالي 140 ألف ليرة سورية إذا ما حسمنا القروض، وهذا الراتب لا يكفيني شراء حذاء شتوي أقي به قدماي من البرد والمطر، لذا أستعين بأحذيتي القديمة واذهب بها إلى السكافي كي يقوم بمحاولة تجديدها إن استطاع، لأن شراء حذاء جديد يعني نفاذ راتبي.
أما “أم أحمد” التي تعمل مهندسة ولديها ولدان تقول إذا أردت شراء حذائين لأولادي يعني أنني بحاجة لقرض، في ظل عدم كفاية الراتب لذا لا مفر من الذهاب للسكافي لإعادة تدوير الأحذية القديمة لي ولأولادي.
وتتابع “أم أحمد” في السابق كنا نشتري الحذاء وعندما يبلى نرميه هذا كان أيام البحبوحة والرخص اما اليوم فلم نعد قادرين على ذلك.
مهنة السكافي لا تندثر
يقول السكافي “أبو أحمد” إن مهنة السكافي من المهن التي ماتزال تعمل برغم من أنها مرت بمرحلة ركود في فترة سابقة، أما اليوم فإن هذه المهنة وجدت في غلاء أسعار الأحذية في الأسواق المحلية فرصة ذهبية لعودتها.
ويتابع “أبو أحمد” قديماً هو من امتهن صناعة الأحذية اليدوية، وقد ظهرت هذه المهنة في الثقافة الشعبية بأشكال مختلفة، واليوم يعرف السكافي بـ (مصلّح الأحذية) فهذه المهنة تعد من المهن التي يعلّمها الأجداد للآباء ويورثونها لأبنائهم وأحفادهم، وهي من المهن التي رأسمالها موهبة وعتاد بسيط وشيء من الصبر والعزيمة.
وبرأي “أبو أحمد” محلات تصليح الأحذية اليوم تشهد إقبالاً كبيراً من قبل معظم العائلات ويرجع ذلك لغلاء أسعار الأحذية الجديدة وضعف القدرة الشرائية للمواطن.
ارتفاع أسعار تصليح الحذاء
يقول “أبو أحمد” من الطبيعي أن يكون هناك غلاء والأمر يعود إلى غلاء المواد التي تستخدم في التصليح من مسامير وخيوط واللاصق الحراري.. الخ، وبحسب “أبو أحمد” كل شيء ثمنه مرتفع ولكن “إصلاح حذاء بـ 20 ألف ليرة وعودته كأنه جديد أوفر بكثير من شراء حذاء ثمنه يفوق 100 ألف ليرة.”
ومع تحليق أسعار الأحذية الجديدة والمستعملة وغلاء ثمن إصلاح القديمة منها، ومع صعوبة تأمين لقمة العيش يبقى المواطن بين مطرقة غلاء الأسعار وسندان ضعف الراتب.
زياد علي سعيد – كليك نيوز
اقرأ أيضاً: مهن خارجة عن المألوف تجلب لصاحبها المتعة ولمحيطه الشكوى