ظاهرة الارتباط عبر الإنترنت.. بين الخوف من المستقبل وحلم اللقاء بشريك العمر
انتشرت خلال السنوات الأخيرة، ظاهرة الارتباط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وظهرت العديد من “الغروبات”، المتخصصة بالخطبة والزواج عبر الإنترنت، والتي تعرض معلومات عن المتقدمين للزواج وحساباتهم الشخصية، حيث لاقت قبولاً بين الكثير من الشباب والفتيات الباحثين عن شريك العمر.
وفي هذا السياق، يقول “الشاب أحمد البالغ من العمر 27 عاماً”، وهو مقيم في أوروبا “إن المشتركين في هذه المجموعات يخضعون للكثير من الضغوط من أجل الوصول إلى غايتهم في التعرّف إلى شريكة مناسبة للزواج، مبيناً أن طلبات الطرف الآخر تبدأ بالمبالغة حين يتبيّن أن الشاب مغترب في الخارج ما يزيد من الأعباء عليه”.
وأعربت “سعاد البالغة من العمر 44 عاماً”، لموقع “سناك سوري”، وهي “خطّابة”، تقوم بربط الباحثين عن الزواج ببعضهم عبر الإنترنت، عن استنكارها للسخرية التي يواجهها عمل “الخطّابة”، لا سيما وأنه يسعى لمساعدة الشبان والشابات على الاختيار المناسب وتجنّب العلاقات غير الصادقة والتضليلية، من خلال التعرّف على حقيقة الطرف الآخر كاملةً لمنع انهيار العلاقة أو انتهائها بصورة سيئة.
اقرأ أيضاً: 74 حتى الآن.. حلب تتصدر المرتبة الأولى بعدد حالات الانتـ.ـحار للسنة الخامسة على التوالي
فيما روت إحدى السيدات “مرام”، أنها رفضت تزويج ابنتها عبر خطبة وسائل التواصل، وقالت إنها تعتبر ذلك سبباً في زيادة المشاكل الأسرية والاجتماعية، حيث أن طالبي الزواج عبر الإنترنت لا يعرفون بعضهم بشكل جيد ما يعني عدم وجود أساس قوي لحياتهم الزوجية مستقبلاً.
كما قالت الشابة “جوى البالغة من العمر 22 عاماً”، إن سهولة الوصول إلى الشريك عبر تلك المواقع والمجموعات، دفعتها إلى رفض الارتباط بالشاب الذي يلجأ إلى الإنترنت من أجل الزواج، وقالت “إن الشك والغيرة سيلاحقانها يومياً لسهولة أن يتواصل زوجها افتراضياً مع امرأة أخرى وأن يدفعه نجاحه بالزواج من خلال الإنترنت أول مرة، إلى البحث عن زوجة ثانية على حد قولها ما يفكك الأسرة خلال فترة قصيرة”.
إلى ذلك، قال الاختصاصي الاجتماعي “وائل يوسف”، إن مجموعات الزواج على مواقع التواصل الاجتماعي لها فوائد ومساوئ خاصة بعد ازدياد انتشارها في الآونة الأخيرة.
وأضاف “يوسف”، أن هذه المجموعات، تعتمد بشكل رئيسي على الأشخاص الذين يشعرون بالحاجة إلى العثور على شريك حياتهم في ظل الحياة السريعة التي يعيشونها، في وقتٍ توفّر فيه هذه المجموعة فرصة العثور على شريك مناسب بأقل وقت وأقصر طريق ممكن.
وأكد الاختصاصي الاجتماعي، أن الجانب الإيجابي الذي تقدّمه هذه المجموعات بتسهيل عمليات الزواج، يقابله جانب سلبي يتمثّل بإمكانية تواجد محتالين داخلها ما قد يقلّل من ثقة الباحثين عن شريك حياة بالطرف الآخر.
ودعا “يوسف”، إلى إيجاد معايير وشروط استخدام لهذه المجموعات تفادياً للمخاطر الاجتماعية المرتبطة بها، وعدم التسرع في عملية البحث عن شريك وتحرّي الدقة في الاختيار.
يذكر أنه ومع انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، لم تعد عادات التعارف التقليدية ذائعة الصيت، كما كانت من قبل في الخطبة والزواج، حيث دخلت التكنولوجيا بقوة على الخط لتقلب المقاييس المتعارف عليها، حتى تحولت علاقات الارتباط عبر الإنترنت إلى ظاهرة يرغب بها الكثيرون، لا سيما مع انتشار ظاهرة الهجرة والسفر خارج البلاد.
ومهما يكن الأمر، يبقى الحكم على نجاح هذه التجربة في الارتباط، أمر نسبي، يختلف من شخص لآخر، فقد يكون ناجحاً وقد يكون مصيره الفشل، لا سيما بعد اقتحام مواقع التواصل الاجتماعي لحياتنا دون استئذان، وفرض خياراتها وكسر العادات والتقاليد التي تربينا عليه.
وأنتم أصدقاؤنا ما رأيكم بالارتباط عبر الإنترنت؟!
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع