شارع الخراب.. متنفس أهالي مدينة حمص وملجأهم من لهيب الأسعار
يشكل شارع الخراب في حمص هذه الأيام متنفساً ومهرباً لسكان مدينة حمص، وهم الباحثون عن الهدوء وجمال الطبيعة، بالإضافة لعدم قدرة معظمهم على ارتياد المنتجعات السياحية والمسابح.
وأصبح شارع خالد بن الوليد المعروف شعبياً بشارع الخراب ضمن خيارات التنزه وقضاء عطلة نهاية الأسبوع، بعد إعادة تأهيله من الأضرار التي لحقت به جراء الاعتداءات الإرهابية خلال سنوات الحرب.
ويمتد هذا الشارع على طول يقارب 2700 متر من الملعب البلدي حتى شارع السيد الرئيس، ويخترق بساتين الوعر، وتنتشر على أطرافه أكشاك لبيع المشروبات والمأكولات السريعة، مع وجود المقاعد الخشبية لمن أراد استراحة قصيرة يمتع نظره بامتداد المساحات الخضراء.
وفي زيارة لـ كليك نيوز، إلى هذا الشارع كان واضحاً ازدحامه يومياً بمئات الأشخاص وعشرات العائلات التي افترشت الأراضي الزراعية في المنطقة، وجلبت معها ما استطاعت من مأكولات ومشروبات.
“أبو عمر” (60 عاماً) قال في حديثه لـ كليك نيوز إن “لهذا الشارع مكانة خاصة في نفوس سكان حمص، حتى ما قبل بدء الحرب وتحوله إلى خراب حقيقي، إلا أن شعبيته المتزايدة تأتي من كونه مهرب طبيعي مع عدم قدرتنا على ارتياد المسابح والأماكن السياحية”.
بدوره، تحدث أحد المعمرين عن تاريخ هذا الشارع الشهير قائلاً “كان في الماضي عبارة عن طريق ترابي فرعي يصل إلى مجرى نهر العاصي وسبب تسميته تعود لبقايا طاحونة على النهر مبنية من الحجر الأسود البازلتي الحمصي”.
وأشار “أكرم” (موظف) إلى أن “زيارة شارع الخراب باتت عادة أسبوعية للكثير من لعائلات، التي تقوم بجمع بعضها وتقاسم تكاليف هذا المشوار الجميل في أراض خضراء شاسعة تجلب الراحة والسرور”.
من جهته، بين “وسيم” أن “القدوم إلى شارع الخراب يسمح لأطفالي باللعب بالوقت والشكل الذي يريدون دون وجود أي خطر من السيارات عليهم، حيث أنهم يجلبون معهم كرة القدم ويلعبون لساعات طويلة بكل راحة وأمان”.
ولفت “محمد” إلى أن “سبب الازدحام الرئيسي في شارع الخراب هو ارتفاع تكاليف المعيشة في حمص وسورية عامة، فدخول المسبح للشخص الواحد يكلف 25 ألف ليرة وقد تزيد، ولا قدرة للكثيرين على السفر إلى الساحل والتمتع بالبحر أو زيارة الغابات الطبيعية”.
يشار إلى أن أكثر الوجهات السياحية في سورية هي مناطق رأس البسيط ووادي قنديل ومشقيتا في اللاذقية، وشاليهات طرطوس بالإضافة إلى المناطق الداخلية في مشتى الحلو والكفرون وغيرها، إلا أنها تبقى خارج منال ورغبة الفئة العظمى من السوريين ممن يبحثون بكد عن لقمة العيش.
لتبقى السياحة في سورية كما الكثير من الرفاهيات رغبة صعبة المنال السواد الأعظم من سكان المحافظات، وحتى ممن يقطنون الساحلية منها، مع مطالب متكررة برفع الأجور والرواتب بما يكفي للمواطن أن يرفه عن نفسه لمدة أيام لا أكثر في سنوات صعبة مرت ولا تزال تمر عليه.
عمار إبراهيم – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع