رغم نفيها بإغلاقه.. معارك ريف دير الزور تكشف استمرار “قسد” بتجنيد الأطفال للقتال في صفوفها
رغم نفيها بإغلاقه.. معارك ريف دير الزور تكشف استمرار “قسد” بتجنيد الأطفال للقتال في صفوفها
لطالما كان ملف تجنيد الأطفال الصغار واستغلال أحوال أهلهم المعيشية لدفعهم للقتال أحد وصمات العار التي تلاحق ميليشيا “قسد” منذ تأسيسها، حيث أكدت العديد من التقارير الأممية ومنظمات حقوق الإنسان أن الميليشيا هي أكثر فصيل مسلح في سورية يقوم بتجنيد الأطفال للقتال في صفوفه.
وبينت مصادر ميدانية لـ كليك نيوز، أن الميليشيا ومن خلال لقاءات إعلامية لقادتها، أكدت أنها أغلقت هذا الملف، ومنعت تطويع الأطفال في صفوفها مقابل المال، كما أنها أنشأت مكتباً خاصاً لحماية الأطفال ومنع انتهاك حقوقهم.
إلا أن هذه الادعاءات سرعان ما ظهر عكسها من خلال معارك ريف دير الزور التي يخوضها أبناء العشائر والأهالي الرافضين لوجود “قسد” في المنطقة مؤخراً والذين يهاجمون من حين لآخر نقاطها العسكرية وحواجزها وغالباً ما يقومون بأسر أطفال مجندين في صفوفها يحملون السلاح دون أي خبرة أو دربة قتالية.
اقرأ أيضاً: أذرعها الإعلامية تخرج عن صمتها.. “قسد” تتخوف الصمت الأمريكي تجاه الاستهدافات التركية المتواصلة
ولفتت المصادر إلى أن أبناء العشائر وفي أكثر من حالة سجلت مؤخراً قاموا بأسر عدد من الأطفال كانوا متواجدين في النقاط العسكرية التابعة لـ “قسد” في ريف دير الزور ويلبسون لباسها العسكري ويحملون البنادق الحربية.
وهؤلاء الأطفال غالباً ما يستسلمون دون قتال ويسلمون أنفسهم للمهاجمين والرعب والخوف يملأ قلوبهم، حيث قام أبناء العشائر بالتواصل مع ذويهم لإطلاق سراحهم مقابل التعهد بعدم عودتهم للقتال في صفوف الميليشيا مجدداً.
ولفت المصادر إلى أن الميليشيا تقوم بتطويع الأطفال، إما عن طريق خطفهم على يد “حركة شبيبة الثورة “جوانن شورشكر” التي تخطف الأطفال الأكراد في مناطق سيطرة “قسد” أو تقوم بإقناعهم بالانتساب لصفوفها في البداية، ومن ثم تجرهم إلى ساحات المعارك، وتقوم بتهديد ذويهم وأهلهم إن هم سألوا عن أطفالهم.
اقرأ أيضاً: بالتواطؤ مع الضباط الأتراك.. طرق تهريب البشر وعوائدها المادي تؤجج الصراع بين فصائل أنقرة بريف الحسكة
أما الطريقة الثانية، بحسب المصادر، فهي استغلال ضغط الظروف المعيشية وتردي أوضاع الأهالي واضطرارهم للبحث عن أي عمل مقابل المال، وإغراء الأطفال لاسيما في المناطق العربية بالتطوع في صفوفها مقابل راتب شهري وإقناعهم أن خدمتهم ستكون في أماكن عسكرية خدمية، ولكن سرعان ما يجد هؤلاء الأطفال أنفسهم في ساحات المعارك يقاتلون دون خبرة في مهمة عسكرية هي أقرب إلى الانتحار.
وأشارت المصادر إلى أن العديد من الأهالي لاسيما الأكراد ناشدوا قيادات “قسد” لإطلاق سراح أطفالهم وعدم تجنيدهم ولكن دون جدوى، وأن أعداداً قليلة جداً هم الأطفال العائدون إلى أهلهم، أما البقية فيتم حجزهم داخل معسكرات للتدريب العسكري والعقائدي في مناطق ضمن سيطرة “قسد” في الشمال السوري، أو نقلهم إلى “جبال قنديل” لتدريبهم على يد مقاتلين من “حزب العمال الكردستاني”.
اقرأ أيضاً: تسببت بقتلى وجرحى في صفوفهم.. مقاتلو العشائر يكثفون هجماتهم ضد “قسد” بريف دير الزور
وكان تقرير الأمم المتحدة الأخير حول تجنيد الأطفال لعام 2023 أكد أنه تم تجنيد 1696 طفلاً من قبل المجموعات المسلحة في سورية وكان معظم هؤلاء الأطفال مجندين في صفوف “قسد”.
الحسكة – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع