خدميمجتمعمحلي

جريمة يعاقب عليه القانون..” التلطيش” سلوك ينتشر في المجتمع السوري

جريمة يعاقب عليه القانون..” التلطيش” سلوك ينتشر في المجتمع السوري

 

يعتبر “التلطيش” سلوك قديم جديد، في المجتمعات كافة، لكنه انتشر بكثرة في الفترات السابقة في المجتمع السوري مع الاختلاف في الأساليب والأمكنة حيث لم يعد يقتصر على الشارع فقط وإنما تعداه إلى مواقع التواصل الاجتماعي، والعمل والجامعة، وبعض الفتيات يعتبرنه أسلوب محبب ولطيف في حال لم يتجاوز الشاب حدود الأدب، وأخريات يرونه سلوك سيء غير أخلاقي وفيه تدخل بخصوصية الفتاة بشكل مباشر.

في استطلاع أجراه كليك نيوز، حول آراء بعض الفتيات بظاهرة “التلطيش” فقد تباينت آرائهن بين مؤيد ورافض لهذا الأسلوب.

يعطي ثقة بالنفس

أوضحت “راما ” طالبة جامعية في حديثها لـ كليك نيوز، أنها لا تنزعج أبداً من تلطيش الشباب لها بل على العكس تشعر بمزيد من الثقة بالنفس وأنها جذابة وتلفت الانتباه في حال طبعاً كان التلطيش في إطار المديح ولا يخلو من روح الفكاهة وخفة الدم، أما إذا تجاوز حدود الأخلاق والأدب فهو بالتأكيد يصبح مزعج وجارح.

بينما “رهف” أشارت إلى أنها لا تتقبل أي نوع من التلطيش سواء كان مدحاً وملاطفةً، أو كان جارح وقاسي، واعتبرت أن أي كلمة أو حركة توجه لها في الشارع من قبل الشاب يندرج ضمن خصوصيتها، كاشفة عن حدوث عدة مشاكل معها أثناء التلطيش، حيث أنها ترد على الشاب ليتطور الأمر إلى مشادة كلامية بينها وبينه، موضحة أنه في أحد المرات هددت شاب كان قد لطشها من الشكوى عليه عند أقرب مخفر شرطة أو حاجز أمني ليذهب بعد ذلك في طريقه.

اقرأ أيضاً: ما يزيد عن مليون طالب خارج دائرة التعليم.. التسرب المدرسي مرض يهدد المجتمع

والأمر نفسه بالنسبة للشباب فمنهم من يرغب بتلطيش الفتيات، ومنهم من يبتعد عن هذا الأسلوب بشكل نهائي.

ويقول “شادي” إنه لم يلّطش أي فتاة طوال حياته، حيث لم يعتاد على هذا الأسلوب منذ أن كان مراهقاً، واستمر على هذا النهج حتى تاريخه، أما “أحمد” قال مازحاً أنه لا يستطيع أن يرى فتاة جميلة إلا ويسمعها كلمة حلوة، لكنه بالمقابل لا يتجاوز حدود الأدب والأخلاق، وأنما فقط مغازلة ناعمة، ولدى السؤال إذا كان قد تعرض في حياته لمعاكسة من فتاة، أكد أنه لم يحدث وأن تعرض لمثل ذلك، مؤكداً أن تلطيش الفتاة للشباب لا تتعدى أكثر من رمقه بنظرة فقط.

الأنثى أكثر عرضة للمضايقات

بدورها الباحثة الاجتماعية “أسمهان زهيرة”، أوضحت في تصريح لـ كليك نيوز، أن “التلطيش” ظاهرة لم تعد تقتصر على الشارع، وإنما وصلت لكافة مواقع التواصل الاجتماعي وضمن أماكن العمل والتسوق، حيث تعتبر الأنثى في المجتمع المحلي هي الأكثر عرضة للمضايقات أينما وجدت في الشارع، العمل، المدرسة، الجامعة، حتى باتت التلطيشات على الموضة، فمع أن طبيعتها تحب الثناء والعبارات الجميلة إلا أن بعض الفتيات يعتبرنها تحرش وخاصة في حالات الكلام الجارح للمشاعر.

الأسباب

ذكرت “زهيرة” أن أهم أسباب التلطيش هي الكبت، سوء التأهيل والتربية، الفراغ، البطالة، رفاق السوء، النت، وسائل الإعلام، فعادة التلطيش التي يتبعه الشباب في تعاملهم مع الفتيات في مختلف الأوساط هو نوع من الاستعراض للفت وجذب الفتيات، أما عندما يتجاوز هذا التصرف الحدود في كثير من الأحيان يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون، كما يمكن اعتبارها مرض اجتماعي يحتاج لوعي أسري كبير وخاصة مع ظهور بعض الفتيات اللواتي يتصفن بالجرأة ويعاكسن الشباب.

حالة اجتماعية لها أوجه متعددة

أشارت “زهيرة” إلى أنه مهما اختلفت العبارات والكلمات فجميع الفتيات تسمعها بغض النظر عن طريقة لباسها وجمالها، ومهما اختلفت ردود الأفعال فهي حالة اجتماعية لها وجهان الأول، حالة طبيعية لدى كثير من الشباب وتعتبر نوع من التعبير عن الرأي بالنسبة لهم، ومن ناحية أخرى حين تصبح مبالغ فيها أو خارجة عن أطر جمالية وأدبية تتحول لمرض اجتماعي أو جرم أخلاقي يتطلب معالجة أو عقوبة قانونية ووعي أسري وتربوي.

ميليا اسبر- كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى