تخفيض مخصصات الخبز في مدينة دمشق يعيد “مشهد الطوابير” إلى شوارعها.. بعض المعتمدين يؤجرون رخصهم
فجأة ودون أي سابق إنذار، وبعد كارثة الزلزال، خفّض نسبة كبيرة من معتمدي الخبز في دمشق مخصصات المواطنين اليومية من المادة، حيث قاموا ببيع المواطنين نصف الكمية المخصصة لهم، بحجة صدور قرار بتخفيض مخصصات المعتمد من مادة الخبز بنسبة 50 في المئة.
وأثار هذا الأمر موجة استياء كبيرة، وأعاد مشهد الطوابير إلى الأفران للواجهة مجدداً، حيث أوضح سكان مدينة جرمانا بريف دمشق، أنهم باتوا مجبرين على الانتظار على كوات الفرن الاحتياطي في المدينة أو أمام أكشاك البيع الفرن الآلي الموزعة على أحيائها، بعد أن خفضت كميات المعتمدين إلى النصف.
لافتين إلى أن واقع الانتظار أمام المخبز الاحتياطي في المدينة مزرياً وخصوصاً خلال ساعات النهار، حيث تصل مدة انتظار المستهلك لأربع ساعات.
وأضافوا وفقاً لما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية، فإن واقع الأكشاك المنتشرة في المدينة ليس بأفضل حال، فبعضهم ونتيجة الازدحام قد لا يحصل على مخصصاته قبل الساعة الثانية عشر مما يعني فقدانه مخصصاته.
ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل إن الرخص تؤجر مقابل مبالغ مقطوعة تصل لعشرين ألف ليرة يومياً، بحسب الصحيفة.
وهذا ما أكده مدير الفرن الاحتياطي “أحمد سعيفان”، الذي بين أن “بعض المعتمدين يقوم بتأجير الرخصة بموجب وكالة من المحكمة، لذلك فإن صاحب الرخصة الأساسي ليس بالضرورة هو من يقوم على بيع الخبز”.
مضيفا: “بالتأكيد إن هذا التأجير لن يكون من دون منفعة مادية، وخصوصاً أن جميع البطاقات الصادرة عن الريف أو المدينة تعمل على جهاز المعتمد على حين أن كوات الفرن لا تفتح عليها سوى بطاقات الريف”
وأشار إلى أن “واقع الانتظار على كوات الفرن الاحتياطي أصبح بعد تمديد ساعات العمل من الساعة السادسة صباحاً حتى الحادية عشر ليلاً، أفضل منه قبل ذلك حين كان العمل من الساعة الثامنة صباحاً حتى السادسة مساء حين كانت تصل مدة انتظار المستهلك إلى ست ساعات.”
وأضاف: “إن واقع عمل الفرن لم يختلف عنه قبل زيادة ساعات عمل كوات البيع المباشر”، مبيناً أن “مخصصات الفرن هي 27 طناً وكنا نوزع عبر كوات البيع المباشر 8 آلاف ربطة، وحالياً نوزع 14500 ربطة”.
على حين كانت “مخصصات المعتمدين قبل التخفيض 19500 ربطة، وأصبحت 9500 ربطة منها 5050 ربطة تذهب لمعتمدي السيدة زينب وخربة الورد وحجيرة وببيلا”.
مبينا أن “عدد المعتمدين الذين يغذيهم الفرن الاحتياطي يبلغ 108 معتمدين مرخص لهم يستلمون مخصصاتهم من الفرن”.
ورأى “سعيفان”، أن “كمية الخبز في المدينة كافية فمخصصاتها بين الفرن الاحتياطي والآلي والأفران الثلاثة الخاصة تصل لنحو 52 ألف ربطة، مؤكداً أنه في “حال تم توجيه كامل مخصصات المدينة لقاطنيها ستكون كافية”
مضيفاً بأن “الحل الأفضل للمدينة بفتح كوات البيع المباشر على مدار الساعة والاستعاضة عن المعتمدين داخلها بالتوزيع عبر الأكشاك الأربعة عشر التابعة للفرن الآلي، وبالتالي يصبح الخبز متوافراً على مدار الساعة سواء عبر الأكشاك أم عبر كوات الفرن الاحتياطي والأفران الخاصة وبالتالي تلغى عملية الازدحام أمام الفرن”.
وكان مدير عام المؤسسة السورية للمخابز “مؤيد الرفاعي”، أكد أن قرار تخفيض مخصصات المعتمدين من مادة الخبز في مراكز المدن فقط، ولم يشمل القرى والأرياف البعيدة عن المخابز، موضحاً بأن التخفيض لم يكن بنسبة 50 بالمئة كما يدعي المعتمدون إنما هو جزئي ويشمل مراكز المدن حصراً.
وبين أن هذا القرار لا يعني بأن يقوم المعتمدون بتخفيض مخصصات المواطنين اليومية بنسبة 50 بالمئة، مضيفاً: “يجب على كل معتمد إعطاء المواطن حصته كاملة دون نقصان وفي حال عدم إعطائه مخصصاته كاملة باستطاعته تقديم شكوى ضده إلى مديرية التجارة الداخلية”.
ونفى بأن يكون هذا الإجراء مؤقت وتم بسبب كارثة الزلزال، مشيراً إلى أن الحصة التي خفضت للمعتمد تباع حالياً في المخابز بعد زيادة ساعات افتتاح كوات البيع من أجل تخفيف حالات الازدحام الحاصلة على المخابز.
اقرأ أيضاً: قصة فيلم بيع الخبز في سورية لم تنته.. ماذا يدور في أذهان وزارة التجارة هذه الأيام!!