بين الكسب المادي والتعرض للاحتيال.. ما فرص العمل في العالم الافتراضي؟
بين الكسب المادي والتعرض للاحتيال.. ما فرص العمل في العالم الافتراضي؟
ارتفعت معدلات البطالة بين فئة الشباب في سورية بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة الماضية، متزامنة مع التضخم الاقتصادي وزيادة تكاليف المعيشة بشكل غير مسبوق.
واقع لا يمكن لأحد إخفاء صعوباته الكبيرة، وانعكاسها سلباً على قدرات ومعنويات الفئة الشابة التي دفعت نصيباً كبيراً من ضريبة الحرب.
ودفع عدم وجود فرص عمل مناسبة لأصحاب الشهادات على اختلافها، وبشكل خاص الجامعية، عدداً كبيراً من الشباب للبحث عن قوت يومهم، وتأمين فرص تناسب مؤهلاتهم وإعالة عوائلهم بأي شكل من الأشكال.
ومع التقدم العلمي الكبير، تحول البحث عن فرصة العمل من الورقية بكل اجراءاتها الروتينية المعقدة إلى تلك الإلكترونية المعروفة حالياً “عمل أونلاين”.
يقول “مهند” (طالب في جامعة البعث) لـ كليك نيوز “تعرفت خلال دراستي الجامعية على أحد الأشخاص النشطين في مجال العمل على الإنترنت، وقام بتأمين فرصة عمل لي تتلخص بجمع الاستبيانات مقابل مبلغ مالي متفق عليه شهرياً فيما بيننا”.
وأضاف الشاب، “ساعدني هذا العمل على تأمين مصروفي الشهري بواسطة جوالي، ورغم أنني أقضي وقتاً طويلاً على الانترنت لإنهاء العمل، إلا أن ذلك لا يعد مصدر إزعاج كوني أستفيد من ذلك الوقت في تحسين وضعي المعيشي”.
بدوره، قال “سليمان” “تعلمت عن طريق إحدى الصفحات كيفية العمل على تطبيق تلغرام للحصول على أموال جيدة شهرياً وهو ما يعرف بالعمل على “البوتات”، حيث يصل راتبي الشهري إلى ما يزيد عن 500 ألف ويعد مبلغاً جيدا بشكل نسبي”.
من جهته، أشار “درويش” (مهندس معلوماتية) إلى أن “هناك مشكلة ظهرت في الآونة الأخيرة وهي فرص العمل الوهمية التي تنتشر على الإنترنت، حيث لا يمكن التأكد بشكل دقيق إن كانت الفرصة حقيقية أو وهمية، بعد أن أصبح من السهل تصميم موقع إلكتروني وإضافة المعلومات التي نرغبها”.
اقرأ أيضاً: بورصة سوداء علنية لـ “جوازات السفر”.. السعر يصل خمسة ملايين ليرة
وتابع “درويش”، “تعرض الكثير من الشبان للنصب والاحتيال بعد أن تقدموا للعمل عبر بعض المواقع، حيث تبين أن حساباتهم الفيسبوكية تم سرقتها وابتزاز أصحابها بها مقابل مبالغ مادية، أو تم استنزاف وقتهم في وظائف ومهام إلكترونية دون أن يحصلوا على مستحقاتهم المالية”.
وأكمل “درويش” “لا يثق الجميع بفرص العمل المطروحة على الإنترنت، ويشكون بمصداقيتها، والتصرف الصحيح في هذه الحالات هو متابعة صفحات الشركات الرسمية فقط، والتقديم عبرها لتجنب أي فرصة وهمية لا يعرف من ناشرها وعدم إرسال أي صورة أو إثباتات من صورة هوية وشهادة إلخ، للتقدم لفرص غير معروفة”.
ولفت “درويش” إلى “ظاهرة حديثة وهي تطبيقات البث المباشر، مضيفاً “تعتمد هذه البرامج على البث المباشر على الانترنت لوقت طويل وبعضها يدخل ضمن مجال “الدعارة” وكثيراً ما تعرضت فتيات للابتزاز بسببها، في حين أن هناك برامج أخرى لا تتطلب سوى البقاء على الشبكة وإقامة تحديات وكسب نقاط يتم تبديلها عبر وكلاء بمبالغ مالية يتم قبضها في شركات التحويل”.
وأردف، “اتجهت فئة كبيرة من الشباب السوريين للعمل عن بعد مع شركات خارج البلاد وبشكل خاص في الإمارات العربية المتحدة، لاسيما المصممون وكتاب المحتوى ومهندسو المعلوماتية وهؤلاء يتقاضون مبالغ جيدة جداً قياساً بالوضع الإقتصادي الراهن”.
وختم “درويش” “الإنترنت سلاح ذو حدين، يمكن الاستفادة منه ويمكن التعرض للأذى بسببه، والعامل الوحيد المؤثر هو إدراك الشخص ويقظته قبل الموافقة على إتمام أي عمل مهما كانت المغريات المادية المعلن عنها قبل التأكد من صحتها”.
الجدير بالذكر أن النسبة الكبرى من الشباب السوريين باتت تحلم بالهجرة خارج سورية، بل إن بعضهم باع أملاكه لتحصيل ثمن فيزا يسافر بها ليبدأ ببناء مستقبله بعد استحالة ذلك في وطنه الأم.
عمار إبراهيم – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع