بهدف التوفير..”الحويش أو السليق” بديل النساء لتأمين طعام أسرهم في حمص
“شو يلي جبرك على المر”، مثلٌ شعبيٌ يعرفهُ جميع السوريين وبشكل أكبر بعد بدء الحرب في البلاد، مع تدهور الوضع الاقتصادي في كل عام تباعاً، هذه الأوضاعٌ دفعت الكثيرين لاتباع طرقٍ لم تكن ضمن اهتماماتهم، كذلك بدء العمل في مهن لم يرغبوها، واتخاذ قرارات لم تخطر على بالهم يوماً، مجبرين ومكرهين أحياناً.
في مثل هذه الأيام من كل عام، تُخرِج الأرض خيراتها الطبيعية من بعض أصناف الأعشاب التي كانت فيما مضى وجبةً محببةً للعائلات، لاسيما في مناطق الأرياف، لكن ذلك تراجع مع هجرة السكان باتجاه المدن واقتصار هذا الطقس على من بقي من كبار السن.
ومع تراجع القوة الشرائية للسوريين عامة، وعدم تناسب المدخول مع المصروف، لجأت الكثير من العائلات للبحث عن مصادر مختلفة لتأمين الطعام والملبس والمحروقات وغيرها من صعوبات الحياة.
وعلى أطراف مدينة حمص، تنتشر عشرات النساء لجمع السليق، وهو نبات طبيعي مفيد للصحة، كثيف الانتشار، ومن الوجبات سريعة التحضير إلى حد ما، دون حاجته إلا لبصلة والقليل من الزيت والحامض والثوم والقليل من البرغل إن رغبتَ.
ولمعرفة فوائد هذه النبتة، والأسباب التي دفعت النساء مؤخراً للبحث عنها، تحدثت السيدة “رجاء” (متقاعدة 50 عاماً)، لموقع “كليك نيوز” وقالت “أذهب إلى السليق بهدف الترويح عن نفسي في الطبيعة أولاً، والهدف الآخر هو توفير النقود وتأمين وجبة الغداء “ببلاش”.
وتضيف: “تجتمع يومياً عشرات النساء قرب منطقة ضاحية الباسل على شكل مجموعات، حيث تذهب كل سيدة مع صديقتها، لجمع ما يمكن من هذا النبات وتبادل الأحاديث فيما بينهم”.
وعن الأصناف التي يمكن جمعها في الطبيعة، أوضحت أنها “كثيرة جداً ومن أهمها الهندبة، الخبيزة، قرص العنة، والرشاد الدردار، شمرا، بلغصون، الحميضة، السلبين وغيرها من الأنواع”.
وتشرح “رجاء” عن فوائد السليق، مشيرة إلى “وجود عناصر غذائية كبيرة في السليق من أهمها الحديد، والأهم أنها وجبة مجانية من خيرات الله، حيث أن تكلفة طبخة منها لعائلة كاملة لا تكلف إلا بعض المكونات البسيطة”.
يشار إلى أن بعض النساء تجد في جمع الحشائش وبيعها مصدر رزق وفير ومردود مادي جيد، حيث باتت تباع في الأسواق بعد أن تنظف من التراب ليباع كيلو السليق بسعر يتراوح ما بين 2000 – 3000 ليرة سورية.
عمار ابراهيم – كليك نيوز
اقرأ أيضاً: البصل يقارب الموز.. أسعار البصل “تحلق” في الأسواق السورية
