بعد توقفه لمدة 8 سنوات.. معمل سكر تل سلحب يعود لعجلة الانتاج
يُعد محصول الشوندر السكري من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية التي تأثرت زراعته منذ السنوات الأولى للحرب على سورية، فكان لخروج مساحات من الأراضي سبب بقلة الكمية المنتجة والتي من شأنها أن تُشغل المعمل إضافة لارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي على الفلاح وعدم وضع سعر مجزي يُشجع الفلاح على زراعة المحصول.
“كليك نيوز” جالت في أقسام شركة سكر تل سلحب بريف حماة، والتقت مدير المعمل المهندس “إبراهيم نصره” الذي تحدث عن عودة المعمل وآلية استلام المحصول من المزارعين.
وبيّن أن آخر موسم تشغيل لشركة سكر تل سلحب كانت عام 2014 وبعد هذا العام ونتيجة تدني زراعة المحصول في المنطقة وفي البلد بشكل عام كان يتم استلام الكميات الموجودة من الشوندر والتعامل معها بتوزيعها على المزارعين كمادة علفية..
وهذا العام اتُخذ القرار بعودة زراعة محصول الشوندر السكري وتم تأمين مستلزمات الزراعة بشكل فوري وسريع جداً، بالمقابل كان يجري العمل على تحضير وجاهزية المعمل بكافة أقسامه وكافة خطوط الإنتاج الموجودة فيه.
وأكد “نصره” أنه وخلال سنوات التوقف تم الحفاظ على الجاهزية الفنية للمعمل بشكل نسبي، رغم أنه حصلت تراكمات نتيجة التوقف لهذه السنوات وأصبحت من المشاكل الفنية التي يجب التعامل معها وتذليلها في حينها حيث تم التعامل بشكل كامل معها وحلها بشكل جيد حتى وصلنا إلى مرحلة الاقلاع.
وأضاف أن حالات التوقف تختلف عن حالات العمل، وحالة الحِمل بالنسبة لخطوط الانتاج تختلف عن حالة العمل على فراغ، وبالتالي بدأنا بالتحضيرات وكان هناك أيضاً سرعة في الإنجاز لإجراء العقود وتأمين القطع البديلة اللازمة الممكن تبديلها.. وقام الفنيين لدينا بالشركة في تنفيذ الصيانات اللازمة والممكنة والدورية بشكل كامل.
معاناة في تأمين قطع التبديل
وأشار “نصره” إلى معاناة تم مواجهتها في بعض الأقسام من تأمين القطع البديلة نتيجة الصعوبات المتعلقة بالاستيراد وعدم وجود عارضين لتقديم هذه المواد، وبالنهاية الجاهزية الفنية كانت بالقياس ممتازة وتم اقلاع المعمل منذ تاريخ 13 الشهر الجاري بشكل كامل وبكافة أقسامه ابتداءّ من الفرن الذي يعتبر حلقة العمل الأولى والحلقة المهمة جداً يليها المراجل والعنفة البخارية.
ونحن قيد استلام محصول الشوندر من المزارعين بالتعاون مع كافة الجهات المعنية بالمحصول، والعمل جاري حيث تتم عملية الاستلام وعملية التصنيع بنجاح كما هو مأمول وكما هي المعطيات الموجودة لدينا.
اقلاع المعمل دون طموح الكميات
وحول الطاقة الإنتاجية للمعمل تحدث “نصره” أن موضوع الزراعة في الموسم الحالي تعرض لمشاكل متعلقة بالطقس كتعرضه للصقيع مرتين إضافة إلى بعض المشاكل الفنية المتعلقة بالزراعة.
حيث كان من المتوقع العمل بطاقة انتاجية بحدود 266 ألف طن وحالياً التقديرات ما بين 90 إلى 100 ألف طن، ولكن كمرحلة وكعودة لإقلاع المعمل تبقى دون طموح الكميات لكنها جيدة.
اقلاع المعمل هو تشجيع للفلاحين من أجل العودة إلى هذه الزراعة الاستراتيجية المحببة لديهم عبر تاريخ الزراعة.
وهناك 3 عناصر مهمة بالنسبة للسوق يقدمها المعمل المادة الرئيسة السكر، مواد ثانوية كـ “التفل” الذي يستخدم علف للمواشي و”الميلاس” التي تستخدم في صناعة الخميرة الطرية التي تستخدم في الأفران، وان شاء الله في الأعوام القادمة تكون الكميات أكبر ويكون الإنتاج أكثر ونستطيع تحقيق السقف في الخطة.
وختم مدير شركة سكر تل سلحب بشكر للأيادي البيضاء، الأيادي الفنية التي قدمت كل جهد ممكن، ولبعض العمال الذين تسرحوا من المعمل بحكم السن منذ سنوات والذين تم الاستعانة بهم والتواصل معهم ولبوا نداء الشركة وهم من أصحاب الخبرة وممن تعاملوا معها لمدة 40 عام منذ التأسيس وحتى خروجهم منه.
كما وجه كلمة للمزارعين وتمنى منهم التشجيع على الزراعة والتعاقد مع الشركة وهي شركة حيوية واقتصادية معروفة ذات تاريخ وسمعة طيبة بالتعامل مع المزارعين والمردود الإقتصادي والإجتماعي.
المزارعون.. وقعنا بمطب الخسائر
أكد عدد من المزارعين أنهم وقعوا بمطب الخسارة في محصول الشوندر السكري كباقي المحاصيل فسعر 250 ألف للطن هو رقم يتقاضاه صاحب الجرار الذي ينقل المحصول من الأرض إلى المعمل.
كما أنه رقم تتقاضاه اليد العاملة في الأرض، بينما انتاجية الدونم الواحد بين 6-7 طن وكنا نأمل انتاجية أكبر لكن التأخر بتوزيع البذار وظروف الطقس وارتفاع تكاليف الانتاج الزراعي حالت دون طموحنا.
ورداً على شكاوي أصحاب الجرارات والمزارعين حول التأخر في استلام المحصول والانتظار أمام المعمل تحت أشعة الشمس ما يؤثر على الشوندر في إنقاص وزنه.
أوضح مدير شركة سكر تل سلحب حصول عطل في القبان وتجري عملية الصيانة عليه وأضاف نعتمد على قبان واحد في تقبين الجرارات، وأكد أن العمل على استلام المحصول مستمر على مدار الـ 24 ساعة.
حماة – أوس سليمان