بسبب ارتفاع المادة العلفية.. إنتاجية الثروة الحيوانية من الحليب إلى الوراء “در”
لم يعد لمربي الثروة الحيوانية على ساحة محافظة السويداء، ولاسيما في ظل التحليق الفلكي لأسعار المادة العلفية، القدرة المالية على شراء ما تحتاجه مواشيهم من أعلاف، كيف لا وسعر الطن الواحد من الشعير وصل الى مليوني و٢٠٠ ألف ليرة.
بينما وصل سعر الطن الواحد من التبن الى نحو مليون و٣٠٠ ألف ليرة، ما أوقع نحو سبعمائة ألف راسٍ من الأبقار والأغنام والماعز، في مطب العوز الغذائي اللازم لها، حسب ما تحدث عدد من المربين لـ ” كليك نيوز”.
خاصة وأن نقص المادة العلفية جاء مترافقاً مع انعدام المراعي الخضراء وبقايا المحاصيل الحقلية، نتيجة لقلة الهطولات المطرية هذا الموسم.
فأمام هذه المعادلة الصعبة لم يكن أمام المربين سوى بالتفكير جدياً لتوديع “كار” تربية المواشي، التي لم تعد تربيتها تُسمن وتغني من جوع، لكونها أصبحت أجسامها هزيلة، ومستقطبة للأمراض الطفيلية، ما أدى إلى تراجع إنتاجيتها من مادة الحليب بمعدل خمسين بالمائة.
وهنا كان خيارهم “المر” ألا وهو بيع قسماً من مواشيهم بسعر ٢٤٠ ألف ليرة للرأس الواحد، علماً أن سعرها منذ ثلاث سنوات وصل إلى نحو ستمائة ألف ليرة، ما أوقع المربين في مطب الخسائر المالية، خاصة وأن إنتاج المواشي من الحليب، يباع للتاجر بأسعار زهيدة لا تتجاوز ٢٠٠٠ ليرة للكيلو الواحد، ليقوم التاجر بدوره بيعها ضمن “بازارات” استغلالية ليصل سعر الكيلو الواحد عنده إلى ثلاثة آلاف ليرة.
والسؤال الذي يطرحه المربين هل من المعقول والمنطق ألا تتجاوز أرباح المربي الـ / 200/ ليرة، بينما تتجاوز أرباح التاجر ال/١٠٠٠/ ليرة.
من جهته رئيس دائرة الصحة الحيوانية بمديرية زراعة السويداء الدكتور “كميل مرشد” أوضح لـ “كليك نيوز” أنه خلال الجولات الميدانية لعناصر الدائرة للإطلاع على واقع الثروة الحيوانية تبين أنها تعاني من سوء تغذية ما أصبحت أجسامها “هزيلة” ما أدى الى تراجع إنتاجيتها من الحليب.
مضيفاً أن الواقع المزري العاصف بالثروة الحيوانية مرده لوجود نقص بالمادة العلفية، لعدم قدرة المربين على شرائها نتيجة ارتفاع أسعارها لدى القطاع الخاص، وتالياً عدم توافرها بالشكل الأمثل لدى مؤسسة الأعلاف.
طلال الكفيري – كليك نيوز
اقرأ ايضاً .. إضافةً للحوم.. البيض والفروج يدخلون سباق الغلاء في اللاذقية