بحر غازنا المنتظر ..!؟
بحر غازنا المنتظر ..!؟
ليس خافياً ولا جديداً أن لدينا احتياطياً “معتبراً” من الغاز السائل الخام يقبع في قاع بحرنا المتوسطي المالح الذي يرتقي لسوية أن يكون ثروة وطنية كبرى خبيئة تتوزع في عدد من البلوكات المتوضعة في الأعماق قبالة وعلى طول سلسلة الساحل السوري البديع الممتد من الحدود التركية شمالاً وحتى الحدود اللبنانية جنوباً، والتي يقال أن احتياطي مخزونها يفوق مخزون الإمارة القطرية من الغاز خصوصاً والخليجية على وجه العموم.
وهذا بلا شك مبعث أمل وتفاؤل لكل السوريين المنتظرين على جمر أوجاعهم ودرب آلامهم وصبرهم الطويل باب الفَرَج والخلاص الآتي.
كما أنه ليس خافياً ولا سراً أن الدولة السورية وحكومتها وقعت منذ ما يقرب السنوات الخمس عقداً مهماً مع إحدى الشركات الروسية المتخصصة لاستكشاف مكامن ثروتنا الغازية وتحديد سمتها وإحداثياتها وأعماقها وغزاراتها والطاقات الاستخراجية المتوقعة وكل الحيثيات واللوجستيات والحصص والعائدات التي حددها متن ونص العقد وبنوده بوضوح.
ورغم كل التفاصيل التي تضمنتها المحطة العقدية التي لا بد منها ولا غنى عنها بكل تأكيد، فقد غابت بل انقطعت كل الأخبار عن أهم مشروع اقتصادي استخراجي تفاؤلي كبير ولا أحد يعلم أسبابه أو مبرراته أو على الأقل لا معطيات محددة وواضحة بين يدينا…!!؟
في ذات الوقت – وهنا الغرابة – ينهمك “الأشقاء” اللبنانيون في عمليات الاستعداد للبدء والإقلاع في أعمال الحفر والتنقيب لاستخراج الغاز قبالة الشواطئ اللبنانية من البلوكات التي نتجاور ونتشاطأ بها ونتقاسمها وفق الخرائط الجغرافية التي تحدد توضعها ما بين المياه الإقليمية والدولية…
وبغض النظر عن الصراعات والنزاعات الداخلية اللبنانية التي تتنازع وتتجاذب هذا الملف كونه شأن داخلي لبناني محض، والأطماع الصهيونية الخارجية التي تخطط وتعمل للاستيلاء على هذه الثروة وسرقتها لولا المقاومة اللبنانية البطلة التي تشكل قوة الردع الحقيقية المهابة بالتنسيق مع الدولة اللبنانية…
فإننا نسأل عن مصير حقولنا وأين وصلت أعمال الشركة الروسية والمراحل التي قطعتها وأنجزتها ولماذا تغط في نوم وثبات عميق وأين هي نصوص العقد المبرم..!!؟
سيما أننا نمر كدولة وشعب في أحرج اللحظات وأصعبها وإن أردتم أشرسها ,لأن كل الأنظار اليوم تتوجه نحو مصير ثروتنا الغازية البحرية المرتقبة التي فيها خلاصنا من الحصار والضيق الاقتصادي الخانق الذي يرزح تحته الغالبية الغالبة من السوريين…
ورغم إدراكنا للحساسية التي تكتنف هذا الملف والحروب التي شنت وتشن علينا التي – ربما – تعيق أو تعرقل وتؤخر تمكيننا من “التنعم” بثروتنا الدفينة، وما تشهده المنطقة والعالم من صراعات كونية على وقع روائح النفط والغاز والوقود الأحفوري التي تفوح في منطقتنا وتختبىء خلفها…
لكن – بتقديرنا – أن ذلك يجب أن لا يمنعنا أو يثنينا عن استثمار كنوزنا لأن خشبة خلاصنا ستكون عند ضخ أول قطرة غاز في خطوطنا وشبكاتنا ومصافينا ومحطات توليد الكهرباء مؤذنةً ومعلنة ً بداية عصر سورية الحديثة الجديدة القوية القادمة…
أتراكم سيطول انتظارنا كثيراً…!؟
وائل علي