بأوامر تركية.. أرتال “النصرة” تنسحب من عفرين و”أحرار الشام” تعود لـ “عولان”
بأوامر تركية.. أرتال “النصرة” تنسحب من عفرين و”أحرار الشام” تعود لـ “عولان”
بدأت الأرتال العسكرية التابعة لـ “جبهة النصرة” الإرهابية، بالانسحاب تدريجياً من قرى ريف عفرين شمال غرب حلب، باتجاه ريف إدلب، بعد أقل من 24 ساعة على دخولها للمنطقة تحت راية ما يسمى “حركة أحرار الشام” على أثر الاشتباكات بين “القطاع الشرقي للحركة” و”الفيلق الثالث”، جاء ذلك بأوامر تركية لإعادة الوضع لما كان عليه سابقاً.
ودخلت أرتال عسكرية من مئات الأليات المدججة بالأسلحة والذخائر، ودبابات عبر معبر الغزاوية إلى ريف عفرين بعد مساء يوم أمس، وضمن مسلحين “أحرار الشام”، إلى جانب قوات كبيرة لـ “جبهة النصرة” التي حاولت إظهار أن التعزيزات فقط لـ “الحركة”، في سياق استثمار الهجوم الذي تتعرض له الحركة شرقي حلب، لتحقيق مكاسب وتهديد الفصائل الموالية لتركيا، برسالة وصلت أصدائها سريعاً.
وتقول المعلومات إن تعليمات من القيادة التركية في المنطقة وصلت لقيادة “الجبهة الشامية” التي تقود ما يسمى “الفيلق الثالث”، المهاجم على مقرات “الفرقة 32 التابعة لأحرار الشام في القطاع الشرقي”، بالانسحاب من المقرات التي سيطرت عليها يوم أمس، بعد اشتباكات ومعارك دامية بمناطق الباب وجرابلس، بما في ذلك تسليم مقر “عولان” لـ “أحرار الشام”.
وبمقابل ذلك، طلب من “جبهة النصرة”، سحب جميع عناصرها وقواتها العسكرية من المناطق التي دخلت إليها يوم أمس، تشمل جنديرس ومحيطها، وإنهاء جميع المظاهر المسلحة هناك، مع بقاء قسم من عناصر “أحرار الشام”، والتي يتخفى ورائها عناصر “النصرة” وباسمهم.
وأكدت المصادر أن دخول “جبهة النصرة” إلى عفرين والقرى في محيطها يوم أمس، هو الأول من نوعه، فلم يسبق أن دخلت قوات عسكرية لـ “النصرة” لهذه المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المدعومة تركياً، ولفتت المصادر أن ذلك تم بتواطئ وعلم فصائل مسلحة أخرى التزمت الحياد أبرزها ما يسمى “فيلق الشام وحركة ثائرون”.
وتفيد المعلومات أن اللجوء لإدخال “جبهة النصرة” للمنطقة، هو بداية مرحلة جديدة يخطط لها، وأن ذلك مرجعه لتجاوز “الجبهة الشامية” الخطوط الحمراء المرسومة لها، وقيامها بمهاجمة “أحرار الشام” دون توافق كامل بين الفصائل المسلحة الأخرى ودون رضى القيادة التركية، علاوة عن تحالفها مع “جيش الإسلام” الذي تعتبره “تحرير الشام” عدواً لها.
يذكر أن حصيلة خسائر المسلحين بلغت أكثر من ٤٠ قتيلاً وجريحاً غالبيتهم من مسلحي “الجبهة الشامية” فيما ألحقت القذائف المتبادلة بين الأطراف المتصارعة أضراراً جسيمة بمنازل وممتلكات الأهالي في منطقتي عفرين والباب.
ويشار إلى أن الاقتتال بين “أحرار الشام” و “الجبهة الشامية” اندلع أمس، إثر خلاف حول انشقاق إحدى المجموعات وعدم خضوعها لأحكام “لجنة الصلح” التي جرى تشكيلها لحل الخلاف.