تفاقم الأوضاع الإنسانية في مدينة الحسكة نتيجة انقطاع مياه الشرب
تزداد معاناة الأهالي القاطنين في مدينة الحسكة ومحيطها نتيجة استمرار انقطاع مياه الشرب عنهم لمدة قاربت 25 يوماً متواصلاً في ظل شبه توقف لمحطة مياه علوك عن الخدمة نتيجة التعديات التي يقوم بها مرتزقة الاحتلال التركي.
مأساة تتكرر منذ ثلاث سنوات
منذ أن وطأت أقدام المحتل التركي أرض مدينة رأس العين السورية في الشمال الغربي لمدينة الحسكة عام 2019 ومن ثم نشر قطعان المرتزقة في المدينة وريفها حتى أصبحت مسألة تأمين المياه في مدينة الحسكة مشكلة تتكرر من حين لآخر لاسيما أن محطة علوك التي تقع في الريف الشرقي للمدينة المحتلة هي مصدر المياه الوحيد لمدينة الحسكة.
أسباب خروج محطة علوك عن الخدمة
تعزو مصادر أهلية في ريف مدينة رأس العين أسباب توقف محطة علوك وعدم وصول مياهها إلى خزانات الحمة التي منها يتم ضخ المياه إلى مدينة الحسكة إلى قيام قطعان المرتزقة الذين استوطنوا أراضي العوائل التي تم تهجيرها وقاموا بزراعتها بكسر خطوط نقل المياه الخارجة من محطة علوك بهدف سقاية الأراضي الزراعية المنتشرة في ريف مدينة رأس العين والتي تزرع بمحاصيل الخضار والقطن.
وتضيف المصادر أن المجاميع الإرهابية تقوم كذلك بالتعدي على الخطوط الكهربائية الخارجة من محطة كهرباء الدرباسية لتغذية محطة مياه علوك من أجل تشغيل المحركات الزراعية الخاصة بسقايات المزروعات، إضافة إلى تأمين الكهرباء الخاصة بنقاطهم العسكرية والمدنية وبأن التحميل الكهربائي الزائد على الخطوط المذكورة يؤدي إلى فصلها باستمرار ما يؤدي إلى توقف تشغيل محطة علوك.
جهود حكومية وأهلية للتخفيف من آثار الأزمة
المؤسسة العامة للمياه سعت إلى توفير جزء من احتياجات الأهالي من مياه الشرب عبر تشغيل محطات التحلية وتسيير صهاريج لنقل المياه إلى أهالي مركز المدينة.
وبين مدير مؤسسة المياه المهندس محمود العكلة أن المؤسسة وضعت 13 محطة تحلية منتشرة ضمن مدينة الحسكة بالخدمة لإنتاج جزء من احتياجات الأهالي لمياه الشرب، يضاف إليها إطلاق مبادرات بالتعاون مع مجلس مدينة الحسكة وعدد من الهيئات الدينية والجمعيات الخيرية لتسيير عدد من الصهاريج التي تنقل المياه الصالحة للشرب إلى منازل المواطنين.
جهود روسية لإزالة التعديات على مشروع علوك
يسعى الأصدقاء الروس المتواجدون في محافظة الحسكة لممارسة دورهم للتنسيق مع الاحتلال التركي لإزالة التعديات التي تحدث من وقت لآخر على مشروع علوك وقد نجحت جهودهم في أوقات سابقة لإزالة التعديات الموجودة على مشروع المياه وهم حالياً يبذلون نفس المسعى في إطار عودة تشغيل محطة علوك مجدداً.
تكاليف مالية إضافية ومياه صهاريج غير مضمونة
في ظل طول مدة انقطاع المياه القادمة من محطة علوك لم يجد الأهالي بداً من الاعتماد على المياه التي يتم نقلها عبر الصهاريج الخاصة التي اشتغلت الحاجة لبيع هذه المياه بأسعار مترفعة تختلف من منطقة لأخرى.
الأهالي اشتكوا من تحكم أصحاب الصهاريج الخاصة بأسعار مبيع المياه في ظل انعدام الرقابة تجاههم حيث تباع كمية 5 براميل مياه بسعر يتراوح بين 10 إلى 15 ألف ليرة سورية، كما أن المياه التي تتم تعبئتها غير معروفة المصدر وتعبأ من مناهل وآبار محفورة في محيط مدينة الحسكة.
دعاوي للبحث عن حلول بديلة
الأهالي دعوا وزارة الموارد المائية والمديريات والمؤسسات المختصة في محافظة الحسكة للبحث عن مشروع مياه بديل عن مشروع علوك، وإنهاء معاناة مليون مواطن في مدينة الحسكة ومحيطها من عدم توفر مياه الشرب لاسيما أن الحلول البديلة التي تقدم حاليا غير كافية ولا تلبي حاجة 5 بالمئة من الأهالي.
الحسكة – كليك نيوز
اقرأ أيضًا: ثلاث سنوات وأزمة مياه الشرب في الحسكة دون حل