العراق يهدي سورية “60 ألف” طن فيول لتوليد الكهرباء.. لماذا لم يتحسن واقع التقنين؟
أعلنت مجلس الوزراء العراقي، عن تقديم 60000 طن من منتج زيت الوقود العالي محتوى الكبريت لوزارة النفط السورية، وهو ما يقصد به “مادة الفيول” التي تستخدم في مراجل ومحطات توليد الكهرباء.
وقال المجلس في بيان له، “إن ذلك يأتي في إطار مواصلة العراق تقديم الدعم لسورية ومساعدتها في تجاوز آثار الزلزال المدمر”.
مشيراً إلى أن “الكميات ستُحمّل من منطقة المخطاف في المياه الإقليمية العراقية، من الجانب السوري، أو من يخوله بذلك، على أن تتم تسوية مبالغ الكمية آنفاً بعد تجهيزها بين وزارتي “النفط والمالية” ضمن المستحقات المالية بين الوزارتين.
في السياق، بيّن مدير في وزارة الكهرباء، لصحيفة “الوطن” المحلية، أنه “لم يتم تسليم وزارة الكهرباء بشكل مباشر أي كمية لأن الحالة الطبيعية أن يتم تسليم هذه الكمية لوزارة النفط وهي من يقوم بتوزيعها في حال وصلت وتخصيص الكهرباء بكميات منها أو بكامل الكمية.”
وأوضح أن “نسبة توريدات مادة الفيول ارتفعت خلال الأيام الأخيرة بحدود 3 آلاف طن، حيث وصل معدل التوريد اليومي لـ 7 آلاف طن يومياً”.
مشيراً إلى أنه من “المتوقع أن يرتفع أكثر من ذلك، ومرجحاً أن تكون هذه الزيادة في كميات الفيول سببها حدوث توفر كميات إضافية لدى وزارة النفط، وربما تكون هي الكميات التي صرحت عنها صفحة رئاسة مجلس الوزراء العراقي”.
وبين المدير الذي رفض الكشف عن اسمه، “أن توفر نحو 60 ألف طن إضافية من مادة الفيول يستطيع تشغيل محطة توليد الزارة بحماة لمدة 20 يوماً، حيث تحتاج هذه المحطة يومياً لنحو 2800 طن لتتمكن من إنتاج وتوليد نحو 540 ميغا واط.”
وأوضح أن “توريدات الغاز حالياً بحدود 6.7 ملايين متر مكعب يومياً، في حين متوسط حجم توليد الطاقة الكهربائية اليومي بحدود ألفي ميغا واط”.
مشيراً إلى أنه في “حال تم تأمين مادة الغاز، فالوزارة قادرة على توليد حتى 4500 ميغا واط وهو ما يعادل 60 بالمئة من حاجة البلد كهربائياً.”
وقدّر المدير، “أنه في حال الوصول إلى مرحلة التشغيل الكامل لمجموعات التوليد العاملة حالياً نصل لبرامج تقنين نحو 4.5 ساعات كهرباء مقابل 1.5 ساعة قطع في مختلف المحافظات والمناطق السورية.”
ولفت إلى أن” الطاقة الإنتاجية الحالية لا تتجاوز 50 بالمئة من الطاقة التشغيلية المتاحة لمجموعات التوليد العاملة، وتقدير لإجمالي الاحتياجات حتى نصل لمعدلات تقنين شبه صفرية بحدود 7 آلاف ميغا واط هو تقدير أولي اعتماداً على المقارنة مع كميات الإنتاج قبل الحرب على سورية التي كانت بحدود 9 آلاف ميغا واط، مع مراعاة أن الكثير من الاحتياجات الصناعية والتجارية وحتى المنزلية لم يعد كما كان عليه قبل عام 2011.”
يذكر أن وزارة الكهرباء عانت ولا تزال من شح ونقص كبير في توريدات الفيول وهو ما دفع لفصل بعض مجموعات التوليد، الأمر الذي انعكس على واقع تقنين الكهرباء والذي وصل حدّ العتمة في كثير من الأحيان، فهل تسهم هذه الكميّات بتحسين واقع التقنين في سورية خلال الأيام المقبلة؟.
في السياق، كان الرئيس بشار الأسد، استقبل فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق، والذي أكّد أنّ بلاده ستبقى تساند وتدعم جهود الحكومة السورية بكلّ إمكانياتها للتخفيف من تداعيات الزلزال على السوريين.
كما تلقى الرئيس الأسد اتصالاً هاتفياً من الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أعربا فيهما عن تضامن العراق مع سوري في تقديم العون والمساعدة لدعم جهود الحكومة السورية في عمليات إغاثة أهالي المناطق المتضررة.
وأرسل العراق بعد وقوع كارثة الزلزال 11 طائرة، وصهاريج نفط، وفرق إنقاذ إلى المناطق المتضررة، وأعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، فتح بلاده جسراً جوياً مع سورية لإرسال المساعدات الإغاثية العاجلة، التي تتضمن موادَّ طبية طارئة، وإسعافات أولية، ومستلزمات للإيواء والإغاثة، وكميات من الدواء والوقود.
كما دعا رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، إلى عودة سورية إلى محيطها العربي في المؤتمر الخامس للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية، مؤكداً أن يكون هناك دور عربي واضح، وأن تتبنى القيادة العربية والدول العربية في المستويات كافة عودة سورية إلى محيطها العربي، وممارسة دورها العربي والإقليمي والدولي ممارسة فاعلة وواضحة.
اقرأ أيضاً: تعميم بإعادة تفعيل الخط البري بين سورية والعراق