“الطويل منه يبلغ 5 مليون”.. الحاجة الماديّة تجبر الفتيات على بيع شعرهن
بدأت تنتشر مؤخراً ظاهرة “بيع الشعر” لدى بعض الفتيات، وخاصة من هنّ في مقتبل العمر، حيث يكون الشعر ما يزال طبيعياً وغير مصبوغ، وتعد هذه “الظاهرة” جديدة ولم تكن موجودة وربما كانت مستهجنة من قبل الجميع، لكن بسبب تزايد الفقر والحاجة، أصبح بيع الشعر أحد الحلول السهلة لدى النساء.
وكغيره من المواد والسلع ارتفعت أسعار الشعر بشكل كبير، الأمر الذي شجع الكثير من الفتيات على الإقدام على هذه الخطوة، لكن لكل شعر سعره، القصير والطويل، طبيعي أم مصبوغ، إلاّ أنه وحسب رأي الفتيات اللواتي بعن شعرهن، وجدن أنها طريقة جيدة وحل سهل لضائقتهن المادية، منوهن أن الشعر عبارة عن ” بضاعة مخلوفة” يتجدد وينمو من جديد.
حاجتهن للمال
بينت الفتاة “لارا” (17) عاماً خلال حديثها لـ كليك نيوز، أنها باعت شعرها منذ سنتين بمبلغ 70 ألف ليرة، وهو متوسط الطول وغير مصبوغ، منوهة إلى أنها أقدمت على ذلك بدافع الحاجة المادية، وأنها صغيرة السن، ومن المؤكد أن شعرها سوف ينمو ويطول من جديد.
بينما “رهف” أوضحت أنها باعت شعرها كموديل من سنة بمبلغ 100 ألف ليرة في أحد الصالونات، وكان أيضاً بسبب حاجتها للمال، بينما “ريم” ذات 20 عاماً، أوضحت أنها اضطرت لبيع شعرها من حوالي شهرين بسعر 3 مليون، حيث يمتاز بطوله اللافت ولونه الفاتح الجميل، منوهة أن الشعر ” بضاعة مخلوفة” تتجدد باستمرار.
بسعر 5 مليون ليرة
أما “جوليا” فتاة في الثلاثين من عمرها، أشارت إلى أنها تمتلك شعر طويل جداً يصل إلى أسفل قدميها تقريبا باعته بسعر 5 مليون ليرة، لكنها شعرت بالحزن الشديد وكأنها فقدت قطعة من قلبها، منوهة أنها لم تجد حلاً مناسباً إلا أن تبيع شعرها وهذا أفضل بكثير من أن تطلب حاجتها من أحد.
بينما “علياء” سيدة في عمر 48 كانت قد باعت شعرها بمليون ونصف بداية العام الدراسي من أجل أن تشتري مستلزمات أولادها المدرسية، حسب قولها.
حسب متطلبات العمل
(ع – م) صاحب أحد صالونات التجميل المشهورة في اللاذقية، وفضّل عدم ذكر اسمه الصريح، يقول لـ كليك نيوز، أنه في بعض الأحيان يشتري الشعر من السيدات لكن حسب متطلبات العمل، أكثر من يحتاجه هو الشعر الطبيعي غير المصبوغ، منوهاً أنه يتم أيضا بيع الشعر الطبيعي لمريضات السرطان بحيث يستخدمن باركوه بشكل يبدو أنه شعر طبيعي، لافتاً إلى أن السعر يكون حسب الطول، فالشعر فوق 60 سنة يباع بين 1.5 – 3 مليون حسب طبيعة ومواصفات كل شعر، والبعض منه يستخدم كموديلات في المناسبات والأفراح.
استخدامات عديدة
بدورها الكوافيرة “هيا أحمد” أكدت لـ كليك نيوز، أن لبيع الشعر استخدامات عديدة أهمها وصلات الشعر والتي لها أنواع، منها وصلات فردية حجمها صغير، حيث يتم وضعها لملأ فراغات الشعر وخاصة عند كبار السن.
اقرأ أيضاً: التصدير أدى إلى شح بالمواد في السوق المحلية.. مسؤول: أسعار الخضار والفواكه تفوق زيادة الرواتب
وأيضاً هناك وصلات وسطية تستخدم غالباً في شنيون السهرات لاستكمال موديل ومظهر الشعر، بالإضافة إلى وصلات كبيرة (طويلة أو كثيفة) لزيادة طول الشعر وكثافته، وكذلك باروكة الشعر تستخدم غالباً لمريضات السرطان أو لتغير المظهر والظهور بلوك جديد (ممثلين وفنانين)، لافتة إلى أنه طريقة الحصول على الشعر الطبيعي يكون عن طريق الترويج لأسعار مناسبة عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) بمنشور أسعار مغرية
شعر الأطفال مفضّل أكثر
وكشفت الماكييرة “أحمد” أن أفضل وأغلى أنواع وصلات الشعر هي شعر الاطفال حتى سن الـ 15 لأنه يكون شعر طبيعي غير معرّض لحرارة الأجهزة الكهربائية أو المواد الكيميائية (صبغات، كيراتين،..) يأتي بعده الشعر الطبيعي غير المصبوغ ومن ثم الشعر المصبوغ بألوان فاتحة.
وبينت أن صالونات التجميل وتصفيف الشعر تفضل الشعر الكثيف والطويل بالحد الأدنى يبلغ 60 سم بحيث يكون سعر الوصلة مليون وما فوق حسب خواص الشعر، بينما يبلغ سعر الوصلات الطويلة من الـ 70 – 100 سم من المليون ونصف الى 5 مليون حسب جودة الشعر، منوهة إلى أن شروط الصالونات في الشراء هو أن يقص الكوافيير بيده وفي صالونه لكي يشتريها عن ثقة، مضيفة أنه يوجد بكل المحافظات مركز خاص لحبك الشعر وتجهيزه وصلات لبيعه بسعر مضاعف وتأجيره، مثلاً الوصلة تؤجر بـ 200 الف سوري، علماً أنه كل يوم تزيد على المستأجر50 ألف الى حين الاسترجاع.
الشعر المنزوع لصناعة الرموش الطبيعية
ولفتت صاحبة صابون التجميل إلى أنه يمكن استخدام الشعر المنزوع (هرارات الشعر) لصنع رموش طبيعية ورموش يومية (للسهرات) أو رموش لجهاز الاكستنشن (رموش ثابتة) لمدة ٦ أشهر، أما بالنسبة للحواجب يمكن بمادة أخرى عن طريق وشم من خلال رسم الشعر لكن أسعارها خيالية.
ختاماً يمكن القول بأن الظروف المادية القاسية لأغلب السوريين فرضت عليهم ابتكار حلول فردية بهدف تدبير أمورهم حتى لو كانت هذه الحلول غريبة وغير مألوفة في مجتمعنا كموضوعنا حول بيع الشعر.
ميليا اسبر – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع