الزراعات المائية جودة في الإنتاج وكفاءة بالإستخدام
الزراعات المائية جودة في الإنتاج وكفاءة بالإستخدام
“تفكير، تخطيط، تنفيذ”، خطواتٌ عدَّة كانت كفيلة للنهوض بأبرز المشاريع الزراعية في مدينة “السويداء”، حملت معها نتائج قيِّمة وإنتاجاً وفيراً، فلم يعد غريباً على المزارع السوري تطبيق منهجية الزراعة المائية، بعد النجاح الملموس الذي حققه مشروع “وجيه أبو حسون”، بقدرته على توفير مستلزمات العائلة من الخضار المحلية من فضلات الأسماك.
فكرة لامعة
“كانت البدايات منذ سنتين ونصف تقريباً، بتجهيز حوض للسمك يتسع لأكثر من ألفي سمكة”، هكذا افتتح “وجيه أبو حسون” حديثه عن انطلاقة مشروعه، مبيناً استلهامه لفكرة العمل من استثمار حوض للسمك، واعتماده خطة عمل مدروسة بأرقام دقيقة، من قبل ابنته “مادلين أبو حسون” طالبة اقتصاد، والتي بدورها طوَّرت العمل، وساعدت على الاستمرار به، بالرغم من المعوقات وغلاء المواد، معبِّراً عن حبِّه وشغفه في إتمام العمل به.
في حين أثنت الدكتورة “علا النداف” أخصائية فيزيولوجيا نبات وزراعة أنسجة وعضو هيئة تدريسية في جامعة دمشق على قيمة العمل بهذه الزراعة من خلال تزويد المدن بكميات كافية ونوعية جيدة من المنتجات الزراعية، من خلال استغلال المساحات المتاحة بين الأبنية بشكل أمثل يناسب طبيعة المنطقة، شارحةً ما يميز هذا النوع عن غيره من الزراعات التقليدية باختصار الوقت، وزيادة كفاءة استخدام الماء، وضمان لجودة المنتج من حيث الكم والنوع، إضافةً لإمكانية زراعة أنواع عديدة من المحاصيل الخضرية ونباتات الزينة على مدار العام.
علاج فعال
يواجه هذا النوع من الزراعات الكثير من المشاكل الناجمة عن اعتماد الماء كمصدر أساسي للنمو، ومن خلال حديثنا مع المهندس “سمير محمد” وضَّح لنا العديد من النقاط التي تعيق الاستمرار بهذا المشروع قائلاً: “الزراعة المائية هي نوع جديد من الزراعات في بلادنا التي لم تلقَ الرواج اللازم، نظراً لتكاليف الإنتاج العالية وقلّة الخبرات، كما يحمل هذا النوع من الزراعات مساوئ عدَّة منها: ضرورة بقاء الماء في حركة دائمة وهذا مستحيل، لعدم توفر الكهرباء، وارتفاع كلفة البدائل”، مبيناً صعوبة اعتمادها كمشروع اقتصادي لجني أرباح عالية بقوله: “ان استعمال أسمدة معدنية مرتفعة الثمن يؤدي لاختفاء الربحية المتوقعة، لذا من المستحيل تحويله لمشروع تجاري مستدام، والإكتفاء به لتلبية الحاجات المنزلية”.
شركاء النجاح
شكَّلت أسرة أبو حسون ممثلةً بزوجته السيدة سامية عزام قاسماً مشتركاً لنجاح العمل والاستمرار به، والذي حقق الإكتفاء الذاتي بعدة أنواع “كالنعنع، الفريز، الفاصولياء، والخيار”، ولتفادي العجز في تأمين مكيِّفات أو بدائل تضبط الحرارة والبرودة، لجؤوا لزراعة نباتات لا تتأثر بمسألة الحرارة العالية أو البرودة الشديدة، وعن التطلعات المستقبلية للعمل حدثتنا “عزام” فقالت: “طموحنا أكبر بكثير، ولاشك أنه سيتحقق مع الزمن”، إلا أن لمشاركات البعض أمثال الدكتور “سعيد أبو حسون” دورٌ مهم في رفد المشروع بمبلغ مادي أثناء تأسيسه، فيما كانت لتوجيهات الدكتور “علاء الزاقوت” الفضل في الاستنارة بفكره وارشاداته، والذي انعكس بدوره على إنتاج المشروع من “الجزر والنعنع”، من خلال اختباره بالأسواق.
بارعة جمعة