الرابع من آب تاريخ لن يُنسى.. ذكرى مجازر ريف اللاذقية الشمالي
لن يمر تاريخ الرابع من آب مرور الكرام بالرغم من التعتيم الذي لفّه، ففجر ذلك اليوم عام ٢٠١٣ كان دامياً ومؤلماً وصراخ من عاشوه لن يحجبه صم الآذان عن السمع.
استيقظ أهالي قرى ريف اللاذقية الشمالي على هجوم إجرامي مباغت، غافَل غفوتهم الآمنة بأصوات رصاص وقذائف وتكبيرات (رب العالمين بريئ من نتائجها).
أخذ الإرهابيون التكفيريون يقومون بالقتل والتنكيل بالناس الآمنة بحجج طائفية (وهم المؤمنون بالله ورسوله وكتابه المقدس).
أناس ذنبهم الطبيعة الجغرافية التي فرضت عليهم مجاورتهم لتخوم الإرهابيين الذين استُقدموا من كل أصقاع المعمورة لهدم هذا البلد الأمين.
ما يزيد عن عشرة قرى بريف اللاذقية الشمالي بسكانها بوغتوا على حين غفلة بكل صنوف الأسلحة وأبشعها واستخدمت بحقهم كل وسائل التعذيب والتنكيل والقتل والذبح والخطف بما لا يمكن أن يتخيله عقل بشري.
أكثر من ٤٠٠ شهيد من النساء والأطفال والشيوخ والشباب قتلوا بطريقة وحشية مع مئات المختطفين الذين ما يزال مصير عدد كبير منهم مجهولاً حتى اللحظة.
قرى بالكامل هجّر من نجا من أهلها وباتت خالية، فقد هربوا وتاهوا بالبراري حفاة إلا من ملابسهم ونجا منهم من نجا ولكن لم تخل أسرة منهم من شهيد أو مختطف أو مفقود أو جريح.
عشرة أعوام على مجزرة ريف اللاذقية الشمالي وذكريات من عاصرها تبكيهم كل يوم، فمشاهد التعذيب والتنكيل وبقر البطون والتقطيع والخطف والحرق وآثار الدماء والدموع وأصوات الألم والاستغاثات لا يمكن أن تمحى، ومن نجا منهم ينتظر مصير من غُيّب علّ اللقاء والإفراج عنه قريب.
والأمل الأكبر أن تختفي تلك الذكريات الموجعة ولكن ما حدث محفور بعمق العمق ولن يُنسى، لن يُنسى.
اللاذقية – ميساء رزق
اقرأ أيضاً .. استشهاد شابين بانفجار لغم من مخلفات المسلحين بريف سلمية شرق حماة