الرئيس الأسد يتحدث عن كيفية لقاء أردوغان ويؤكّد: السعودية لم تتدخل في شؤون سورية الداخلية ولم تدعم أيّاً من الفصائل
الرئيس الأسد يتحدث عن كيفية لقاء أردوغان ويؤكّد: السعودية لم تتدخل في شؤون سورية الداخلية ولم تدعم أيّاً من الفصائل
أجرى الرئيس بشار الأسد إثر زيارته إلى موسكو، لقاءً مع وسائل إعلام روسية منها قناة “روسيا اليوم” ووكالة “سبوتنيك”، حيث تحدّث فيها عن نتائج الزيارة وآخر تطورات الوضع الخاص بسورية والعلاقات مع دول الجوار لا سيما السعودية وتركيا، كما تحدّث عن مواقف دمشق من قضايا المنطقة.
وأكد الرئيس بشار الأسد أن زيارته إلى موسكو ومحادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستمهد لمرحلة جديدة في العلاقات والتعاون بين البلدين، حيث تم الاتفاق على تنفيذ 40 مشروعاً استثمارياً محدداً في مجالات الطاقة والكهرباء والنفط، وفي مجال النقل، والإسكان، والمجالات الصناعية.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن” لقاءه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرتبط بالوصول إلى مرحلة تكون تركيا فيها جاهزة بشكل واضح وبدون أي التباس للخروج الكامل من الأراضي السورية، والتوقف عن دعم الإرهاب وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل بدء الحرب في سورية”.
وأضاف: “هذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن عندها أن يكون هناك لقاء بيني وبين أردوغان، عدا عن ذلك ما هي قيمة هذا اللقاء، ولماذا نقوم به إن لم يكن سيحقق نتائج نهائية بالنسبة للحرب في سورية؟”.
وعلّق الرئيس بشار الأسد، على تصريح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، بأن تواجد الجيش التركي في سورية ليس احتلالاً، متسائلاً: “إن لم يكن ذلك احتلالاً فماذا يكون.. هل يكون إستضافة؟”.
وأضاف الرئيس الأسد، “أنه لا يعرف على أي قانون تعتمد أنقرة في تصريحها بهذا الشأن”، قائلاً: “ربما لو عاد “وزير الدفاع التركي” لقوانين ما قبل قانون حمورابي فلن يجد شيئاً يساعده على هذا التعريف، إلا إذا كان يعتمد على القوانين الرومانية عندما كانت الدول تحدد حدودها بحسب قوتها العسكرية”
وتابع الرئيس الأسد: “إن وزير الدفاع التركي يقول ليس فقط نصف الحقيقة، بل عكس الحقيقة، وهو عسكري والعسكري يجب أن يتصف بالشجاعة، وكنت أتمنى أن تكون لديه الشجاعة ليقول هذه الحقيقة وهي أنه قبل الحرب من عام 2000 لم تكن أي مشكلة على الحدود وأن ما يحصل الآن من خلل أمني سببه سياسة “الرئيس التركي رجب طيب” أردوغان تحديداً، وحزب العدالة والتنمية الحاكم.”
وكشف الرئيس الأسد أن “المقترح التركي الأخير الذي تم طرحه خلال الاجتماع الرباعي على مستوى معاوني وزراء الخارجية، يجب ألا يكون هناك أي جدول أعمال وألا تكون هناك أي شروط مسبقة، وأن لا تكون هناك أي توقعات، موضحاً أن دمشق تصر على ضرورة وجود جدول أعمال للقاء وأهمها مناقشة الانسحاب التركي من سورية”.
وأكد الرئيس الأسد أنه “لا حقيقة لما يتم الترويج له حول أن سورية لا تذهب إلا بالحد الأقصى من الشروط، ولكن يوجد مطلب ثابت ووطني وليس سياسي وهو الانسحاب من الأراضي السورية”.
وفيما يخصّ العلاقات مع السعودية، قال الرئيس بشار الأسد، “إن السياسة السعودية اتخذت منحى مختلفا تجاه سورية منذ سنوات، ولم تتدخل في شؤون سورية الداخلية كما أنها لم تدعم أيّا من الفصائل”.
موضحا أن “سورية لم تعد ساحة صراع سعودي – إيراني مثلما كان الوضع في بعض المراحل ومن قبل بعض الجهات”.
وشدد على أن “عودة سورية إلى جامعة الدول العربية ليست الهدف بحد ذاته، الهدف هو العمل العربي المشترك”، وقال: “نحن لم نقطع يوماً العلاقات مع أية دولة عربية، الدول العربية هي التي قطعت العلاقات مع سورية ولا نعتقد أن قطع العلاقات كمبدأ أمر صحيح في السياسة، ومن الطبيعي أن نتواصل مع الجميع بما في ذلك مع الدول غير العربية التي قطعت علاقاتها مع سورية”.
كما انتقد الرئيس بشار الأسد، الدول الغربية، ووصف سياستها بالمنافقة، وأضاف أنها “مبنية على الكذب لمحاولة إظهار الوجه الإنساني المزيف.”
من جهة أخرى، قال الرئيس الأسد إن “التقديرات للحرب تفوق 400 مليار دولار، هذا رقم تقريبي وقد يكون أكبر، حيث أن بعض المناطق لا تزال خارج سيطرة الدولة السورية، أما الرقم المفترض للزلزال 50 مليار دولار، وهو رقم افتراضي أيضا، إذ أن إجراءات التقييم لم تنته بعد”.
ونفي الرئيس الأسد، أن تكون العقوبات قد رفعت عن دمشق لمساعدتها في مواجهة تداعيات الزلزال، وقال: “سمح لبعض المساعدات الإنسانية، بينما الاقتصاد بحاجة لسهولة وصول المواد المختلفة الأولية وغيرها الضرورية للحياة وهذا لم يتغير”.
وأشار إلى أن “سورية تمتلك جميع المقومات لإعادة الإعمار، لكن المشكلة أن هذه العملية أكثر صعوبة وأكثر كلفة، ورغم ذلك فإن عملية إعادة الإعمار تتم في بعض القطاعات، كالكهرباء”، مشدداً على أن سورية بحاجة فقط لرفع الحصار عنها.
وكان الرئيس بشار الأسد وصل مساء الثلاثاء إلى موسكو في زيارة رسمية أجرى خلالها محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.