الحياة تعود لـ “طباخات الدفش” بعد عقود على “موتها”
فرضت الظروف الاقتصادية التي تمر بها سورية نفسها على الكثير من القطاعات الحياتية، وفي مقدمتها المعاناة مع الانقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي وكذلك قلة الغاز المنزلي الذي كان سبباً في تأخر الرسائل على البطاقات الإلكترونية وباتت فترة استلام الرسالة تتراوح بين 90 يوما وحتى 120 يوماً.
وأمام هذا الواقع بدأ المواطن في دير الزور، كما باقي المحافظات السورية، يبحث عن حلول بديلة لتكون حاضرة داخل المنزل، وفي مقدمتها موضوع الطبخ، وبخاصة أن أسطوانة الغاز المنزلي لا تكفي لشهر واحد، ويبقى المواطن ينتظر فترة طويلة أخرى للحصول على أسطوانة بديلة، والحل الذي وصلت إليه الأسرة كان بعودة “ببور الكاز” أو ما يعرف “بطباخات الدفش” للحياة من جديد بعد أن تم نسيانها لسنوات طويلة.
إقبال على حركة الشراء
استطلع “كليك نيوز” خلال جولة على الأسواق في دير الزور، حركة البيع لهذا النوع من الطباخات من خلال عدد من المحال، ليجد أن هناك حركة إقبال كبيرة للشراء، سواء من أهل المدينة أو الريف، ما أدى لارتفاع سعرها، حيث وصل إلى مئة ألف ليرة سورية، وفي بعض المحال يصل إلى 150 ألف.
كذلك تم رفع سعر رأس الطباخ المصنوع من النحاس إلى 15 ألف ليرة، ورفع سعر ليتر “الكاز” إلى 3000 ليرة، وأحياناً 3500 ليرة، ومع ارتفاع سعر الكاز، وجد المواطن ضالته في مادة المازوت، وجاء المازوت الذي تم توزيعه للتدفئة 50 ليتراً لكل أسرة ليحل مكان الكاز، ويستخدم في عملية الطبخ، واستخدامات أخرى إن كان في تسخين الماء، أو الطبخ، أو إعداد الشاي والقهوة، وغيرها من الأمور.
“إبداعات خلقتها الحرب”
وبدأ انتشار هذا النوع من الطباخات حتى بتنا نشاهده في المطاعم والمقاهي وفي بعض الدوائر الرسمية، لأن الأمر لم يعد يرتبط بالأسرة، بل كذلك بمكان العمل ومن طرف الأسرة نرى أن بعضهم اتجه إلى إبداعات أخرى من خلال قلب طباخ الغاز الصغير، إلى طباخ كاز “دفش” كون لهذه الطباخات أنواع مختلفة وباتت هناك معامل تجهزها، ولكن يبقى لطباخ النحاس مكانته وحضوره، وبعض الأسرة ماتزال تقتنيه وبرغم السنوات الطويلة التي مرت على اندثار هذا النوع من الطباخات.
أسعار تثقل ظهر المواطن
تأخر رسائل الغاز المنزلي رفعت سعر الأسطوانة الفارغة “بدون غاز” إلى 200 ألف ليرة في دير الزور، فيما يتم بيع الغاز بمفرده بـ 50 ألف ليرة، حيث تصل الأسطوانة مع الغاز إلى 250 ألف ليرة، وهذا ما تم رصده في بعض المجموعات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بطرح الأسطوانة أو الغاز للبيع.
عودة العمل بمهنة طواها الزمن
عودة “طباخات الدفش” للحياة من جديد، أعاد كذلك محال تصليح “الطباخات” لنشاطها، وبتنا نشاهد محالاً كثيرة اختصت بالتصليح من خلال عملية التنظيف، أو اللحام، أو تغيير رأس الطباخ ولحمه، أو تغيير “الفالة”، وكذلك طرح مستلزمات هذا الطباخ أمام الأسرة.
يشار إلى أن بعض من تحدثنا معهم أوضح أن “طباخات الدفش” باتت من المستلزمات الأساسية للأسرة الديرية، على اعتبار أن أسطوانة الغاز المنزلي وكما هو معروف لا تكفي الأسرة كحد أقصى شهر واحد مهما قنّن في استخدامها.
مالك الجاسم – كليك نيوز
اقرأ أيضاً: عودة أكثر من 25 ألف عائلة لمنازلهم في دير الزور منذ بدء عملية التسوية