الحصرم فوائد صحية وبديل غذائي عن الليمون

الحصرم فوائد صحية وبديل غذائي عن الليمون

سهل التحضير ونسبة الهدر فيه قليلة، كما يمكن حفظه لمدة زمنية طويلة دون أن يتغير طعمه على خلاف عصير الليمون الحامض، الذي يحتاج لطريقة حفظ خاصة به، من هنا استمد الحصرم قيمته الغذائية والاقتصادية لدى الأسر السورية، التي لجأت للبدائل في كل شيء وصولاً لاستبدال عصير الحصرم بالليمون الذي لم يعد بمتناول اليد بعد ارتفاع سعره أضعافاً مضاعفة.

صناعة منزلية

إذا ما رغبت بصنع طبق من الفتوش أو التبولة فمن المؤكد ستحتاج للقليل من الحموضة التي ستضفي مذاقاً خاصاً للطبق، لذا لجأت ربة المنزل “يسرى محمود” إلى قطف ثمار حصرم العنب وانتقاء الحبات الجيدة منها، ووضعها على نار هادئة مع القليل من الماء، لتحضير شراب الحصرم الذي أصبح من أساسيات مطبخ “يسرى”، عدا عن كونه من الأصناف الداخلة في تركيب المؤونة السنوية لعائلتها، بعد ارتفاع سعر الليمون لما يقارب ٢٠٠٠ ليرة للحبة الواحدة.

البديل الحصري

وكما هي العادة، يبحث المواطن عن البدائل التي تقضي حاجته الضرورية لبعض الأصناف التي لم تعد تتناسب مع دخله المحدود جداً أمام بورصة الأسعار غير الثابتة حسب رواية الموظف “عبد الله الحسن” واصفاً ارتفاع سعر الليمون بالجنوني والذي بات من الفواكه الفاخرة على حد تعبيره، ليبقى الحصرم الملجأ الوحيد لـ “عبد الله” لاسيما وأنه يفي بالغرض من حيث نكهة الحموضة والفوائد الصحية.

كما لقدرة ربات المنزل على الاحتفاظ بالحصرم ضمن زجاجات جعل منه خياراً أفضل لدى المعلمة “ازدهار محروس”، بعد تجربتها الأولى والتي كانت خير دليل على نجاح هذا البديل بالنسبة لها.

منتج محلي

إلا أن ما يثير استغراب الكثير، امتلاء الأسواق بمنتج الليمون الذي يعد من المنتجات الأساسية في البلاد، واضطرار المواطن لاستبداله بشيء آخر، والذي أثار حفيظة المهندس الزراعي “محمد دعبول” واصفاً الأمر بالمخجل أمام امتلاء الأسواق بالخيرات المحلية وارتفاع سعرها غير المبرر وغير المفهوم بالنسبة للجميع.

إلا أن الأمر لم يكن ذاته لدى بائعي الخضار والفواكه، لنجدهم بموقف حيادي وسط صراع الحصرم والليمون، فالمفقود من السوق سيحضر بديله لامحالة برأي “طلال علي” بائع خضار، فالمواطن اعتاد الحصول على أي منتج يقضي حاجته دون النظر لمعطيات الأمر، فالبحث عن الأرخص والمتوفر هو الهدف الأساسي بالنسبة له.

كما أن لتوفر الحصرم بكميات كبيرة دوره في كسر أسعاره ضمن المحلات، والذي بدوره أتاح الفرصة لترويج هذا المنتج وأخذ دوره ضمن المائدة السورية برأي المزارع “سعد محمود”، فلكل منتج وقته وسوقه كغيره من الأصناف الأخرى، واصفاً كثرة الطلب على الحصرم بالمنقذ للفلاح، الذي كان مضطراً لدفع تكاليف كبيرة من أسمدة وأدوية وأجور عمال ومياه، عدا عن الاهتمام والرعاية لحين نضوجه وبيعه “عنباً”، وسط تحكم السماسرة بالأسواق.

بارعة جمعة