خدميمجتمعمحلي

التعارف والارتباط عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. أخصائية تتحدث عن سلبياته وإيجابياته

التعارف والارتباط عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. أخصائية تتحدث عن سلبياته وإيجابياته

 

ترفض “يارا” بشدة طريقة التعارف عبر وسائل التواصل الاجتماعي على صديق أو شريك، لأنها وفق قولها مشاعر معلبة، فضلاً عن كونها تفتقد للمصداقية إلى أن وقع معها المحظور، وفق ما تحدثت به لـ كليك نيوز.

وتضيف، بدأت القصة بتعليق على منشور لصديقها لتتطور العلاقة إلى حوارات عامة وعن أحوال الدراسة ثم اهتمام ومن ثم ارتباط وزواج، وتقول بالرغم من اختلاف البيئة فهو (مصري الجنسية) إلا أنه سيطر على كل تفكيري وهكذا بعد مرور سنة تماماً ارتبطنا رسمي رغم معارضة الأهل، وأثمر زواجنا عن ولدين وحياتنا جميلة جداً لتختم لم أكن أتصور أن نصيبي وقسمتي هكذا وعبر “الفيسبوك”.

بينما لـ “طارق” رأي مختلف، لأنه من وجهة نظره لا يعلم مدى صدق الفتاة والتزامها والصفات التي يريدها، مضيفاً أنه لا ينكر تشكل مشاعر الحب والفضول والاهتمام أي فعلاً يحدث أن تعشق روحاً لم تراها من قبل لكن لن أسمح لنفسي بالتورط في هكذا علاقات لينهي قوله في النهاية قسمة ونصيب!!.

اقرأ أيضاً: الشباب “يعاركون طواحين الهواء” والزواج خارج حساباتهم.. أصوات تطالب بإنشاء صناديق “القفص الذهبي”

حال “يارا” أو “طارق” هما حال شريحة الشباب بين مؤيد لفكرة هذا النوع من التعارف أو حتى الزواج، إلا أنه لا بد من أخذ العديد من الأمور بعين الاعتبار من اختلاف عادات أو بيئة وغير ذلك، ناهيك عن سلبياتها التي يحذر عنها أهل الاختصاص.

لها سلبياتها

إن التطورات والظروف التي فرضتها الحياة، كهجرة الشباب وظروف الحرب والفراغ، الأمر الذي أتاح لشريحة الشباب بالتعرف على بعضهم عبر وسائل أتاحت لهم الحديث بصراحة وحرية، وهي من إيجابيات هذا التعارف، إلا أنه له سلبياته أيضاً وفق وجهة نظر أهل الاختصاص، أي أنها قد تكون سطحية وغير عميقة وهذا عكس مفهوم الزواج، أو أنها قد تكون مزيفة ووهمية وهنا تكمن الخطورة الأكبر في الزواج، وله من يؤيد هذا النوع من الزيجات أو حتى الصداقات أو حتى من يقف ضدها.

وتؤكد الدكتورة “غالية أسعيد” من كلية التربية في جامعة دمشق لـ كليك نيوز، أنه من المؤكد والظاهر حالياً أن نسبة نجاح علاقات الزواج عبر مواقع التعارف ارتفعت مؤخراً، وأصبحت المجتمعات في السنوات الأخيرة أكثر تقبلاً لمسألة الزواج عبر مواقع التعارف.

ووفق “أسعيد” أن احدى الدراسات تقول، أن الارتباط عبر الانترنت يتيح لهم لغالبية الأشخاص إيجاد الشريك المناسب لهم بصورة أفضل، حيث أنهم يعرفون الكثير من المعلومات عن الأشخاص الراغبين في الارتباط بهم قبل الزواج بهم.

لاقى رواجاً كبيراً

وأضافت “أسعيد” أن هذا النوع من الزيجات لاقى روجاً كبيراً وانتشاراً واسعاً يتراوح ما بين الناجح والفاشل، وفي كلا الحالتين للزواج عبر الانترنت تأثيرات كبيرة نفسية واجتماعية مهمة جداً، حسب بعض الدراسات النفسية فإن الأزواج الذين يتعرّفون على بعضهم بعضاً عبر الإنترنت يتمتعون بشخصيات مختلفة وبدوافع قوية لإقامة علاقة زوجية ناجحة وطويلة الأمد.

وفي المقابل كان رأي المجتمع مختلف عن كثير من الدراسات، تبين “أسعيد” مثلاً يرى البعض أنّ الأشخاص الذين يلجؤون للزواج عبر مواقع التعارف هم أشخاص يائسون، ولا يمكنهم التعرّف إلى شركاء حياتهم بالصورة التقليدية وفي الحياة الواقعية.

اقرأ أيضاً: الارتباط عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض

وفي المقابل يرى البعض الآخر أن مواقع التعارف تمنح الناس الثقة والأمل في إيجاد شريك الحياة المناسب، لأنها تتيح لهم العديد من الخيارات، وحتى في حالة الفشل في تطوير العلاقة مع أحد الأشخاص يمكنهم البحث بصورة أفضل في المرّات القادمة والتعلّم من أخطائهم.

قد تكون بالغة الخطورة

وبينت “أسعيد” أنه من وجهة نظر علم النفس أن الزواج عبر الإنترنت وبرغم من جمال العلاقات التي قد نبدأها مع مجهولين على وسائل التّواصل الاجتماعي، لأنّها تشعرنا بالارتياح لأنّنا نتواصل مع أشخاص مجهولين فيمكننا أن نقول ما نفكّر فيه دون حساب، إلّا أنّها بالغة الخطورة لعدّة أسباب، منها أنها قد تكون سطحية وغير عميقة وهذا عكس مفهوم الزواج أو أنها قد تكون مزيفة ووهمية وهنا تكمن الخطورة الأكبر في الزواج.

وعما توصلت إليه الدراسات تؤكد “أسعيد” أن هذا النوع من العلاقات يفرض عبر الإنترنت نفسه بين فئات المجتمع بقوة وعليه صدرت الكثير من الإحصائيات، وبحسب إحدى الدراسات، فإن الزواج من خلال الإنترنت، يقلل فرص الانفصال، وتقول دراسة أخرى أن أكثر من 17 في المئة من الزيجات تبدأ من خلال التعارف على الإنترنت، وأن 1 من بين كل 6 زيجات تتم عبر الإنترنت، ومن غير المرجح أن تنتهي الزيجات عبر الإنترنت بالطلاق خلال السنة الأولى.

بادية الونوس – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى