التطور التكنولوجي يرخي بظلاله على مهنة الساعاتي في حماة
التطور التكنولوجي يرخي بظلاله على مهنة الساعاتي في حماة
أرخى التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم بظلاله على مهنة الساعاتي بشكل خاص، حيث أن معظم الناس تَخلّو بشكل أو بآخر عن الساعة، على اعتبار أن هاتفهم النقال يزودهم بالوقت متى نظروا إليه.
الساعاتي موجود ولكن!
“منذر الجاجة” أحد أهم الساعاتيين القدامى في مدينة حماة، حيث ورث أولاده المهنة عنه والذين أوضحوا لـ ” كليك نيوز ” أن “مهنة الساعاتي مازالت موجودة لكنها تأثرت كثيرا بعد انتشار الجوال”.
وأضافوا “بقيت هناك بعض شرائح الشباب التي ترغب باقتناء الساعة كمظهر خارجي وللتباهي بشكلها، كما أن بعض المهن يضطر صاحبها لاقتناء ساعة اليد بسبب مهنته (دهان – صواج – حداد – نجار) حيث معرفة الوقت هنا غير ممكنة دائماً عن طريق الهاتف النقال.
ساعاتي آخر لفت خلال حديثه لـ “كليك نيوز” أن عملية صيانة الساعات باتت محدودة جداً، فميكانيك الساعة الذي كان يؤجله الساعاتي ليومين أو أكثر لكثرة الصيانة، أصبح قطعة واحدة جديدة يتم تركيبها لينتهي الأمر خلال دقائق قليلة، إضافة إلى أن أغلب عمليات الصيانة تقتصر على تركيب بلورة أو تبديل الجلد أو الكستك كما هو متعارف عليه”.
الرائج هو الساعات التجارية
أشار أحد أصحاب محال الساعات إلى أنه لم يبق إلا 5% من الساعات السويسرية الغالية الثمن والتي يعجزون عن شرائها، أما النسبة الكثيرة والأكثر مبيعاً فهي الساعات الصينية التي تجذب الكثيرين لأشكالها المتنوعة ورخص ثمنها.
الساعة كانت جزءاً من مهر العروس في حماة
تحدث المهندس “مسلم صليعي”، أحد أبناء أهم مؤسسي تجارة الساعات وباني أبراج ساعات في حماة والرقة طرطوس وصحنايا وغيرها لـ ” كيك نيوز” قائلا “بدأت مهنة الساعاتي في حماة منذ ١٩١٨ عن طريق شخصين هما (ليون الأرمني والشيخ محمد صليعي)”.
وأضاف “صليعي” “في ذلك الوقت كانت تباع الساعات الذهبية فقط، وتقتصر على الأثرياء، ثم ظهرت أسماء صناعها من آل صليعي والهبرة والجاجة ليبدأ عصر ساعات الربط، ثم ساعات الاوتوماتيك بين عامي ١٩٦٠ و١٩٧٠ حيث كانت الساعة جزءاً من مهر العروس من منتصف الخمسينات.”
ولفت “صليعي” إلى أنه في نهاية السبعينات انتشرت محال متنوعة بعضها يبيع ساعات ثمينة والآخر شعبية، ثم تلاها الساعات الرقمية، ثم الكوارتز وهي مزيج من الميكانيك والالكترون.
أشياء أخرى تدخل محال الساعات بغية كسب العيش
أشار المتحدث المهندس “مسلم صليعي” إلى أن مهنة تجارة الساعات انخفض دخلها في كثير من المحلات، حتى أن العاملين فيها بدأوا يعرضون الاكسسوارات والقداحات والنظارات والعطورات، فالساعة الجيدة تكلف مليون ليرة، وبالتالي فإن مقتنيها قلائل، ولذلك تعرض في محال عددها محدود للغاية، مع وجود قليلون يبحثون أو يقتنون الساعات الثمينة أو يحبون الاحتفاظ بها.
يشار إلى أن محال الساعات في حماة تتوزع بأحياء المرابط والحاضر وغيرها بأعداد قليلة جراء العزوف عن شرائها، في ظل الأزمة المعيشية التي يعيشها المواطن على امتداد البقاع السورية.
أيمن الفاعل – كليك نيوز
اقرأ أيضاً: “المشغل الخيري السوري”.. مشروع لتعليم الفنون التشكيلية والمهن اليدوية مجاناً في حمص