البالة في اللاذقية.. أسعار تضاهي سوق الألبسة الجديدة
تنتشر محلات البالة في اللاذقية بعدة أماكن كالسوق المقبي القديم والذي يعد السوق الأساسي للألبسة المستعملة، بالإضافة لمحلات الزراعة والمشروع السابع.
وعادةً ما يقصد “سوق البالة” أصحاب الدخل المحدود في مواسم الصيف والشتاء والأعياد، نظراً لتناسب أسعارها مع دخلهم، فيما يقصدها الاغنياء بحثاً فيها عن الماركات.
في سوق البالة نوعين من الزبائن، نوع يتردد إلى “البالة” ويتفحص ويدقق في الألبسة القديمة للتأكد من جودتها، ونوع ثاني “ميسوري الحال” الذين تصلهم نوعية خاصة من الملابس إلى منازلهم.
يقول عفيف لـ “كليك نيوز” كنت أشتري معظم ملابسي من البالة وكانت عملية شراء الملابس من “البالة” هواية بالنسبة لي.
أتردد فيها إلى البالة كل يوم سبت أتبضع منها لرخص ثمنها، ولكني منذ حوالي السنتين، أصبح تبضعي منها مرتين في السنة في أول الصيف، وأول الشتاء، والسبب في ذلك قفزات الأسعار فيها.
أما “أم علي” التي لا تجد حرجاً في الشراء من البالة فهي مولعة في اقتناء ملابسها منها وتضيف، يكفي أن مصدر الألبسة أوروبي، لا تتلف بسرعة على عكس الملابس الجديدة التي نشتريها والتي تبلى بسرعة بالرغم من ارتفاع ثمنها.
بينما تقول “أم أحمد” وهي أم لولدين، إن شراء الألبسة من محلات بيع الألبسة الجاهزة، يكلف مبالغ كبيرة لا أستطيع تحملها ولو حتى كساء ولد واحد فقط، لذلك كنت أتوجه لمحلات البالة لأشتري كل ما أحتاجه أنا وعائلتي من الألبسة، فهي وإن ارتفعت أسعارها كثيراً، إلا أنها تبقى أرحم من الألبسة الجديدة، ولكن اليوم حتى “البالة” أصبح الشراء منها يحسب له حساب
أما “أبو ديب” يقول في السابق كانت الألبسة المستعملة كسوة الفقراء، أمام الإرتفاع الكاوي لأسعار الألبسة الجديدة وعدم قدرة أصحاب الدخل المحدود على الشراء، حيث كانوا يلجؤون للبالة لتلبية احتياجاتهم.
ولكن اليوم في ظل موجة الغلاء حتى “البالة” تحولت إلى حلم بالنسبة للكثيرين بسبب ارتفاع أسعارها بشكل كبير في الفترة الأخيرة مقارنة بما كانت عليه.
ليست كل البضاعة مستعملة
يقول أحد الباعة لـ “كليك نيوز”، ليست البالة بكاملها بضاعة مستعملة أو ملبوسه كما هو شائع على العكس، إن أغلبها بضاعة جديدة ولكن فيها عذر في التصنيع.
وعن الأسعار يضيف، سعر الجاكيت شتوي يبدأ بحوالي 50 ألف ليرة والكنزة تتراوح بين 15 و25 ألف بحسب نظافتها، أما بنطال الجينز المستعمل فإن سعره بين 2500 و35000 ليرة.
مرجعاً ارتفاع سعر الألبسة المستعملة بسبب الغلاء العالمي وآلية التسعير، حيث يتم تسعيرها بحسب جودتها، وتأتي البالة إلى المحلات (شوالات ورصات) وتضاف عليها أجرة التوصيل، والتي تكون مرتفعة جداً.
ليبقى السؤال، هل مازال سوق البالة “مول الفقراء”؟ أم أنه هو الآخر اجتاحه إعصار الأسعار المرتفعة.
زياد علي سعيد – كليك نيوز
اقرأ أيضًا: اللاذقية جارة البحر تأكل السمك أخيراً! إلى متى؟