الاضطرابات النفسية.. غياب للإحصائيات وحضور متزايد للأسباب!!
الاضطرابات النفسية.. غياب للإحصائيات وحضور متزايد للأسباب!!
على الرغم من مشاهداتنا للكثير من حالات الاكتئاب والقلق واضطراب الشدة، إضافة لمحاولات الإدمان والانتحار، واضطراب الشدة ما بعد الرض.
إلا أنه لا يمكن لأي مختص أو طبيب نفسي أن يدعي توفر إحصائيات رسمية عن الاضطرابات النفسية، لأن الجهات المعنية ليست مهتمة في الوقت الحالي بإجراء تلك الإحصائيات لوجود أمور أهم، على ما يبدو، وفق ما بيّن د. ثائر حيدر أستاذ الطب النفسي في كلية الطب البشري، جامعة دمشق، رئيس الشعبة النفسية في مستشفى المواساة الجامعي.
ولفت حيدر إلى التأثيرات السلبية الكبيرة للأزمة التي حدثت في مجتمعنا، وما سببته من ارتفاع “عوامل خطورة” الإصابة بالاضطرابات النفسية، والمقصود هنا، بعوامل الخطورة، الأسباب التي تساهم بظهور الاضطرابات النفسية كغياب الأب أو الأخ الكبير، سواء بسبب الموت أو الهجرة.
إضافة لوجود أكثر من فرد وعائلة في مكان ومنزل واحد، ما أدى لحدوث حالات كثيرة من الاكتئاب ومحاولات الانتحار، والاضطرابات الجنسية بأشكالها كـ “التحرش الجنسي والاعتداء ومحاولات الاغتصاب أو المثلية الجنسية، خاصة مع غياب القدوة”، مع ما لذلك من تأثير بجعل الطفل أو المراهق عرضة للإصابة ببعض الاضطرابات الجنسية أو النفسية.
ولاحظ د. حيدر ارتفاع حالات الإدمان بين الأطفال والمراهقين بكل أنواعها (مخدرات ومهدئات، وغيرها من المنبهات والمهلوسات)، والأسباب كثيرة.
إنما الجزء الأهم هو غياب الرقابة، وكثرة عدد أفراد العائلة، وعدم قدرة الأهل على متابعة سلوك الطفل ومراقبة تصرفاته، ليكون هذا السبب أحد أهم عوامل خطر حدوث الإدمان.
إضافة إلى الفقر الذي يعتبر عامل خطورة أساسياً لما يسببه من اضطرابات نفسية كالاكتئاب والقلق، وما قد ينتج عنه من انتشار التصرفات اللاأخلاقية من أجل الحصول على المال، ما يؤدي لحصول اضطرابات في الشخصية مستقبلاً عند الجنسين.
اضطراب آخر مهم جداً تمت ملاحظة، وهو ازدياد نسب الإصابة بـ “اضطراب الشدة ما بعد الرض”، ليبقى الأشخاص الذين تعرّضوا لرضوض وحوادث صادمة كمحاولات قتل أو خطف وتعذيب على أيدي الجماعات الإرهابية عرضة للإصابة بهذا المرض أو المتلازمة التي تترافق بذكريات عن الحادث الراض أو الصادم.
حيث يعيش الشخص الأحداث وكأنها تجري أمامه، ما يؤثر على حالته النفسية ودراسته ونومه بكل تفاصيلها بسبب استذكار تلك اللحظات التي مرت عليه أو على أحد أفراد عائلته.
وحسب آخر إحصائية لمنظمة الصحة العالمية فإنه بحلول عام 2025 سيكون “الاكتئاب” ثاني أكثر مسبب للإعاقة حول العالم، ومن هنا نستنتج أهمية الاهتمام والالتفات للاضطرابات النفسية لما لها من تأثير كبير جداً على صحة مجتمعنا.
البعث
أقرأ أيضاً: قراءة الفنجان ظاهرة تسلب العقول والجيوب وترمي صاحبها بحبال الأمل