الأطفال وكبار السن الأكثر تضرراً.. آثار ارتفاع درجات الحرارة على الصحة
الأطفال وكبار السن الأكثر تضرراً.. آثار ارتفاع درجات الحرارة على الصحة
ترتفع درجات الحرارة في فصل الصيف، إلى مستويات قد تضر بصحة الإنسان وتسبب أمراضاً خطيرة في بعض الحالات، كما تؤثر حرارة الطقس المرتفعة، سلباً على الحالة النفسية للبشر، وتدفع للشعور بالعصبية والغضب أحياناً.
وأكدت الاختصاصية في التربية والإرشاد الأسري الدكتورة “مريم الحاج عثمان”، أن أهم المشاكل الصحية الشائعة خلال فصل الصيف موجات الحر، التي تؤثر في الجسم بأكمله، وعلى الدماغ والوظائف العصبية والحيوية خاصة.
وأشارت “عثمان” إلى أن حرارة الجسم بحالته الطبيعية وسطياً يجب أن تكون 37 درجة مئوية، مشيرة إلى أن المسؤول عن تكييف حرارة الجسم، هو جزء من الدماغ يسمى “الميهاد”، وظيفته تكييف حرارة الجسم حسب الظروف الجوية.
ففي البرودة تعدل حرارة الجسم عن طريق تقلص العضلات وارتعاشها، بينما تعدل الحرارة إذا كان الجو حاراً جداً بتوسع الأوعية الدموية، فيتعرق الجسم حتى تتبخر الحرارة الداخلية، ما يؤدي لخلل في التبريد.
وأشارت الدكتورة، إلى أنّ لموجات الحر تأثيرها الخاص في الأطفال وكبار السن، حيث إنّ الأطفال دون سن الخامسة لديهم حساسية أكثر من البالغين تجاه الحرارة، لأن أجسامهم لا تزال في مرحلة النمو والتطور، ونظامهم الحراري لا يعمل بفاعلية كاملة، وحركتهم المستمرة تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بحالات الإجهاد الحراري، لأنهم يحتاجون إلى كميات أكبر من المياه والسوائل للحفاظ على توازن السوائل في جسمهم.
اقرأ أيضاً: موجة الحر مستمرة حتى الاثنين.. صيف 2023 قد يكون الأكثر حرارة تاريخياً
وأضافت الأخصائية إضافة إلى ذلك، فالأطفال أكثر عرضة للإصابة بالتعرق الزائد، وفقدان السوائل والأملاح المهمة، ما يزيد من احتمالية الإصابة بالإجهاد الحراري أو الإنهاك الحراري، وكذلك الأمر عند كبار السن من عمر60-65، فأجسامهم أيضاً لا تتكيف بسهولة مع درجات الحرارة المرتفعة لأنّها تكون ضعيفة.
بدوره، قال الدكتور “سامي حيدرة”، اختصاصي أمراض داخلية، إن موجات الحر تؤدي لاضطراب الدورة الدموية، صداع، دوخة، غثيان، قيء، إسهال، زيادة التعرق، صعوبة النوم، التنفس السريع، زيادة في الضربات القلبية، وبالتالي خفض مستوى السوائل والأملاح في الجسم، ومن ثم الجفاف والإصابة بالإجهاد الحراري، كما أنّ الحرارة تتسبب بتلف الخلايا العصبية، وتؤثر في الذاكرة والانتباه والتركيز.
وأضاف الدكتور لصحيفة “تشرين” كما تتسبب موجات الحر بزيادة مستويات الهرمونات الإجهادية في الجسم، مثل الكورتيزون، مبيّناً أنه في حال الشعور بأي أعراض غير طبيعية، يجب استشارة الطبيب على الفور، مشيراً إلى أن أجسام الأطفال تقاوم في الحالات العادية مدة 24 ساعة، أما البالغون فتقاوم أجسامهم مدة 48 ساعة.
وللوقاية من موجات الحر، دعا الطبيب “حيدرة”، للبقاء في أماكن مكيفة وباردة قدر الإمكان، وارتداء الملابس الخفيفة والفضفاضة، وعدم ارتداء أكثر من طاق وخاصة الأطفال، للسماح للحرارة بالتبخر والخروج من الجسم، وتجنب الحرارة خلال الذروة من الساعة 12وحتى 4 في فترات النهار، والبقاء في المناطق المظللة أو تحت الظلال.
كما دعا الطبيب إلى تناول الكميات الكافية من الماء والسوائل الأخرى لمنع الجفاف، وتقليل الأنشطة البدنية الشاقة في فترات النهار الحارة، والتي تؤدي للإجهاد، واستخدام المراوح والمكيفات الهوائية للتبريد.
ودعا الطبيب “حيدرة” أيضاً، إلى العناية بالبشرة والترطيب بشكل جيد لتفادي الإصابة بحروق الشمس وتشققات الجلد، والاهتمام بالأطفال وحمايتهم من التعرض للحرارة المرتفعة، وتوافر كميات كافية من السوائل والمياه لهم.
وأشار إلى وجود بعض الأطعمة والمشروبات التي تساعد على تخفيف تأثير موجات الحر، الفواكه والخضراوات الطازجة، والشاي البارد والمشروبات الرياضية التي تحتوي على الأملاح المهمة، والأطعمة الخفيفة.
من جهة أخرى، فالشيء الواجب ذكره، أنه وبينما تتعرض البلاد في هذه الأيام لموجة حر شديد وغير مسبوق، فمن المهم الانتباه أيضاً لعدم ترك أسطوانات الغاز والشواحن والمعقمات والولاعات في المركبات، لأنها قد تتسبب باشتعال الحرائق.
كما أن ارتفاع درجات حرارة الجو قد يعرّض الطعام للفساد، ويسبب تسمم الأغذية سواء المحضرة في المنزل أو المطاعم أو الأغذية التي يتم نقلها.
وكان رئيس مركز التنبؤ بالأرصاد الجوية شادي جاويش، أوضح لـ “أثر برس”، أن درجات الحرارة ستبقى مرتفعة خلال الفترة المقبلة، مضيفاً، يوجد موجات حر أخرى وتكون أعلى حرارةً، ومن المتوقع أن تتأثر البلاد بموجة ثانية في الأسبوع القادم.
وكشف جاويش أن درجات الحرارة ستكون الأعلى هذا الصيف وفي السنوات القادمة على كوكب الأرض، بسبب ظاهرة “النينو”، الممثلة بارتفاع حرارة المحيط الهادي، مبيناً أنها بدأت منذ الشهر الماضي ومستمرة لنهاية العام القادم.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع
