اشتباكات ريف حلب تعود.. تدخل تركي يجمّد الاقتتال
اشتباكات ريف حلب تعود.. تدخل تركي يجمّد الاقتتال
عادت الاشتباكات وحالة التوتر الأمني إلى مدن وبلدات في ريف حلب الشمالي، بعد مرور يومين على إبرام اتفاق أنهى الاقتتال بين فصائل أنقرة و “هيئة تحرير الشام” عقب اشتباكات استمرت خمسة أيام.
الاشتباكات دارت مساء أمس بين ما يسمى “الفيلق الثالث” و”تحرير الشام” وتركّزت عند جبل ترندة جنوب شرقي مدينة عفرين، وسط قصفٍ متبادل بالرشاشات الثقيلة بين الطرفين.
وأفادت مصادر محلية، بوصول تعزيزات لـ “الفيلق” تضم دبابات ومدرّعات من منطقة اعزاز باتجاه قرية كفرجنة شمال شرقي عفرين، إضافةً إلى تعزيزات وصلت إلى جبل ترندة المجاور لمدينة عفرين.
وتزامناً مع الاشتباكات، تظاهر مئات المحتجين في اعزاز، وقطعوا الطريق المؤدّي إلى منطقة عفرين، احتجاجاً على محاولات “تحرير الشام” بإدخال أرتالها إلى اعزاز.
وبحسب مصادر محلية، فإن “تحرير الشام” تذرعت بعدم التزام “الجبهة الشامية” بتطبيق بنود الاتفاق السابق المبرم بينهما، متهمة إياها بتأجيج الشارع في مدينة أعزاز ضد دخول رتل “تحرير الشام” إلى المدينة والمرور عبرها نحو مدينتي الباب وجرابلس، للمشاركة مع باقي فصائل أنقرة في إدارة العمليات الأمنية هناك.
وبعد إعلانها نقض الاتفاق، تقدمت “تحرير الشام” نحو بلدة كفر جنة وبسطت سيطرتها عليها وعلى التلال الحاكمة في محيطها، وهذا أدى إلى مقتل وإصابة نحو 30 مسلحاً من كلا الطرفين، إذ كان من بين المصابين “عصام البويضاني” متزعم ما يسمى “جيش الإسلام” المتحالف مع “الجبهة الشامية”.
ومع احتلال “تحرير الشام” للبلدة واقترابها بشكل أكبر من منطقة أعزاز، تدخلت القوات التركية عبر عدد من ضباطها رفيعي المستوى، وعقدوا اجتماعاً موسعاً مع قياديي الطرفين في قاعدة “المشفى الوطني” في محيط مدينة أعزاز.
حيث تخلل الاجتماع فرض الجانب التركي هدنة مؤقتة واتفاقاً أولياً بين الجانبين، يقضي بسحب “تحرير الشام” قواتها من المناطق التي سيطرت عليها خلال اشتباكات الأمس، وتسليمها لتجمع ما يسمى بـ “هيئة ثائرون للتحرير” المدعومة تركياً مع احتفاظها بعدد من الحواجز العسكرية.
وعلى مدار ساعات اليوم، تحدثت مصادر محلية عن بدء “تحرير الشام” بتطبيق الأوامر التركية التي تم الاتفاق عليها، حيث عملت على سحب معظم مسلحيها من المناطق التي سيطرت عليها نحو مدينة عفرين، تزامناً مع دخول فصائل “ثائرون للتحرير” بقيادة ما يسمى “لواء السلطان مراد” إلى تلك المناطق، وبدئهم بالانتشار ضمنها.
وفي ظل الهدوء السائد راهناً، يدور الحديث حول مدى التزام أطراف الصراع بما جاء في مخرجات اجتماع الأمس، وخاصة من قبل “تحرير الشام” الطامعة إلى مزيد من التوسع في الجهة الغربية من ريف حلب الشمالي بغية ضمها إلى مناطق نفوذها بريفي إدلب وحلب الغربي، وبالتالي السيطرة على مزيد من المعابر الحدودية مع الجانب التركي.
يذكر أن القصف العنيف الذي تبادله الجانبان في أثناء اشتباكهما على محيط بلدة كفرجنة، أدى إلى حالة نزوح كبيرة للمدنيين القاطنين في مدينة عفرين وريفها الشرقي عموماً، إذ اضطر نحو 2000 شخص إلى مغادرة منازلهم والمخيمات التي يسكنون فيها، نحو أقصى الأطراف الشمالية من منطقتي أعزاز وعفرين، وتجمعوا قرب المعابر الحدودية مع تركيا، هرباً من ويلات صراع النفوذ الدموي الدائر في مناطقهم.
اقرأ أيضاً: “إدارة موحدة”.. “تحرير الشام” على رأسها