ارتفاع يومي.. ماذا يحدث في مصرف سورية المركزي؟
ارتفاع يومي.. ماذا يحدث في مصرف سورية المركزي؟
لليوم الثالث على التوالي، وضمن سلسلة محاولات السيطرة على عمليات التصريف في السوق السوداء، يواصل مصرف سورية المركزي، اتخاذ إجراءاته لضبط سعر صرف الليرة السورية، وبالتالي ضبط الأسعار، حسب قوله.
وفي هذا السياق، رفع مصرف سورية المركزي، في نشرة الحوالات والصرافة الصادرة الخميس، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي للحوالات والصرافة إلى 7500 ليرة للدولار الواحد، كما رفع سعر صرف الليرة السورية مقابل اليورو بـ 8290.13 ليرة سورية لليورو الواحد.
وأكد المصرف في بيان له، أن هذه النشرة تصدر بغرض التصريف النقدي وشراء الحوالات الخارجية التجارية والحوالات الواردة إلى الأشخاص الطبيعيين، بما فيها الحوالات الواردة عن طريق شبكات التحويل العالمية.
يذكر أنه ومنذ مطلع العام الجاري، عدّل مصرف سورية المركزي أسعار صرف الدولار عدة مرات، وذلك في محاولة لإيجاد مقاربة مع السوق السوداء، وبالتالي تشجيع الناس للصرف من الجهات الرسمية بهدف رفد خزينته من العملة الصعبة.
اقرأ أيضاً: المركزي يقسم أراء خبراء الاقتصاد بتصريحاته حول علاقة إصدار فئات نقدية جديدة بالتضخم
وكان المركزي حدد الأربعاء، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي بـ 7400 ليرة سورية ومقابل اليورو بـ 8125.94 ليرة سورية لليورو الواحد.
كما حدد مصرف سورية المركزي، الثلاثاء بتاريخ 25 نيسان، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي للحوالات والصرافة بـ 7350 ليرة للدولار الواحد، وتم تحديد سعر صرف الليرة السورية مقابل اليورو بـ 8123.96 ليرة سورية لليورو الواحد.
وفي 11 نيسان الجاري، حدد المركزي سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي بـ 7300 ليرة للدولار الواحد ومقابل اليورو بـ 8016.13 ليرة سورية لليورو الواحد.
بالمجمل جميع تلك الإجراءات، ربما تكون انعكست إيجاباً لناحية رفد الخزينة بالقطع الأجنبي، غير أنه ومع كل رفع للمركزي، تشهد الأسواق غلاء بأسعار السلع، وهو ما نلاحظه جميعا بشكل يومي، ورغم التأكيدات الرسمية بأن ذلك لن يؤثر على الأسعار، فإنه جميع أسعار السلع المستوردة، ترتفع بسبب ارتفاع سعر الدولار، حيث يقوم التجار برفع الأسعار وحجب البضائع، دون أي رادع أو رقابة.
وهو الأمر الذي أكده العديد من خبراء الاقتصاد، الذين يحذرون على الدوام من تداعيات هذه القرارات وانعكاساتها السلبية على حياة السوريين والمواطنين والوضع المعيشي عموما.
وفي هذا السياق، قال عضو مجلس الشعب السوري “زهير تيناوي”، لإذاعة “ميلودي”، إن سبب ارتفاع سعر الصرف في السوق الموازية ووصوله لحدود 8000 ليرة، يعود “على ما يبدو لطلب شديد على العملة الصعبة”.
وأضاف أن هذا انعكس على ارتفاع أسعار معظم السلع التي تتحرك تلقائياً مع المواقع التي تنشر عن سعر الصرف، وكذلك عمليات المضاربة التي تؤثر بدورها على العملة.
واعتبر “تيناوي”، أن كل الإجراءات التي اتخذها المركزي “مشكوراً”، لم تف بالغرض “تحسين قيمة العملة”، وكانت أشبه بالحلول الترقيعية التي تنم عن وجهة نظر قاصرة في إدارة الملف الاقتصادي، مؤكدا أن الحل يكمن بدعم الإنتاج بكافة أشكاله.
مهما يكن الأمر، فإن ما نريد قوله أن الوضع المعيشي بات في الهاوية، فسعر كيلو الفروج اليوم تجاوز 32 ألف ليرة واللحوم تجاوزت 100 ألف ليرة، والخضار والفواكه من المنسيات، وكافة السلع والمواد الغذائية “والتي من المفترض أنها أساسية للعيش” باتت من الرفاهيات، وأصبح المواطنون يعيشون فقراً “مدقعاً”، وأما كلّ هذا فالراتب لا يكفي ثمن الخبز، فبماذا تفيدنا إجراءات المركزي؟ ولماذا كلّ هذا التجاهل للوضع الذي وصل إليه حالنا؟ وماذا ينتظرنا بعد؟.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع