إصلاح الأعطال المنزلية عادة يمتهنها السوريون
“مسبع الكارات” لقب بات ملازماً للمواطن السوري الذي اعتاد ابتكار حلول يغطي بها العجز الكبير في الجانب المادي، فأصبح الناس يعتمدون على أنفسهم في مواجهة ما يعترضهم من صعوبات في قضاء حاجاتهم اليومية، تعددت الأسباب بين اكتساب للخبرة وتخفيف أعباء مادية وقناعة متجذرة بالاكتفاء بالنفس.
ما حدا أفهم من حدا
كثير من الأشخاص يُقدِمون على إصلاح الأعطال بأنفسهم لأن قناعتهم بالقدرة على الفعل أكبر من اللجوء الى أحد، حيث أن ضياء رعد وهو شيف مطعم لم يعطِ اهتماماً لرأي والدته بالاستعانة بالكهربائي لإصلاح أعطال نتجت عن “ماس كهربائي” فأقدم على إصلاح منظم الكهرباء دون أي معرفة سابقة بالمجال فحدث ما هو متوقع، أمسكت به الكهرباء وأقنعته بأن يدع الخبز للخباز، وكان للطالب الجامعي نزار الزحيلي تجربة طريفة من خلال إقدامه على إصلاح “حنفية الماء” من منطلق أنه الشب المسؤول بحكم وجوده بالمنزل دائماً الا أنه وكما يقال “زاد الطين بله” من خلال إلحاق ضرر كبير طال كل ما يحيط به وقال: “فكرت حالي عبقري زماني، لو مو مركبها كان أحسن”.
تجارب ناجحة
عادةً ما يقال بأن الفضول قاتل، إلا أنه بعض الأحيان يعطي نتائج مثمرة وحلولاً سريعة لما نواجهه من عقبات يومية، حيث أنه ليس من المقبول لدى العسكري عبد الله طرفة اللجوء الى خبير اثر سماعه صوتاً غريباً في جهاز “السيشوار” لديه، وكانت النتيجة أنه اكتشف الخطأ بنفسه وأحضر مروحة جديدة ليضعها في مكانها الصحيح ليعود السيشوار للعمل بشكل طبيعي، وفي الوقت ذاته روت الموظفة ميار درويش تجربتها في إصلاح “إبريق كهربائي” كانت قد اكتشفت وجود عطل فيه فقالت: “ذهبت لتسخين الماء واذا بي أرى مفتاح التشغيل لا يعطي ضوءاً، حاولت إصلاحه واستبداله بمفتاح جديد ليعود للعمل كما في السابق”، ولأن “الجار قبل الدار” حرصت أماني ابراهيم وهي طالبة جامعية على إصلاح “فواشة” خزان المياه عن طريق ربطها بسلك معدني لضمان وصول الماء لجارتها التي تشاركها بخط المياه.
أهل الخبرة
لم يكن عبثاً تعدد الاختصاصات الجامعية برأي زياد معاد اختصاصي في الكهرباء حيث أن هامش الخطر كبير في هذا المجال وأن التورط والإقدام على هذا العمل يحتاج حسابات كثيرة من الناحية المادية لأن كما هو شائع بين الناس “الغلطة بكفرة” وقد تؤدي لأذى شخصي وتقني، كما وافقه الرأي طارق باكير اختصاصي تمديدات صحية بقوله: “مهما حاول الشخص الاجتهاد تبقى هناك تفاصيل من الصعب الإلمام بها والعودة إلى المختص أمر حتمي”.
حب التعلم
يلجأ البعض إلى اكتساب مهارات ومعارف تخفف عنهم أعباء قد تكون معالجتها لا تقتضي دفع أجور عالية، فقد رأى يامن معاد طالب ميكانيك أنه من خلال قنوات اليوتيوب استطاع الحصول على أفكار وطرق لتطبيقها عملياً داخل منزله، كما أشار الطالب الجامعي نجيب الخطيب لمحاولته إعادة الحياة لبطارية منزله بطرق تعلمها من “اليوتيوب” ليصبح مصدراً علمياً معتمداً بالنسبة له.
بارعة جمعة