اللاذقية تخطف لقب المدينة العائمة من مدينة البندقية.. المحافظة كعادتها تطمئن!!
“عمليات إصلاح وتعزيل الفوهات المطرية مستمرة والجهات المعنية بالمحافظات استكملت جميع إجراءاتها استعدادا للشتاء”، العنوان الذي يتردد على أذهاننا طوال العام، لكن الأمطار عرت تلك الأحاديث الإعلامية وكشفت المستور!
والشاهد على ذلك ما حصل في مدينة اللاذقية اليوم، والتي تغرق للعام الثاني على التوالي وللمرة الثانية هذا العام، ففي مشهد محزن مخجل، عادت مياه الأمطار التي من المفروض أن تكون خيراً وبركة لتكشف حجم رداءة البنى التحتية والإهمال في عمليات الصيانة التي خصصت لها ملايين الليرات، حيث حدثت اختناقات كبيرة في تصريف المياه التي غمرت المنازل نتيجة الأمطار الغزيرة، وخاصة في أحياء قنينص والدعتور والرمل الجنوبي وشارع الجمهورية، كما تعطلت حركة السير في شوارع المدينة.
تلك الأمطار تكشف في كل مرة زيف التصريحات التي يواصل المعنيون في البلدية إطلاقها، حيث يؤكدون على الدوام بأنهم استعدوا جيداً لفصل الشتاء الحالي وبأنه سيكون آمناً بعد صيانة وتنظيف كامل المطريات والريكارات!!
المحافظة كعادتها، سارعت بالإعلان عبر صفحتها الرسمية بأن جميع ورشات مجلس مدينة اللاذقية عملت بشكل مكثف على فتح أماكن الاختناقات وفتح الطرقات خلال فترة قصيرة بعد توقف الأمطار، واللافت أن هذا الإعلان ثابت للمحافظة مع كل مطرة أما الفيضانات تواصل مرحها في الشوارع التي يستغيث أهلها عبر منصات التواصل الاجتماعي حتى الآن!!
محافظ اللاذقية المهندس عامر اسماعيل هلال، بدوره قام بالمطلوب، وتفقد عمل الورشات في أكثر من موقع برفقة حشد من المكتب التنفيذي ومجلس المدينة ومديرية الزراعة، والتقى عدداً من الأهالي، مؤكداً متابعة كل الجهات المعنية لمعالجة هذا الواقع وايجاد حلول لها مستقبلا.
كلام جميل وفي قمة الشاعرية، بات صداه في آذاننا كالسم القاتل، والذي يأتي ليزيد حرقة المتضررين، الذين ما عاد همهم الاستغاثة لتصريف الأمطار بقدر الاستغاثة لصمت الجهات المعنية التي لم تنجح حتى اليوم سوى في الخطابات!!
فهل ستنفع تلك التصريحات أهل الشابين الشقيقين الذين توفيا نتيجة انزلاق وتدهور سيارة الإسعاف التي تنقلهما من قرية مشقيتا باتجاه المشفى الوطني؟!؟!
وهل باتت مجدية الوعود الجديدة لرئيس مجلس المدينة حسين زنجرلي، بأن الاختناقات المطرية لن تتكرر خلال الهطولات القادمة؟!.
هل ستمتص تلك الخطابات حالة الغضب التي تحيط بالناس نتيجة الاختناق من كل جانب؟!؟!
وهل حقا عجز المعنيون عن إيجاد الحلول الجذرية لحالة العجز الذي تشهدها البنية التحتية أمام غزارة الأمطار؟!؟!
وهل عجزت الحكومات المتعاقبة عن إيجاد الحلول لأزمة الأمطار المدمرة التي تعود لسنوات طويلة؟!؟!
أليس محزناً أن تتحول نعمة السماء لهم يؤرقنا؟!
ألم يحن الوقت لوضع حد لهذه الاستهانة بعقولنا وحياتنا؟!
أسئلة كثيرة نأسف أننا نواصل طرحها دون أن تلقى أية آذان صاغية، علّها تجد من يعالجها في يوم ما!!
اقرأ أيضاً: بين سندان تنظيف المطريات ومطرقة الأوساخ محافظة دمشق تغرق في شبر مطر!!
