إدارات المدارس تتحول “لمخاتير الحارة”.. أهالي الطلاب يشتكون: تسجيل أبناءنا يحتاج لواسطة
لطالما عُرفت سورية عبر تاريخها بقدسية تعليمها، ولكن عند الحديث عنه نقف بحزن عمّا آل إليه هذا القطاع، بعد أن فقد نسبة كبيرة من رسائله السامية، التي بني عليها لتربية الأجيال.
وفي هذا السياق، وفي كل عام، تتكرر معاناة أولياء الأمور لإيجاد مقاعد لأولادهم في المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء.
وبحسب صحيفة “تشرين”، تبدأ مع انتهاء كل عام دراسي رحلة البحث عن واسطة لتسجيل الطلاب، وسط عجرفة إدارات المدارس التي لديها إجابات جاهزة بعدم وجود أماكن.
وأشار العديد من الأهالي، إلى أن إدارة المدرسة تنتقي على مزاجها من تسمح له بالتسجيل، من دون الرجوع إلى مكان إقامته، ضاربين عرض الحائط بتعليمات وزارة التربية التي تعطي الأولوية في التسجيل للطلاب القاطنين في منطقة المدرسة والأقرب إليها.
وتقول إحدى السيدات، نجحت ابنتي في الصف السادس وذهبت لتسجليها في المدرسة الإعدادية التي تبعد عن منزلي عدة أمتار، لأتفاجأ برد إدارة المدرسة أنه لا يوجد شاغر وعلي الذهاب إلى مديرية التربية للحصول على ورقة لا مانع، علماً أنني ذهبت وبعد انتظار طويل لم أحصل على شيء بسبب الازدحام، ولم أستطع تسجيل ابنتي إلا بعد أن أمنت واسطة لإقناع مدير التربية والذي وافق على مضض.
فيما أشار مواطن آخر، إلى أن مدير إحدى المدارس طلب إليه وضع ابنه على قائمة الانتظار في حال انسحاب أي من ملفات الطلاب المسجلين بالفعل.
وذكّرت الصحيفة، بما قاله أحد وزراء التربية السابقين، دون أن تذكر اسمه، حيث شبّه إدارات المدارس وما تفعله مع ذوي الطلاب “بزعماء الحارة”، وفرض عقوبات بحق أي مدير مدرسة يمتنع عن تسجيل أي طالب بغير وجه حق.
اقرأ أيضاً: آلاف الهكتارات من الخضروات بدأت باليباس في سهل الغاب.. الموارد المائية بانتظار الحصول على الموافقة لريها
بدورها، عادت وزارة التربية لترديد بيانها المعتاد، دون أن نجد له أي تطبيق على أرض الواقع.
وأكدت الوزارة، أن تعليماتها واضحة، وتؤكد على جميع إداراتها بضرورة الالتزام بالشروط والضوابط لقبول التلاميذ بالصف الأول الابتدائي وغيره من مراحل التعليم العام، وسرعة استكمال تسجيلهم بالمدارس الحكومية.
كما تلزم التعليمات، إدارات المدارس بقبول الطلاب والطالبات المجاورين للمدرسة.
وبينت تعليمات الوزارة، أنه يتم انتقال التلاميذ في صفوف مرحلة التعليم الأساسي ضمن المحافظة أو من محافظة إلى أخرى بعد حصول التلميذ على وثيقة لا مانع من المدرسة التي يرغب الانتقال إليها.
هذه الحال، التي يعاني منها الأهالي في تسجيل أبنائهم، هي “غيض من فيض” التجاوزات في المدارس، والتي تحولت في كثير منها لمتاجر ودكاكين، غير آبهة بتلك الأجيال التي وضعت أمانة لديها.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع