أيلولُ السوريين “الأسود”.. شهر الموت بأشكاله المختلفة
أيلولُ السوريين “الأسود”.. شهر الموت بأشكاله المختلفة
يختلف سبب وأصل تسمية “أيلول الأسود” في معناه التاريخي الحقيقي والذي يعود للاقتتال الأردني الفلسطيني عام 1970، عن ذلك المقصود به هنا، والدال على سوداوية الشهر الكارثي على السوريين.
وصفناه بالأسود، لأنه حمل في كل يوم منه موتاً جديداً بطريقة جديدة تضاف إلى عذابات السوري الذي شبع من الموت حد الإنهاك وفقدان الأمل بعد 12 عاماً من أزمةٍ لم تعرف نهايتها بعد.
بناء الفردوس بحلب.. بداية شهر الموت
اهتزت مدينة حلب، ومعها قلوب السوريين في الأسبوع الأول من شهر أيلول على فاجعة خبر سقوط بناء سكني من 5 طوابق في حي الفردوس، ما تسبب بوفاة 13 شخصاً بينهم 7 نساء و5 أطفال.
هرباً من الوضع الاقتصادي.. قارب الموت جمع لبنان وسورية
لم ينته أيلول دون تركه لبصمة مؤلمة في قلوب مئات العائلات السورية واللبنانية على حد سواء، مع ابتلاع البحر لقارب ينقل مهاجرين كانوا متوجهين إلى إيطاليا انطلاقاً من لبنان.
حيث عثر قبالة سواحل مدينة طرطوس وعلى مسافات متعددة جثث 101 ضحية بينهم أطفال قضوا غرقاً و20 ناجٍ فقط.
الكوليرا.. موت جديد يفتك بالسوريين
لم يكن ينقص السوري سوى انتشار مرض “الكوليرا” في عدد من المحافظات سجل معظمها في حلب، مع تأثير الحرب على القطاع الصحي في البلاد، وقيام تركيا بقطع مياه نهر الفرات الذي يعتبر مصدراً أساسياً للشرب في عدد من المحافظات السورية.
وفي آخر تحديث لوزارة الصحة على حسابها الرسمي في “فيسبوك” فقد توفي حتى تاريخ اليوم 36 شخصاً بمرض الكوليرا وإصابة أكثر من 500 آخرين.
حتى “الريكارات” والسمك الفاسد!
لم يقف موت السوريين عند أسباب القضاء والقدر أو الإهمال نتيجة شجع متعهد هنا أو هناك، بل وصل الأمر إلى طرق أخرى، ومنها السقوط في الريكارات، حيث توفي ثلاثة أشخاص جراء سقوطهم في (ريكار) بمنطقة البويضة بريف دمشق في 21 أيلول.
وفي شكل آخر للموت، توفي شخص وأصيب أكثر من 20 آخرين بحالة تحسس جراء تناول سمك “البلاميدا” المُباع من البائعين الجوالين في محافظة اللاذقية.
ضحايا نتيجة اندلاع حريق
وكان شخصٌ توفي، وهو أحد أصحاب المعامل المعدة لتصنيع إسفنج عازل للأنابيب البلاستيكية على طريق درعا القديم (حوش بلاس) شارع بور سعيد بريف دمشق نتيجة انفجار أسطوانة غاز ضمن المعمل.
في الغربة أيضاً.. ضحايا في بلغاريا
لم يدع الموت السوريين وشأنهم حتى في بلاد الاغتراب، حيث أعلنت وزارة الداخلية في بلغاريا يوم 28 أيلول أن 3 سوريين لقوا حتفهم جراء صاعقة ضربتهم أثناء جلوسهم بحديقة صغيرة وسط العاصمة (صوفيا).
حتى العَسكر لم يسلموا.. اعتداءات وأعطال فنية
لم ينقض شهر أيلول دون قيام العدو الصهيوني باعتداءات حيث يوم 17 أيلول عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه شمال شرق بحيرة طبريا مستهدفاً مطار دمشق الدولي وأدى العدوان إلى استشهاد خمسة عسكريين.
كما استشهد طاقم مروحية عسكرية صباح 4 أيلول شمال شرق مدينة حماه خلال مهمة تدريبية نتيجة عطل فني فيها.
بالفأس والمسدس.. جرائم القتل حصدت ما حصدته
سجل شهر أيلول وقوع عدة جرائم قتل عبر طرق متعددة، قامت وزارة الداخلية عبر صفحتها الرسمية على “فيس بوك” بنشرها تباعاً في عدة محافظات.
ولعل أكثرها دهشة هو قيام شابة بقتل والدها بالفأس بالتعاون مع والدتها في حمص، وقيام شاب بقتل والد زوجته وحماته وابنهما ومن ثم انتحاره في مدينة طرطوس.
انتهى أيلول والخوف من تشرين.
في تشرين الهوا الشرقي عقيم والغربي رحيم، مثل يقال بكثرة في منطقة حوران جنوب سورية في إشارة إلى تقلب المناخ وحلول البرد مكان الدفء.
ويأمل السوريون مع أزمة اقتصادية حادة وقوة شرائية شبه معدومة، أن يحمل شهر تشرين أخباراً أفضل وواقع أجمل، حيث أن خدّهم لم يعد يستحمل المزيد من الصفعات التي قد يوجه البرد القادم قريباً أولها مع قلة المازوت الحكومي وارتفاع سعر الحر منه.
عمار إبراهيم – كليك نيوز
اقرأ أيضاً: عطشاً وجوعاً.. وفاة 6 سوريين بينهم أطفال على متن قارب بالبحر المتوسط