أمام محكمة أمريكية.. شركة فرنسية تقر بدعمها داعش في سورية
أمام محكمة أمريكية.. شركة فرنسية تقر بدعمها داعش في سورية
أقرت شركة الإسمنت الفرنسية “لافارج”، أمام محكمة “بروكلين” الأمريكية، بدعم تنظيم داعش الإرهابي، إضافة لتنظيمات متشددة أخرى، وفقاً لوكالة “فرانس برس”.
ودفعت الشركة غرامة قيمتها 777،8 مليون دولار لوزارة العدل الأمريكية نظير أموال دفعتها لاستمرار تشغيل مصنعها في حلب شمال سورية، في سابقة لم تحصل في أن أقرت شركة في الولايات المتحدة بمساعدة الإرهابيين.
وعبرت الشركة عن ندمها الشديد على ذلك ما وقع وأنها تتحمل المسؤولية عن المديرين التنفيذيين المعنيين، مضيفةً أن تصرف المديرين كان خرقاً سافراً لأخلاقيات “لافارج”.
وبحسب الادعاء العام الأمريكي، فإن فرع “لافارج” في سورية دفع لتنظيمي داعش وجبهة النصرة مبلغ 5،92 مليون دولار لحماية المستخدمين في المصنع، وشبّه المديرين ذلك بدفع “الضرائب”.
ورغم أن الشركة غادرت المصنع في 2014، بعد سيطرة داعش على المنطقة، لكنها حققت، بفضل تلك الصفقة، أرباحاً قيمتها 70 مليون دولار.
وحاولت الشركة في وقت سابق دفع رشاوى بعد تحقيق داخلي، ولكن نائبة المدعي العام، قالت إن “تصرف لافارج يعكس درجة الانحدار الذي وصلت إليه جرائم الشركات، ولا ينبغي أن تمر المعاملات التجارية مع الارهابيين على أنها معاملات تجارية عادية”.
وعلى خلفية ذاك، استقال “إيريك أولسون” الذي كان مديراً في “لافارج” و “هولسيم”، حتى 2017، من منصبه، عقب تحقيق في نشاطات “لافارج” في سورية، وقال إنه لم يخالف القانون لكنه قرر ذلك لرفع جل الحرج عن الشركة.
وكان المديرون قاموا بتزوير تاريخ إنهاء العمل بالصفقة وجعلوه يوم 18 آب، وهو التاريخ الذي أصدرت بعده الأمم المتحدة قراراً يمنع الدول الأعضاء من التعامل مع داعش، من أجل الإيهام بأن المفاوضات معها لم تجر بعد صدور قرار الأمم المتحدة.
وأكد مدير مصنع الشركة بين 2008 و2014 وجود عمليات دفع غير قانونية، حيث كان يدفع مصنع لافارج في سورية بين 80 ومئة ألف دولار شهرياً عبر وسيط اسمه “فراس طلاس” وهو مساهم سابق بأسهم قليلة في المصنع.
وكان طلاس (ابن وزير الدفاع الاسبق وصاحب مجموعة ماس الاقتصادية) يوزع الأموال بين مختلف التنظيمات المسلحة مشيراً إلى أن ذلك يعني حصول داعش شهرياً على نحو 20 ألف دولار من لافارج.
ويقع مصنع الشركة في منطقة الجلبية التابعة لمحافظة حلب شمالي سورية على بعد 20 كيلومترا من الحدود التركية، وسبق أن كشفت وثائق “للأناضول” عام 2021 قيام “لافارج” بتمويل تنظيم داعش، حيث تواجه الشركة في فرنسا تهماً بـ “التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية”، على خلفية أنشطتها في سورية.
اقرأ أيضاً: قيادة كتيبة لـ “داعش” وتدريب أطفال على السلاح في سوريا.. مواطنة أمريكية تدلي باعترافات خطيرة