خدميمجتمعمحلي

ألعاب الأطفال تنبئ بشخصياتهم المستقبلية.. الأوضاع الاقتصادية تحرم الأطفال رفاهيتهم

ألعاب الأطفال تنبئ بشخصياتهم المستقبلية.. الأوضاع الاقتصادية تحرم الأطفال رفاهيتهم

 

يعتبر اللعب من أهم سمات الطفولة، وهو وسيلة طبيعية للتعلم والنمو، ويساهم في تنمية مهاراتهم وقدراتهم المختلفة، ولا يقتصر أثره على الجانب الحركي، وإنما يتعداه إلى سائر النواحي المكونة لشخصيته، سواء المعرفية أو العاطفية أو الاجتماعية.

ولكل طفل ذكرياته وعالمه الخاص، حيث نجد أن بعض الأطفال يظهرون تعلقهم الشديد بدميتهم وألعابهم لدرجة الأنانية، فلا يسمحون لأي كان بالاقتراب من ممتلكاتهم.

وأكد الخبير النفسي والتربوي الدكتور “رفعت جمعة”، أن تأثير اللعب في الطفل يعد موضوعاً مهماً بالتطور النفسي والتربوي، لأنه وسيلة لتعبير الأطفال عن أنفسهم وخيالهم وعالمهم الصغير، وعن طريقه يتعلم الأطفال العديد من المهارات والخبرات، وبه يعبرون عن أفكارهم وابتكارهم ما يجول في عالمهم الخاص بهم، وهو يساعدهم على فهم العالم من حولهم وبناء مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية.

اقرأ أيضاً: ازدياد أعداد الأطفال اللقطاء في المناطق الواقعة تحت سيطرة “قسد”.. مطالب بإحداث دور رعاية

وقال “جمعه” لصحيفة “تشرين” الرسمية، يمكن للدمية أن تكون وسيلة للطفل للتعبير عن مشاعره وخياله، فهي تعمل على تنمية مهارات اللعب والتفاعل الاجتماعي، ومن الجيد دعم وتشجيع الطفل على الاحتفاظ بدميته المفضلة، كما يمكن استخدام هذه الفرصة لتعزيز مهارات الاستقلالية والتوازن بين الاعتماد على الدمية والتفاعل مع الآخرين.

وأضاف “جمعة” يمكن للعب أن يكون أداة مهمة للتسلية والتعبير وتطوير مهارات الأطفال، وعدم توفر الفرصة لهم للعب والتفاعل بشكل لائق يمكن أن يؤثر في نموهم الشخصي والاجتماعي.

وأكد الخبير النفسي، أنه يجب على الأهالي توفير بيئة داعمة وآمنة للأطفال للعب والتفاعل بشكل قوي، مع توفير الأدوات والموارد اللازمة لتشجيع تعلق الطفل على اللعب وتطوير مهاراته، مشيراً إلى أن كل طفل فريد بنفسه ولديه اهتماماته وميوله الخاصة، ويجب على الأهل والمجتمع تشجيع الأطفال بغضّ النظر عن جنسهم وعدم التمييز فيما بينهم، وتشجيعهم على استكشاف أنواع مختلفة من الألعاب.

اقرأ أيضاً: قرار العطلة يثير الاستياء.. الكهرباء لن تتحسن وخبير اقتصاد يوضح آثارها السلبية

وقال “جمعة”، يجب علينا دعم الأطفال في اختيار الألعاب التي يستمتعون بها، وتعزز تطورهم الشخصي ويكون ذلك بإشراف ودعم مناسب من الأهل.

وأضاف “جمعة”، كثيراً ما يحتفظ بعض الأشخاص بألعابهم والأشياء الباقية من طفولتهم لأسباب عاطفية، فقد تكون تلك الألعاب مرتبطة بذكريات “إيجابية من الطفولة”، وبالتالي تحمل قيمة عاطفية كبيرة لهم، إضافة إلى ذلك هناك أيضاً جانب من “النوستالجيا” في هذا الاحتفاظ بالألعاب، حيث إنها تذكر الشخص بأوقات سعيدة وربما ببعض الأحداث المهمة التي شكلت شخصيته، وقد تكون رمزاً لبراءة الطفولة والتفاؤل والأمان، أضف إلى ذلك قد يساعد احتفاظ الأشخاص بألعاب طفولتهم على تعزيز شعورهم بالانتماء والثبات، ويكون مصدراً للراحة والأمان في اللحظات الصعبة.

وقال “جمعة”، أما في حال ارتباط تلك الدمية باللحظات التعيسة والحزينة في مرحلة من مراحل الطفولة، فقد تكون لديه أسباب عاطفية مختلفة للاحتفاظ بها، فقد يكون ذلك رمزاً للتغلب على الصعوبات في ذاك الوقت، وقد يمثل هذا شكلاً من أشكال التغلب والشجاعة، ووسيلة للطفل لمواجهة المشاعر السلبية والتعامل معها، ومن هنا نجد أنه لا بد من منح الطفل ما يحتاجه من مساحة لمواجهة تلك الذكريات والتعبير عنها وعدم كبته.

اقرأ أيضاً: “راح الزمن الحلو بكل شي فيه”.. التكنولوجيا تحوّل العادات والتقاليد لذكريات

وحول عدم قدرة الأسر على شراء الألعاب لأطفالها، قال “جمعة”، بأنه يمكن أن ينعكس ذلك على الطفل فيما بعد، فالطفل عندما ينضج قد يشعر بعدم الكفاية أو الحرمان من المتعة والترفيه التي توفرها الألعاب، ما قد يؤثر في صحته النفسية.

من جهتها، أكدت معلمة الروضة “ميسم العبد”، أن الألعاب تساعد الطفل على تحقيق اكتشافات جديدة وتعزيز مهاراته، ويجب على الأهل والمختصين والمدرسين، وخاصة في رياض الأطفال، تشجيع الأطفال على اللعب، وتوفير أدوات اللعب المناسبة كل حسب عمره، مشيرة إلى أن اللعب يعزز نمو الأطفال النفسي والتربوي، كما يعزز التفاعل والتواصل الاجتماعي، وتطوير الذكاء والقدرات الحركية والاجتماعية.

يشار إلى أن الظروف الاقتصادية الراهنة، منعت الكثير من الأهالي من شراء الألعاب لأطفالهم أو حتى إخراجهم في رحلات للحدائق والملاهي، وحتى التسجيل بالروضات لغلائها، حتى اقتصرت تسالي الأطفال منذ صغرهم على ألعاب الموبايل وبرامج التلفزيون، واليوتيوب، الأمر الذي تسبب بعزلة الكثير من الأطفال وميلهم للوحدة، وهو ما يجب على الأهالي الانتباه له، ومحاولة دمجهم مع محيطهم قدر الإمكان، خشية تأثير ذلك على شخصيتهم عندما يكبرون، لا سيما أن كثيراً من تلك البرامج والألعاب تعلمهم العنف.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى