آلاف اللاجئين والنازحين في الحسكة مهددون بأمنهم الغذاء
شكّل إعلان برنامج الغذاء العالمي التابع لهيئة الأمم المتحدة إيقاف توزيع المساعدات الغذائية في سورية مطلع العام الجديد نتيجة قلة التمويل صدمة كبيرة ستترك آثاراً وخيمة على الواقع الإغاثي في سورية عموماً، ومحافظة الحسكة على وجه الخصوص، وهي التي تضم عشرات المخيمات ومراكز الإيواء التي تحوي آلاف اللاجئين العرب والأجانب والنازحين السوريين.
فمحافظة الحسكة ومنذ سنوات ما قبل أزمة 2011 وما تلاها تحوي مخيمات للاجئين العراقيين ومنها مخيم الهول الذي يضم آلاف العوائل العراقية التي نزحت إلى سورية خلال التسعينات من القرن الماضي، وإبان دخول تنظيم “داعش” الإرهابي إلى الموصل وسنجار مستقرين في مخيم الهول بالقرب من الحدود العراقية.
كما تحوي المحافظة آلاف العوائل السورية النازحة من المحافظات المجاورة نتيجة الظروف الأمنية التي مرت بها، وهناك أعداد كبيرة من أهالي المحافظة نزحوا داخلياً، إما لاحتلال مناطقهم من قبل المحتل التركي كما حدث في مدينة رأس العين، وإما تدمرت منازلهم إبان سيطرة تنظيم “داعش” المتطرف على مناطق واسعة.
اقرأ أيضاً: بعد انقطاعه أكثر من 10 سنوات.. عودة العلاج الأزوتي لمصابي اللاشمانيا في دير الزور
وأثار القرار استياء الأهالي المستفيدين من برنامج المساعدة الذي كان يقدم إليهم شهرياً من قبل برنامج الغذاء العالمي، حيث بين “أبو أحمد” وهو من الأهالي النازحين من مدينة رأس العين المحتلة ويقطن في أحد مراكز الإيواء هو وأسرته، لـ كليك نيوز، أنه عندما دخل المحتل التركي والعصابات المرافقة له ونتيجة الأحداث والاشتباكات التي كانت تدور في المدينة لم يستطع إخراج أي شيء من منزله وفر مع عائلته وهم لا يملكون أي شيء تاركين خلفهم منازلهم وأرزاقهم.
وأشار “أبو أحمد” إلى أنه ومئات العوائل كانت تعتمد طيلة السنوات الماضي على ما تقدمه المنظمات الدولية من مساعدات لعدم قدرتهم على شرائها، ومنها في الجانب الغذائي ما كانت يقدمه البرنامج من سلات غذائية بشكل شهري تضم مواد الزيت والسكر والبقوليات والتي كانت تغطي حاجة عائلته الغذائية، متسائلاً عن مصير الأهالي بعد توقف التوزيع وكيف سيتم تأمين الغذاء له ولأطفاله؟.
اقرأ أيضاً: الحكومة تحاصر الممرضات المتسربات بسبب ضعف الأجور.. غرامات بالملايين وملاحقات قضائية
وأشار المواطن “رجب الساير” من الأهالي النازحين من دير الزور إلى وجود العديد من العوائل النازحة من دير الزور وريفها في محافظة الحسكة نتيجة الظروف التي مرت بها المحافظة، وعلى الرغم من أنهم اندمجوا في المجتمع ولم يستقروا كثيراً في مراكز الإيواء إلا أنهم كانوا يستلمون سلالاً غذائية كان تساعدهم في ظل الظروف المعيشية القاسية، لافتاً إلى أن قرار الإيقاف سيترك آثاراً صعبة على الأهالي النازحين.
من جهته بين مدير الشؤون الاجتماعية والعمل “إبراهيم خلف” في حديثه لـ كليك نيوز، أن قرار برنامج الأمم المتحدة الغذائي لم يوقف تقديم المساعدات الغذائية بشكل تام وإنما خفضها بشكل كبير جداً من كمية 5 ملايين ونص سلة سنوياً لعموم سورية، إلى مليون سلة فقط نتيجة تخفيض التمويل من قبل المانحين، وهذا لا يشمل برنامج الغذاء فقط وإنما سيشمل باقي المنظمات العاملة ولكن بنسب متفاوتة.
اقرأ أيضاً: مطالبات بإنصافهم مادياً.. رئيسة رابطة التخدير: خسرنا 30 % من كوادرنا خلال سنوات الحرب
ولفت “خلف” إلى أن الواقع الإغاثي وتوزيع المساعدات الغذائية في المحافظة سيتأثر بشكل واضح نتيجة التقليص الهائل لعدد السلل الغذائية، إلا أنه سيتم توزيعها ولكن بآلية جديدة حيث سيشمل التوزيع المخيمات التي تحوي عوائل لاجئة ونازحة وتعتمد بشكل كلي في نظامها الغذائي على هذه المساعدات، إضافة إلى بعض مناطق المحافظة ولكن في إطار ضيق جداً وللعوائل الأكثر احتياجاً بناء على التنسيق ما بين لجنة الإغاثة الفرعية وبرنامج الغذاء.
وحول قرار التخفيض الكبير لعدد السلال، أشار مدير الشؤون الاجتماعية إلى أن آثاره ستكون وخيمة لعدة أسباب لاسيما على المجتمع المحلي والمناطق ذات التعافي والتي عانى أهلها من النزوح وعادوا إليها، كما أن محافظة الحسكة محافظة زراعية عانت خلال المواسم الماضية من الجفاف المتلاحق وأدى إلى تراجع الواقع الزراعي والحيواني.
إضافة إلى زيادة معدلات الحاجة الغذائية وانتشار حالات سوء التغذية لاسيما بين الأطفال والنساء، وما يزيد من سوء الوضع أن برنامج الغذاء العالمي هو الجهة الوحيدة التي توزع المساعدات الغذائية في الحسكة سواء بين المنظمات المرخصة أو العابرة بطريقة غير شرعية وغير مرخصة، وبالتالي لا يوجد تعويض لهذا الفاقد.
الحسكة – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع