هل تفتح عُمان أبواب الخليج المغلقة أمام دمشق
هل تفتح عُمان أبواب الخليج المغلقة أمام دمشق
مهمة في توقيتها وفي مواضيعها بلا شك الزيارة التي قام بها الرئيس بشار الأسد إلى سلطنة عمان ومباحثاته مع سلطان عُمان هيثم بن طارق الذي تنسج بلاده منذ مدة قنوات اتصال بين دمشق وبعض العواصم العربية التي جافت سورية منذ عقد ونيف وشاركت بقوة في الحرب التي تتعرض لها البلاد.
ففي الوقت الذي أغلقت فيه معظم العواصم العربية والغربية سفاراتها في دمشق وقطعت علاقاتها الدبلوماسية معها انصياعاً للإرادة الأمريكية، أبقت عُمان سفارتها وخطوط اتصالها مفتوحة مع القيادة السورية وكذلك زيارات مسئوليها المتكررة إلى العاصمة السورية لتؤكد عمق علاقاتها التاريخية معها من جهة واستقلالية قرارها السياسي من جهة ثانية.
تشارك الإمارات العربية المتحدة عُمان في رؤيتها والتي تتولى منذ عامين تقريباً إلى جانب مسقط تدوير الزوايا بين دمشق والعواصم العربية ولاسيما الرياض التي ظلت إلى فترة قريبة جداً ممتنعة عن إبداء المرونة المناسبة للتقارب مع سورية بالرغم من أنها نأت بنفسها خلال السنوات الأخيرة عن دعم الإرهابيين والمعارضين واختطت لنفسها طريقاً قد نرى نتائجه الإيجابية قريباً.
وبالرغم من أنه لم يرشح الكثير من المعلومات عن مضمون المباحثات التي أجراها الرئيس الأسد مع سلطان عُمان في مسقط، غير أن البيان الرسمي للمباحثات أكد بوضوح اهتمام السلطان هيثم بعودة العلاقات السورية “مع كلّ الدول العربية إلى سياقها الطبيعي”.
فيما أكد الرئيس الأسد أنّ “المنطقة الآن بحاجة أكثر إلى دور سلطنة عُمان بما يخدم مصالح شعوبها من أجل تعزيز العلاقات بين الدول العربية” في إشارة واضحة إلى الدور الذي تلعبه مسقط في هذا الاتجاه ولما تحمله الزيارة من وعود أيضاً.
اللافت في توقيت الزيارة أنها جاءت بعد كارثة الزلزال بأسبوعين فقط وفي وقت تنشغل فيه البلاد بإغاثة المنكوبين وتتواصل فيه الجسور الجوية المفتوحة لتقديم المساعدات الإنسانية من الدول الشقيقة والصديقة، وفي أعقاب حديث عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق بعد أن بدأت الرياض إرسال طائراتها محملة بالمواد الإغاثية إلى كل من مطار حلب ودمشق للمرة الأولى منذ 11 عاماً.
وبالرغم أن الوزير السعودي لم يؤكد زيارته إلى دمشق عندما سئل عنها في مؤتمر ميونيخ للأمن قبل أيام، لكنه اتخذ موقفاً متقدماً عندما تحدث بلغة انفتاحية تجاه دمشق وتأكيده أن هناك إجماع خليجي وعربي حول عدم القبول باستمرار الأوضاع في سورية على هذا النحو، وضرورة إعادة النظر في العلاقات العربية مع الحكومة السورية وإجراء حوار معها حول عودة اللاجئين وخصوصاً بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد.
إن الزيارة وهي الثانية للرئيس الأسد لدولة خليجية بعد زيارته قبل عام تقريباً إلى الإمارات العربية المتحدة ستعطي بلا شك دفعاً لاستعادة العلاقات العربية – العربية دفئها مع دمشق التي تعاني من ويلات حرب إرهابية وجاء الزلزال المدمر ليزيد معاناة شعبها، لتشكل الزيارة بارقة أمل للسوريين في ليل النكبة السورية المستمرة منذ عقد ونيف.
فهل تكون القمة العربية المقبلة في الرياض الحدث الأبرز في بداية عام 2023 بعودة سورية إلى مقعدها في الجامعة من بوابة الرياض استباقاً لمسار تطبيع العلاقات السورية – التركية التي سعى إليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبدأت الاجتماعات التمهيدية لها؟
إن عودة العلاقات العربية مع دمشق وخصوصاً مع الرياض تعطيها قوة إضافية في مواجهة أطماع جارها الشمالي وتعزز قدرتها التفاوضية المدعومة بحاضنة عربية تمثلها دول الخليج باستثناء قطر، وكل من مصر التي اتصل رئيسها عبد الفتاح السيسي للمرة الأولى مع الرئيس الأسد في أعقاب الزلزال وسيّر سفينة مساعدات إلى مرفأ اللاذقية بالإضافة إلى الجزائر التي تحمل منذ القمة التي استضافتها عام 2022 لواء عودة سورية إلى موقعها الطبيعي عربياً ودولياً.
عبد الرحيم أحمد – كليك نيوز
اقرأ أيضاً: أبو ظبي تواصل مساعيها لإذابة الجليد ما بين دمشق ودول الخليج وخاصة السعودية