مصائب قوم عند قوم فوائد.. انتعاش سوق البطاريات في حمص مع سوء واقع الكهرباء
مصائب قوم عند قوم فوائد.. انتعاش سوق البطاريات في حمص مع سوء واقع الكهرباء
تسببت قلة ساعات التغذية الكهربائية في سورية بالعديد من الأزمات المرتبطة بوصولها إلى منازل المواطنين، بعد أن كانت من رفاهيات الحياة في سنوات ما قبل الأزمة وفي أولى سنواتها أيضاً.
لسان المواطن “شو بدي لحّق للحق”
انعكست قلة ساعات التغذية الكهرباء والتي يشبهها المواطن “بالضيف العزيز”، على تأمين مختلف لوازم الحياة اليومية، سيما مع نقص حاد في شتى أنواع الوقود من الغاز والمازوت والبنزين وغيرها.
ومع عدم جدوى كل المحاولات الحكومية لإيجاد الحلول، وتدني واقع التغذية الكهربائية إلى مستويات غير مسبوقة، اتجه المواطن للبحث يميناً ويساراً عن البدائل المتوفرة رغماً عنه.
واقعٌ انعكس إيجاباً على سوق البطاريات
ومع هذا الحال، غير المتوقع انتهاؤه قريباً، تشهد تجارة البطاريات في حمص انتعاشاً غير مسبوق، كونها الحل الوحيد المتبقي أمام المواطن العادي، ممن لا ينتمي للشريحة القادرة على تعويض فاقد الكهرباء بتركيب منظومة الطاقة الشمسية التي تبلغ تكلفة أقلها 5 ملايين ليرة.
وفي جولة لـ “كليك نيوز” على بعض المحال التجارية، تبين تراوح في الأسعار، ومرتبط بشكل أساسي بجودة ومنشأ البطارية، إضافة لحجمها واستطاعتها ونوعها، ما بين السائلة والجافة والأنبوبية.
ويلاحظ بشكل واضح ازدياد أعداد المحال المختصة بالبطاريات ولوازمها في مختلف شوارع المدينة، حتى أنك قد تجدها في محال لبيع المفروشات والأدوات المنزلية لشدة الطلب عليها، كما أشار “أبو مجد”، وهو صاحب محل لبيع الأدوات المنزلية.
وعند الحصول على نشرات الأسعار لعدد من المحال التجارية المختصة ببيع البطاريات تبين أنها متفاوتة السعر حتى للنوع والسعة نفسها، وردّ ذلك أحد التجار في حي كرم الشامي لوقت شحنها وارتباط ذلك بصرف الدولار.
وكان سعر بطارية 60 أمبير 9 بلاك نحو 240 ألف، و100 أمبير 300 ألف و135 أمبير 17 بلاك 380 ألف و150 أمبير 21 بلاك 480 ألف و180 أمبير 25 بلاك 565 ألف و240 أمبير 31 بلاك 680 ألف.
كما اختلفت أسعار شواحن تلك البطاريات بين محل وآخر، وبشكل وسطي كان سعر شاحن الـ 5 امبير 35 ألف، وسعر الـ 10 امبير أصلي 60 ألف، وسعر الـ 20 أمبير 90 ألف، وسعر الـ 30 أمبير 125 ألف، وسعر الـ 40 أمبير 140 ألف.
المواطن يستغرب “أجنبي فهمنا بس الوطني ليش”
أما المواطن المغلوب على أمره، فقد اشتكى من غلاء هذه البطاريات، حالها حال كل المواد والبضاعة في السوق، والتي لم تقنعه مبررات التجار بارتفاع سعر الصرف والحصار وغيرها.
يقول “أبو محمد”، وهو من سكان حي وادي الذهب لـ “كليك نيوز” يتذرعون بالدولار فيما يخص كل القطع المستوردة، فلم نقل شيئاً، إلا أن بعض الصناعات محليةٌ بكاملها ولا يستورد منها أي شيء من الخارج، كالبطاريات الوطنية التي ملأت السوق، فما هو مبرر ارتفاع سعرها إلا جشع التجار.
ويضيف “سليمان” وهو صاحب محل اتصالات في حي العباسية “نحن مجبرون على شراء بطارية كل سنة لأن اعتمادنا الأساسي على الكهرباء اللازمة لشحن الجوالات واللابتوب وتجربة الشواحن، ومع عدم تحسن الكهرباء لا مهرب لنا من الشراء، ناهيك عن الأضرار المكلفة التي تحصل فيها بين وقت وآخر”.
قافلة من المعدات الكهربائية بملياري ليرة لم تحسن الواقع الكهرباء
ويأتي سوء واقع التغذية الكهربائي، في وقت أرسلت وزارة الكهرباء قافلة من المعدات اللازمة لصيانة الشبكة الكهربائية وتحسين واقعها وزيادة وثوقيتها.
وشملت القافلة مراكز تحويل وأبراجاً حديدية وأعمدة خشبية وكابلات وأمراساً سيتم توزيعها على مختلف أحياء المدينة ومناطق الريف وفق الأولوية.
إلا أن المواطن في حمص بات يتمنى أن يرى ساعة كهرباء كاملة دون قطع هنا وفصل هناك، مع مخاوف من استمرار الوضع على حاله مع قرب الشتاء وتحول هذه الأمنية إلى حلم جميل قد لا يتحقق قريباً.
عمار إبراهيم – كليك نيوز
اقرأ أيضًا: وصول 30 محولة كهربائية إلى حلب.. ووضع محولتين منها في الخدمة.